يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا)، ويقول سبحانه: (ومن كان مريضًا أو على سفر، فعدة من أیام أخر، يريد الله بكم اليسر، ولا يريد بكم العسر). ويقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه..”.
نعم.. إن هناك كثيرًا الأمراض التي تتعارض مع الصوم، فإذا صام ذلك المريض ازدادت حالته سوءًا، أو حاق به ضرر بليغ، ولنضرب أمثلة لذلك:
1- حالات الإسهال الشديد، لأن المريض في مثل تلك الحالة في حاجة ماسة إلى السوائل والأملاح لتعويض ما يفقده منها وإلا أصابه الفشل الكلوي المميت أو الفشل في الدورة الدموية، فضلاً عن أن هذا المريض يحتاج إلى بعض الأدوية المتكررة الضرورية.
ويضاف إلى ذلك حالات القيء التي تؤدي إلى فقدان السوائل وكذلك الأملاح.
۲ – حالات الحميات الشديدة، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم، ويزيد الاحتراق، ويكون المريض في أمس الحاجة للدواء والغذاء المناسب في فترات متقاربة.
٣- التهابات الصدر الحادة والسل الرئوي في مراحله المتقدمة، لأن المريض في مسيس الحاجة لغذاء كافٍ، أما حالات الدرن المماثلة للشفاء، ففي إمكان المريض أن يصوم.
4 – قرحة المعدة، لأن المريض يشعر بآلام شديدة بسبب زيادة إفرازات الحامض المعدي، ومن ثم نراه في حاجة شديدة إلى تناول اللبن مثلاً أو بعض العقاقير الطبية الضرورية.
ه – التهاب وتليف الكبد ومرض الاستسقاء.
6- الأنيميا أو فقر الدم، وهذا المرض له أسباب كثيرة، والمصابون به يحتاجون إلى غذاء قوي وعقاقير لا غنى عنها.
۷- تجلط الأوعية الدموية، لأن الجفاف الناتج عن عدم شرب السوائل لفترة طويلة، قد يزيد هذه الحالة سوءًا.
۸ – هبوط القلب.
– حالات البول السكري الشديدة.
۱۰- حالات انخفاض نسبة السكر في الدم، وإلا وقع المريض في غيبوبة، ومثل هؤلاء المرضى يحتاجون في العادة إلى تعاطي مادة سكرية على الفور عندما يشعرون بالدوار أو الدوخة.
۱۱- بعض حالات انخفاض ضغط الدم الشديد.
۱۲- بعض أمراض الكلى الحادة والمزمنة.
ويمكننا إجمالاً أن نقول إن الحالات المرضية الشديدة التي تحتاج إلى نظام معين في الغذاء، وتعاطي الدواء، يسمح لصاحبها طبيًا بالفطر.
(الصوم.. والصحة) نجيب الكيلاني
