أولاً: يحدث في البداية الشعور بالجوع، حيث تخلو المعدة من الطعام، وتنخفض نسبة السكر في الدم.
ثانیًا: قد يحدث عقب ذلك بعض التهيج العصبي في الأيام الأولى في الصوم، يسبب خروج الإنسان على المألوف من العادات، وبعض التغيرات في الأنسجة المختلفة بالجسم.. وهذه الظاهرة قد لا تحدث في كثير من الناس.
ثالثًا: قد يعقب ذلك شعور بالضعف، وخاصة عند أولئك الصائمين الذين يبذلون جهودًا فوق العادة أثناء تأدية وظائفهم، وأولئك الذين قد يهملون تعاطي وجبتي السحور والإفطار على الطريقة الصحيحة المناسبة لهم..
نظام تجديد وحماية
هذا، وهناك بعض الأمور الخفية التي تحدث داخل جسم الإنسان دون أن نراها، فالكبد مثلاً به كمية مخزونة من السكر للطوارئ، وزيادة هذه الكمية بالكبد قد تكون لها آثار وخيمة، أمَّا عند الصوم فإن سكر الكبد يتحرك ويذهب إلى الدم والأنسجة للاستفادة منه أثناء الصوم..
كذلك يتحرك الدهن المخزون تحت الجلد أو في الأماكن الأخرى وهي وسيلة سهلة للتخلص من هذا العبء الزائد من الدهون التي تسبب السمنة وما تجره من مصائب ومضاعفات خطيرة .
كذلك تتحرك بعض مواد العضلات والغدد وبعض البروتينات، ومن ثم نجد أن معظم الأعضاء تضحي بمادتها الخاصة، للإبقاء على كمال الوسط الداخلي، وسلامة القلب والجهاز العصبي .
وهكذا نرى أن الصوم ينظف ويبدل أنسجتنا . لكننا نلاحظ الآتي: أن الذي يتم استهلاکه هي الأنسجة الزائدة أو الأنسجة غير الرئيسية، فمثلاً : العضلات تفقد 40%، والطحال يفقد 67%، والكبد يفقد 54%، والقلب فيفقد 3% فقط. أما أنسجة المخ والأعصاب فلا تمس أبدًا . والمفقود عادة من الأنسجة لا يمس الجوهر، وإنما يتناول المادة الزائدة أو المضرة ..
ويلاحظ أيضًا أن النبض الطبيعي للقلب يتراوح بين 70 – 88 نبضة مثلاً، أمَّا أثناء الصوم فيقل الدم الذاهب الى المعدة، وبالتالي يقل الجهد الذي يبذله القلب، وينخفض النبض أحيانًا إلى حوالي 60 نبضة فقط.. وفي ذلك راحة للقلب، وتخفيف من العبء عليه، وهذا هام وخاصة بالنسبة لكبار السن ومرضى القلب والضغط.. ألا ما أروع هذا القول: “صوموا تصحوا”.
بتصرف يسير من كتاب: “الصوم.. والصحة”– نجيب الكيلاني