الصحة والغذاء

ماذا يحدث لجسمك عندما تشرب الحليب يوميًا؟

لطالما حظي الحليب بسمعة متذبذبة في عالم الصحة والتغذية. ففي حين يزعم البعض أنه يسبب مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، بدءًا من حب الشباب ووصولاً إلى الالتهابات، فإن دراسات أخرى تشير إلى فوائده العديدة. بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من حساسية اللاكتوز، فإن الحليب يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي صحي ومتوازن. فهو غني بالكالسيوم والبروتين وفيتامين د، وهي عناصر غذائية أساسية لصحة العظام والأسنان. كما أن الحليب قد يساهم في الشعور بالشبع والتقليل من الرغبة في تناول الأطعمة الأخرى. ومع ذلك، من المهم تناول الحليب باعتدال واختيار الأنواع قليلة الدسم أو الخالية من الدسم للحصول على أقصى فائدة صحية.

دعم صحة العظام

يعد الحليب مصدرًا رائعًا للبروتين الحيواني. بالإضافة إلى ذلك، فهو مليء بالكالسيوم وفيتامين د، وهما عنصران غذائيان أساسيان لصحة العظام. الكالسيوم معدن ضروري لبناء والحفاظ على عظام قوية، ويساعد فيتامين د أجسامنا على امتصاص الكالسيوم من الأطعمة التي نتناولها. نظرًا لأهميته في تزويد الجسم بهذين العنصرين الغذائيين، فإن الحليب يعتبر عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي لصحة العظام على المدى الطويل والوقاية من هشاشة العظام.

إنقاص الوزن

هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول كيفية تأثير شرب الحليب على الوزن، لكن الأبحاث تُظهر أن الاستهلاك المنتظم للحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم ربما لن يضر إذا كنت تحاول إنقاص الوزن أو الحفاظ على وزن صحي. ويرجع هذا إلى حد كبير إلى التركيبة المرضية من الكربوهيدرات والبروتين والدهون الموجودة في الحليب. البروتين والدهون في الحليب يساعدان على الشعور بالشبع لفترات أطول، مما قد يقلل من إجمالي السعرات الحرارية التي تتناولها خلال اليوم. بالإضافة إلى ذلك، الكربوهيدرات تمنحك الطاقة وتساعد جسمك على العمل بأفضل ما يمكن.

وجدت دراسات أن تضمين منتجات الألبان قليلة الدسم في نظام غذائي صحي ومتوازن يمكن أن يساهم في فقدان الوزن وفقدان الدهون، مع تقليل فقدان العضلات الهزيلة. الحليب يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي متوازن ومتنوع يساعد على تحقيق أهدافك في إنقاص الوزن، ولكن يجب دمجه مع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز، هناك بدائل نباتية غنية بالكالسيوم يمكن أن تكون بديلاً مناسباً.

قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري

أظهرت دراسات متعددة أن شرب الحليب قد يكون عاملاً وقائياً ضد الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ففي تحليل شامل لـ 22 دراسة شملت مئات الآلاف من الأشخاص، وجد الباحثون علاقة عكسية بين استهلاك منتجات الألبان بشكل عام وخطر الإصابة بالمرض. بمعنى آخر، كلما زاد استهلاك منتجات الألبان، قلت احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني. كما تشير دراسات أخرى إلى أن استبدال المشروبات السكرية بالحليب قد يساهم بشكل فعال في تقليل هذا الخطر.

تعزيز صحة القلب

لطالما كانت علاقة الحليب بصحة القلب موضع جدل وتضارب في الأبحاث. فتاريخياً، ركزت الأنظمة الغذائية على تقليل الدهون، مما أدى إلى تفضيل الحليب الخالي من الدسم. ولكن مع تطور المعرفة الغذائية، أصبحنا نفهم أهمية الدهون الصحية في النظام الغذائي. ورغم ذلك، لا تزال العلاقة بين الحليب والقلب معقدة. تشير بعض الدراسات إلى أن منتجات الألبان، وخاصة قليلة الدسم، قد تساعد في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى محتواها من البوتاسيوم. ومع ذلك، أظهرت دراسات أخرى علاقة عكسية، حيث ربطت بين استهلاك منتجات الألبان عالية الدهون وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. وفي العديد من الدراسات، لم تُظهر أي علاقة واضحة بين استهلاك الحليب وأمراض القلب. باختصار، تشير معظم الأبحاث الحديثة إلى أن الحليب له تأثير ضئيل أو محايد على صحة القلب. ومع ذلك، فإن نوع الحليب (قليل الدسم، كامل الدسم)، ونظامك الغذائي العام، وعوامل أخرى قد تؤثر على هذه العلاقة. النصيحة العامة هي التمتع بالحليب باعتدال كجزء من نظام غذائي متوازن.

الحفاظ على صحة الدماغ

قد يكون الحليب بفضل تركيبته الغذائية الغنية، سلاحاً فعالاً في الحفاظ على صحة الدماغ وحدة الذهن مع التقدم في العمر. فقد أظهرت دراسات حديثة علاقة بين استهلاك الحليب وانخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وتحسن الأداء الإدراكي بشكل عام. ففي مراجعة شاملة لدراسات نُشرت عام 2021، وجد الباحثون أن تناول الحليب مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالزهايمر. كما أشارت دراسة أخرى إلى أن منتجات الألبان قليلة الدسم والمخمرة، مثل اللبن الرائب، تساهم في تحسين الوظائف الإدراكية. ويرجع الفضل في هذه الفوائد إلى القيمة الغذائية العالية للحليب، فهو غني بالكالسيوم والبروتين وفيتامين ب12، والتي تلعب دوراً حيوياً في صحة الدماغ، خاصة لدى كبار السن.

في الختام، إذا كنت تستطيع هضم اللاكتوز، فإن إدراج الحليب في نظامك الغذائي اليومي يمكن أن يكون له فوائد صحية متعددة. فبالإضافة إلى مساهمته في تقوية العظام، قد يساعد الحليب أيضاً في الحفاظ على صحة الدماغ ووظائفه الإدراكية. ولكن كما هو الحال مع أي غذاء آخر، يجب الاعتدال في استهلاكه. فكوب واحد من الحليب يومياً كافٍ للحصول على معظم فوائده. إذا أمكن، اختيار الحليب الطازج المنتج محلياً لأنه غالباً ما يكون أكثر جودة وطعماً.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم