مركز الذكاء الصحي في “التخصصي” يقود التحول نحو توظيف أوسع للذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي
أحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً هائلاً في نموذج عمل مؤسسات الرعاية الصحية، وفي قلب هذا التحول، يعمل مركز الذكاء الاصطناعي الصحي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الذي تأسس في العام 2019، كمحرك رئيسي للمضي قدماً في تعزيز نتائج العلاج، وتجربة المريض، وكفاءة التشغيل، من خلال توظيف أوسع للذكاء الاصطناعي للوصول إلى تشخيص أدق وأسرع، وتخصيص العلاج لكل مريض، بما يسهم في تحقيق برنامج تحول القطاع الصحي، أحد برامج رؤية السعودية 2030، الرامي إلى تعزيز جودة وكفاءة الخدمات الصحية.
توفير البيئة الحاضنة لبناء قدرات محلية في الذكاء الاصطناعي
ومنذ تأسيسه، عمل المركز على توفير البيئة الحاضنة لبناء قدرات محلية وتطوير الخبرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي التطبيقي، مما يسهم في تكوين نظام بيئي مستدام للذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية في المملكة، أثمرت تطوير 20 تطبيقًا للذكاء الاصطناعي بقدرات محلية، شملت تحليل الصور الطبية، وتحليل تدفق المرضى، وإدارة الموارد، وتحسين تجربة المريض، مما يسهم في سرعة التشخيص وتحسين كفاءة خطط العلاج والتنبؤ المبكر باحتياجات المستشفى والمرضى.
كما أسس المركز بالتعاون مع الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، برنامجاً تدريبياً فريد في مجال الذكاء الاصطناعي الصحي التطبيقي والصحة الرقمية، مما يعزز من قدرات العاملين في القطاع الصحي على اتخاذ قرارات أكثر دقة وسرعة، ويسهم في تطوير قطاع الرعاية الصحية بشكل شامل.
وخلال النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي (GAIN) التي انطلقت أعمالها صباح اليوم الثلاثاء، يستعرض “التخصصي” أحدث ابتكاراته في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدمة، والتي طورت كلياً بسواعد سعودية، ضمن خطواته للتحول نحو مستشفى أكثر ذكاء، حيث يتوقع دمج هذه الابتكارات في عمليات المستشفى، بعد إتمام مرحلة التحقق التي تتضمن اختبارات صارمة لضمان الدقة والموثوقية والسلامة، ما سيعزز من مكانة “التخصصي” كمستشفى رائد في المجال على الصعيدين المحلي والعالمي.
وتسهم التقنية المبتكرة في معالجة التحديات الكبيرة التي يواجهها الأطباء والإداريون في التعامل مع الكميات الهائلة من بيانات المرضى بما في ذلك سجلات المرضى، والتقارير السريرية، وسياسات المستشفى، وبيانات تدفق المرضى، حيث يُلخص البيانات تلقائيًا، لتسريع الوصول إلى المعلومات ذات الصلة، وتوليفها لاتخاذ قرارات فعالة، بما ينعكس إيجاباً على كفاءة رعاية المرضى من خلال تمكين الأطباء من التركيز أكثر على العلاج بدلاً عن المهام الإدارية، إضافة إلى تمكين الموظفين من مراقبة مسارات المرضى بفعالية واستخراج رؤى تستند إلى البيانات لتعزيز تجربة المرضى.
وإدراكًا للقدرات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بحجم الطلب، وأثر ذلك في تحسين الاستجابة وتعزيز كفاءة خطط العمل، استطاع “التخصصي” من خلال مركز القيادة والتحكم الذي تأسس في العام 2021، تنفيذ أكثر من 170 ألف إجراء تدخلي، أسفر عن انخفاض في وقت انتظار توفر السرير من 32 ساعة إلى 6 ساعات. كما تقلصت أوقات الانتظار في قسم الطوارئ بنسبة 14%، كما أصبح 90% من المستفيدين من خدمات الصيدلية والمختبر يتلقون الخدمة خلال أقل من 15 دقيقة.
تكريم جهود التخصصي
ونظير الجهود التي يبذلها “التخصصي” لتسريع توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، حصل على العديد من الجوائز المرموقة، مثل جائزة الريادة في الذكاء الاصطناعي لعام 2022 من المعرض والمؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وكذلك جائزة زمام وHIMSS للصحة الرقمية 2022 في فئة أفضل مشروع لتحول الصحة الرقمية.
وفي مجال بناء القدرات المحلية المتخصصة، حصل المستشفى على جائزة “البرامج المهنية المتخصصة المتميزة” من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية عن البرنامج التدريبي في مجال الذكاء الاصطناعي الصحي التطبيقي. وكذلك جائزة تميز الأعمال الذهبية العالمية لعام 2024 (IBXA)، عن فئة “أفضل استخدام لرؤى وملاحظات العملاء”، وذلك لابتكاره نظام “أنفال” القائم على تقنية الذكاء الاصطناعي، للتنبؤ برضى المرضى، وتحليل تجاربهم.
وكان المستشفى أيضا قد حقق المستوى السابع في نموذج تبني النضج التحليلي (AMAM) من “مجتمع نظم معلومات إدارة الرعاية الصحية” HIMSS، ليكون من بين عدد قليل من المستشفيات عالميًا التي تصل إلى هذا الإنجاز الذي يعكس قدرة المستشفى على استخدام الذكاء الاصطناعي للتقدم في القطاع الصحي.
يذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يعد الأبرز عالمياً في تقديم الرعاية الصحية التخصصية، وصنف مؤخراً في المركز الـ20 في قائمة أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في العالم لعام2023، والأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بحسب تصنيف براند فاينانس “Brand Finance”.