يحدث الإغماء الوعائي المبهمي نتيجة استجابة مبالغ فيها للجهاز العصبي اللاإرادي، وتحديداً العصب المبهم، الذي يتحكم في العديد من الوظائف الحيوية مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم. يؤدي تنشيط العصب المبهم بشكل مفرط (أو الانعكاس المبهمي) إلى انخفاض حاد في معدل ضربات القلب وتوسع الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ ويؤدي لفقدان الوعي مؤقتًا.
غالبًا ما يحدث الإغماء الوعائي المبهم استجابة لمحفزات معينة، مثل الإجهاد الشديد، الألم الحاد، الروائح القوية، أو رؤية الدم. كما قد يحدث عند الوقوف لفترات طويلة، خاصة في الأماكن الحارة والمزدحمة، أو عند التغيير المفاجئ في الوضع. بعض الأنشطة اليومية، مثل التبرز، قد تؤدي إلى الإغماء لدى بعض الأشخاص. ويزيد خطر الإصابة بالإغماء الوعائي المبهم في حالة الجفاف، والمرض، وقلة النوم، أو الإرهاق البدني.
كيف يتم تشخيص وعلاج الإغماء الوعائي المبهمي؟
يبدأ تشخيص الإغماء الوعائي المبهمي بفحص شامل يتضمن التاريخ الطبي والفحص البدني. وقد يتضمن ذلك قياس ضغط الدم أثناء الوقوف والاستلقاء، وتخطيط القلب (ECG) لاستبعاد أسباب أخرى للإغماء مثل مشاكل في ضربات القلب أو النوبات القلبية.
إذا كان الإغماء يحدث عند الوقوف المفاجئ، فقد يكون السبب هو انخفاض حاد في ضغط الدم عند الانتقال من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف. في هذه الحالة، قد يجري الطبيب اختبارًا بسيطًا يسمى “اختبار الطاولة المائلة”. في هذا الاختبار، يستلقي المريض على طاولة خاصة ثم يقف بسرعة لمحاكاة الظروف التي تسبب الإغماء. يتم مراقبة ضغط الدم وتخطيط القلب خلال هذا الاختبار.
العلاج الفوري للإغماء الوعائي المبهمي عادة ما يكون بسيطًا ويتضمن الاستلقاء ورفع الساقين لزيادة تدفق الدم إلى الدماغ. في معظم الحالات، يستعيد الشخص وعيه بسرعة دون الحاجة إلى أي تدخل طبي آخر.
هل يمكن علاج الإغماء الوعائي المبهمي؟
الإغماء الوعائي المبهمي هو حالة تتكرر على فترات متباعدة، وقد تختفي لفترات طويلة ثم تعود مرة أخرى عند التعرض لمحفزات معينة. على الرغم من شيوع نوبات الإغماء بشكل عام، إلا أن الإغماء الوعائي المبهمي يمثل نسبة معينة من هذه الحالات. لحسن الحظ، غالبًا ما تزول نوبات الإغماء هذه من تلقاء نفسها ولا تتطلب عادةً أي علاج طويل الأمد، ولكن يمكن اتخاذ بعض التدابير الوقائية للحد من حدوثها.
لتجنب الإغماء الوعائي المبهمي، من المهم التعرف على المحفزات الشخصية وتجنبها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن اتباع بعض النصائح العامة مثل الحفاظ على رطوبة الجسم، تجنب التغيرات المفاجئة في الوضع، والوقوف ببطء. إذا شعرت بأعراض الإغماء، يمكنك تجربة بعض التمارين البسيطة لزيادة تدفق الدم إلى الدماغ، مثل الضغط على عضلات الذراعين أو الساقين. في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية معينة مثل قابضات الأوعية الدموية أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (مثل الفلوكسيتين). ومع ذلك، فإن فعالية هذه الأدوية قد تختلف من شخص لآخر.
ومن المهم استشارة الطبيب لتحديد السبب الدقيق للإغماء ووضع خطة علاج مناسبة، حيث قد يكون الإغماء عرضًا لمرض آخر.
أهم الحقائق التي يجب معرفتها عن الإغماء الوعائي المبهمي
الإغماء الوعائي المبهمي هو حالة صحية شائعة نسبيًا تتسبب في فقدان الوعي بشكل مؤقت. يحدث هذا عندما ينخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم بشكل مفاجئ، غالبًا بسبب عوامل مثل الإجهاد العاطفي أو التغيرات المفاجئة في الوضع. لتشخيص هذه الحالة، يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني شامل وتاريخ طبي، وقد يطلب إجراء رسم قلب كهربائي لاستبعاد أسباب أخرى للإغماء.
عند حدوث نوبة إغماء، فإن أول إجراء يجب اتخاذه هو وضع الشخص المصاب على الأرض ورفع ساقيه قليلاً لزيادة تدفق الدم إلى الدماغ. يمكن الوقاية من الإغماء الوعائي المبهمي باتباع بعض النصائح البسيطة مثل تجنب المحفزات المعروفة، الحفاظ على رطوبة الجسم، والوقوف ببطء. في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية معينة للمساعدة في التحكم في الأعراض.