من دجاج البافالو الحار إلى الكيمتشي الكوري والطاجن المغربي، يشكل الطعام الحار جزءًا أساسيًا من العديد من الثقافات العالمية. قد تختلف أنواع الفلفل الحار المستخدمة، لكن مذاقه اللاذع يبقى ثابتًا. حتى وإن اعتدت على تناول الطعام الحار، قد لا تكون على دراية كاملة بآثاره الصحية. في هذه المقالة، نستعرض أحدث الأبحاث حول الطعام الحار ونشارككم طرقنا المفضلة لإضافة لمسة من الحرارة إلى أطباقكم.”
خفض ضغط الدم
قد تساعدك بعض العادات الغذائية على خفض ضغط الدم. عندما تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فمن المستحسن عمومًا تقليل تناول الصوديوم في نظامك الغذائي. ولكن ما علاقة ذلك بالأطعمة الحارة؟
في دراسة أجريت على البالغين الصينيين، كانت احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الإناث اللائي أفدن بأنهن “عادةً” ما يتناولن طعامًا حارًا أقل بنسبة 26٪ مقارنة بمن لم يتناولن التوابل، وفقًا لدراسة أجريت عام 2019 في المجلة الأوروبية للتغذية . (لم ينطبق الارتباط على الذكور). وعلى الرغم من أن الأسباب لا تزال قيد البحث، إلا أن الأبحاث الأولية على الحيوانات تشير إلى أن الكابسيسين، المركب الذي يعطي الفلفل الحار نكهته الحارة، قد يساعد في مواجهة ارتفاع ضغط الدم الناجم عن اتباع نظام غذائي عالي الملح، كما يقول الباحثون. ومن المثير للاهتمام أن الطعام الذي صنفه المشاركون في الدراسة على أنه “حار بشكل معتدل” وجد أنه الأكثر ملاءمة لضغط الدم. لذا، لا تتردد في إضافة التوابل إلى طعامك، ولكن بكميات معتدلة.
دعم صحة القلب
قد يجعلك الطعام الحار تعرق، لكنه مفيد أيضًا لقلبك. أظهرت دراسة حديثة علاقة بين تناول الطعام الحار بانتظام وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. تشير هذه الدراسة إلى وجود ارتباط بين هذين العاملين، ولكنها لا تثبت أن تناول الطعام الحار هو السبب المباشر لتحسن صحة القلب.
قد يكون هذا التحسن جزئيًا بسبب تأثير الكابسيسين الموجود في الفلفل الحار على مستويات الكوليسترول في الدم وتقليل الالتهابات في الجسم. تقول أليس فيغيروا، خبيرة التغذية، إن تناول الفلفل الحار قد يساعد في تحسين مستويات الكوليسترول في الدم، مما يساهم في حماية القلب.
لا تزال الدراسات حول هذا الموضوع مستمرة، وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج. يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية أو حساسية تجاه الفلفل الحار توخي الحذر عند تناوله.
الشعور بالشبع
بالإضافة إلى فوائدها الصحية المحتملة، قد تساهم النكهة القوية والمنعشة للأطعمة الحارة في تنظيم الشهية. فمن المحتمل أن تشعر بالشبع بشكل أسرع عند تناول الأطعمة الحارة، مما قد يعزز علاقة صحية مع الطعام. هذا قد يكون بسبب تأثير الكابسيسين الموجود في الفلفل الحار على مستقبلات الذوق والشعور بالامتلاء. كما تشير فيغيروا إلى أن الشعور بالشبع والامتلاء هو مفتاح الحفاظ على عادات غذائية متوازنة.
تقليل خطر الوفاة
أظهر تحليل شامل لبيانات أكثر من 500 ألف بالغ، نشر في مجلة Angiology عام 2021، ارتباطًا بين تناول الأطعمة الحارة بانتظام وانخفاض خطر الوفاة من أي سبب. فالأشخاص الذين تناولوا الأطعمة الحارة أكثر من مرة أسبوعيًا كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 12% خلال فترة المتابعة التي استمرت عشر سنوات، مقارنة بمن لا يتناولونها.
يرجع ذلك على الأرجح إلى عدة عوامل. فقد يكون للكابسيسين، المركب النشط في الفلفل الحار، دور في مكافحة السمنة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بها مثل السكري من النوع 2. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الكابسيسين خصائص مضادة للأكسدة ويعزز صحة ميكروبيوم الأمعاء، مما يساهم في حماية الجسم من الأمراض المختلفة.
السلبيات المحتملة لتناول الأطعمة الحارة
قد يؤدي تناول الأطعمة الحارة إلى تفاقم مشاكل الجهاز الهضمي، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل ارتجاع المريء، والتهاب المعدة، أو متلازمة القولون العصبي.
وفقًا لمراجعة نشرت عام 2021 في مجلة Preventive Nutrition and Food Science، يُعد الطعام الحار من العوامل المحفزة لارتجاع الحمض. كما يشير زارييل جرولون، اختصاصي تغذية، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حرقة المعدة أو التهاب المعدة يجب أن يقللوا من تناول الأطعمة الحارة لتجنب تفاقم الأعراض.
دراسة أخرى نشرت عام 2020 في مجلة Journal of Crohn’s and Colitis أظهرت أن غالبية الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي ومرض كرون لاحظوا تفاقم أعراضهم عند تناول الأطعمة الحارة.
