متلازمة المعى المتهيج ويسميه العامة اصطلاحًا “القولون العصبي”, قد يصاحب حدوث هذا المرض الشعور بالامتلاء والانتفاخ واضطراب البراز دون مرض عضوي واضح. ويصاحب هذا المرض الشعور بالألم الذي يتفاوت في شدته من مجرد الشعور بالضيق إلى ألم شديد يصيب البطن ويصيب أي جزء منه، وغالبًا ما يكون في أسفل البطن خاصة في جانبه الأيسر، وألم القولون قد يعقب تناول الطعام، وكثيرًا ما تزول متاعبه بعد التبرز أو خروج الغازات ، والبعض يزداد ألمه عقب التبرز.
وعادة ما تظهر الأعراض أول مرة بين مرحلة المراهقة والعقد الرابع من العمر. وتقدر نسبة الإصابة بهذا العرض المرضي في الولايات المتحدة بحوالي 15% عند النساء إلى 10% عند الرجال.
الأسباب
تحدث أعراض متلازمة المعى المتهيج نتيجة تأثيرات غير طبيعية على الجهاز العصبي المعوي Enteric Nervous System لوجود بعض المركبات الكيميائية في الأمعاء ، أو كمية الطعام ، أو بعض المؤثرات الخارجية على الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي تؤثر هذه العوامل الداخلية والخارجية على الوظيفة الطبيعية لحركة الأمعاء. والسبب لحدوث هذه التأثيرات غير واضح، ولكن قد يكون إفراز غير طبيعي لهرمونات أو نواقل عصبية ، أو يكون نتيجة عدم التوازن في الكائنات الحية الدقيقة المستوطنة في الأمعاء ، أو عدم التحمل للأطعمة ، أو وجود التهابات بالقولون. كما تزيد الضغوط النفسية والاجتماعية من ظهور الأعراض حيث تظهر الأعراض في حوالي 50% من المرضى بعد حدوث إجهاد نفسي.
ويتميز هذا المرض بحدوث تقلصات غير طبيعية في العضلات الموجودة في جدران القولون تعيق مرور فضلات الطعام بشكل طبيعي إلى المستقيم ثم خارج الجسم، ويؤدي أحياناً حدوث الاضطرابات في الحركة الدودية المنتظمة Rhythm لعضلات الأمعاء إلى تقلصها بشكل سريع مسببة الإسهال ، بينما تكون التقلصات المعوية في أوقات أخرى قليلة الحدوث أو ضعيفة الشدة وتسبب حدوث الإمساك ، مما قد يؤدي ذلك إلى ظهور إسهال متعاقب مع إمساك.
بالإضافة إلى الضغوط النفسية والاجتماعية والعوامل التغذوية، فإن هناك عوامل أخرى تزيد من شدة الأعراض وتشمل:
- 1- الإفراط في استخدام الملينات.
- 2- استخدام المضادات الحيوية أو بعض الأدوية الأخرى.
- 3- تناول كميات كبيرة من الأغذية المحتوية على الكافئين.
- 4- إصابات سابقة بأمراض متعلقة بالجهاز الهضمي.
- 5- عدم الانتظام في النوم ، والراحة ، وقلة تناول السوائل.
- 6- الحساسية أو عدم التحمل لبعض الأطعمة.
- 7- تعاطي الكحوليات.
النظام الغذائي والتوصيات الغذائية
يهدف العلاج والتوصيات لمرضى متلازمة المعى المتهيج إلى الحصول على الكمية الكافية من المغذيات المختلفة. وعلاج أو تقليل أعراض المرض، وتعزيز وظيفة الأمعاء الطبيعية.
ويعتمد العلاج الغذائي على أعراض المرض، حيث قد تفيد بعض الأطعمة في تقليل الأعراض عند بعض المرضى، في حين تزيد نفس الأطعمة من أعراض المرض عند البعض الآخر، لذلك لا يوجد غذاء مثالي موحد لمرضى متلازمة المعى المتهيج.
وتشمل التوصيات الغذائية بصورة عامة ما يلي:
- التأكد من تناول المغذيات المختلفة بصورة كافية من خلال التغذية المتوازنة.
- تجنب تناول الأطعمة التي تحدث الأعراض، حيث تختلف من شخص إلى آخر، فقد تحدث الأعراض نتيجة عدم تحمل بعض الأطعمة مثل عدم التحمل لسكر اللبن وبالتالي فقد يفيد تجنب الحليب ومنتجات الألبان، والحصول على مصادر أخرى لعنصر الكالسيوم. أو قد تظهر الأعراض نتيجة الحساسية الغذائية، وبالتالي يجب تجنب الأطعمة المحدثة للحساسية وهكذا.
- تناول كمية كافية من الألياف الغذائية بحيث لا تزيد عن التوصيات للمتناول الكافي للألياف الغذائية والذي يعادل 14 جرامًا لكل0 100 سعر حراري متناول، ولا ينصح بزيادة تناول الألياف غير الذائبة وخصوصًا نخالة القمح حيث إنها تزيد من الأعراض في كثيرمن المرضى. وزيادة تناول الألياف الذائبة تدريجيًا مع زيادة تناول السوائل في حالات الإمساك وذلك في حالة وجود أو عدم وجود أرياح، أو غازات ، أو انتفاخات. بينما يفيد تقليل جميع أنواع الألياف في حالة الإسهال. ويوضح جدول ( ) أهم خواص الألياف ومكوناتها، والمصادر الغذائية والتأثيرات الصحية في الجسم.
- تجنب الوجبات الغذائية الكبيرة ، والمقليات ، والأطعمة الدسمة، والأطعمة أو المشروبات الغنية بالكافئين مثل الشوكولاتة ، والقهوة ، والشاي والمشروبات الغازية المحتوية على الكولا حيث إنها قد تزيد من أعراض المرض.
- تقليل تناول السكريات التي تمتص بكمية قليلة في القناة الهضمية وبالتالي يمكن أن تحدث مغصًا أو إسهالاً مثل الفركتوز (Fructose ، والسربتول ) Sorbitol.
- تقليل تناول الأطعمة المسببة لإنتاج أحجام كبيرة من الغازات والنفخة في البطن كالكرنب ، والقرنبيط ، والفجل ، والجرجير ، والكراث ، والبقوليات ، والألياف الغذائية غير الذائبة. بالإضافة إلى أن تناول الوجبة بسرعة مع تناول السوائل وخصوصًا المشروبات الغازية يؤدي إلى دخول كمية من الهواء إلى الأمعاء.
بالإضافة إلى ما سبق فإن اكتساب المريض القدرة على التعامل مع الضغوط النفسية أو الاجتماعية بشكل أفضل، وتجنب تعرضه لمصادر الإجهاد النفسي والقلق يساهمان في
تجنب أو تقليل أعراض المرض. كما يجب استشارة الطبيب الاختصاصي عند تكرار حدوث أعراض هذه الحالة المرضية لوصف العلاج الدوائي المناسب لحالات الإسهال الشديدة، أو الإمساك ، أو التقلصات المعوية ، أو الضغوط النفسية ، أو الاجتماعية.