كثيرٌ من الناس يعودون إلى التدخين في مرحلةٍ ما بعدَ أن أقلعوا عنه. وفي هذه الحال، لا ينبغي للشخص أن يماطلَ في المحاولة مرَّةً أخرى. والمهم هو أن يتعلَّمَ ممَّا حدث من أخطاء، الأمر الذي يزيد من احتمال نجاحه في المرَّة القادمة. عندما يُقلع شخصٌ ما عن التدخين، من الضروري أن يكونَ واثقًا من نفسه، ويعتقد حقيقةً أنَّه سوف ينجح، ويجب عليه ألاَّ يضع في حُسبانه أنَّه سيعود ويدخِّن من جديد.
ولكن، هناك بعض الأشخاص الذين يحاولون الإقلاعَ عن التدخين، يعودون إلى التدخين بالطريقة نفسها التي بدؤوا فيها التدخين من قبل، ويحدث هذا عادةً في الأشهر القليلة الأولى من ترك التدخين.
ينبغي على المرء ألاَّ ينـزعج إذا عاد إلى التدخين بعد أن أقلعَ عنه، حيث يُمكن أن يتطلَّب الأمرُ بضعَ محاولات لكي يقلعَ عن التدخين بشكلٍ دائم. وهذا لا يعني أن نستخفَّ بمسألة العودة إلى التدخين، ولكن لا نُجهد أنفسنا أيضًا.
كلَّما زاد عددُ المرَّات في محاولة ترك التدخين، تَحسَّنت فرصُ النجاح. لذلك يجب أن ينظرَ المرءُ إلى مسألة العودة إلى التدخين على أنَّها مجرَّد تدرُّب على الإقلاع عن التدخين.
كيف نمنع العودةَ إلى التدخين؟ ولماذا يفشل بعضُ المدخِّنين في ترك التدخين؟
يُعزى السببُ الرئيسي إلى الرغبة الملحَّة في التدخين. وهي ميولٌ قوية نحو التدخين، تُسبِّبها غالبًا الشدَّات النفسية، أو رؤية أشخاص آخرين وهم يدخِّنون أو شرب المسكرات أو الحالات الانفعالية مثل الدخول في مُنازعات.
إنَّ أفضلَ وسيلة لمقاومة الرغبة الشديدة في التدخين هي الجمعُ بين أدوية التوقُّف عن التدخين والتغييرات السلوكية.
كما أنَّه من الضروري أن يبقى الشخصُ بعيدًا عن المدخِّنين؛ فقد حدث ذلك مع ما يقرب من ثلاثة أرباع الذين عادوا إلى التدخين بعدَ تركهم له، وعادةً بعد أن يطلبوا سيجارة من أحد هؤلاء المدخِّنين.
كيف نساعد الشخصَ على منع عودته إلى التدخين؟
إنَّ تفادي العودة إلى التدخين هو الأفضل؛ ولكن، إذا استسلم الشخصُ لإغراء السيجارة فلا ييأس، حيث يُمكن أن يتطلَّب الأمرُ بضعَ محاولات لكي يقلعَ عن التدخين بشكلٍ دائم؛ فالمحاولة السابقة تُكسب الشخصَ خبرةً تساعده في تجربته هذه المرَّة.
في حال دخَّن الشخص سيجارة واحدة أو اثنتين
· عليه ألاَّ يتخلَّى عن ترك التدخين؛ فلا يزال بإمكانه تجنُّب العودة الكاملة إلى التدخين. ينبغي على الشخص أن يرمي ما تبقَّى من علبة السجائر بعيدًا، ويواصل في محاولته للإقلاع عن التدخين.
· يذكّر نفسَه بالسبب الذي من أجله أراد الإقلاعَ عن التدخين، ثم يُمسك بزمام السيطرة مرَّةً أخرى.
· الحصول على الدعم، ولو من خلال التحدُّث إلى أحد الأشخاص المساندين لترك التدخين.
· يُصعّب على نفسه عملية التدخين؛ وذلك من خلال تجنّب الأماكن التي يمكنه أن يطلبَ فيها بسهولة سيجارةً من شخص ما، وعدم شراء علبة سجائر.
· الثبات بقوَّة؛ وإذا أحسَّ بالميل للتدخين ثانيةً، فعليه أن يُجبرَ نفسه على الانتظار لمدَّة ساعتين؛ وبعد ذلك يُقرِّر ما إذا كان هو فعلاً بحاجة إلى سيجارة.
· المحافظة على تناول أيِّ دواء من أدوية التوقّف عن التدخين أو استخدام المعالجة المعيضة عن النيكوتين، بشرط عدم عودة الشخص إلى التدخين بشكل منتظم؛ فتلك المعالجات يُمكنها أن تساعدَه على الرجوع إلى المسار الصحيح.
في حال عودة الشخص إلى التدخين المنتظم بعد أن كان قد أقلعَ عنه:
· ألاَّ يصبح مُحبَطًا؛ بل يُحدّد موعدًا جديدًا لترك التدخين، ربَّما في غضون أسبوع أو نحو ذلك.
· التعلُّم من الأخطاء؛ ما الذي جعل هذا الشخص يفشل؟ وعليه أن يُفكّر في الطرق التي كان من الممكن أن تُجنّبه التدخين. والعمل على مهارات التعامل مع الأمور، بحيث يكون مستعدًا إذا مرَّ بالموقف نفسه.
· التحدّث إلى الطبيب عندَ الحاجة إلى مزيد من المساعدة على التعامل مع الشعور بالرغبة الشديدة في أثناء المحاولة التالية للإقلاع عن التدخين.
· الثقة بالنفس؛ من خلال التعلّم على كيفية الإقلاع عن السجائر. ويتذكَّر أنَّه سيكون أقوى في المرة القادمة، لأنَّه سوف يعرف ما هي الأشياء التي سيحذر منها.