يبدو عنوان هذا الموضوع غريبًا ومدهشًا، ولكنه الواقع لطفل سمين في عمر السنتين يزيد وزنه على 21 ك ج، ويتناول الحليب بكثرة، لكن لون بشرته أبيض وشاحب بدرجة ملحوظة.
فما مشكلة مثل هؤلاء الأطفال؟
يتسلل الطفل المصاب بهذا المرض إلى الحديقة أو الشارع ويأكل التراب، وهو ما يثير قلق الأسرة وانزعاجها، لذلك قد يتم منعه بالقوة من النزول إلى الحديقة أو الشارع، ومع ذلك نجده يلحس جدار الغرفة ويأكل الطلاء الموجود على الحائط. وعندما تعجز الأم عن حل المشكلة تبدأ في ضرب الطفل الذي لا يعرف أنه مريض وكذلك هي.
إنه أحد أمراض السمنة الزائدة لطفل صغير، ولو رأيته ودققت النظر لوجدته شاحب الوجه والسبب هو الأم وهي لا تدري. بينما يكون السبب الأساسي لهذا المرض يتعلق بطريقة تغذية هذا الصغير.
أما العلاج فيتمثل في فطم الطفل عن الحليب وتعويده على تناول الطعام وعرضه على طبيب أخصائي تغذية حتى يقوم بتزويده بالحديد اللازم له، وإجراء تحاليل دم له، وسوف يتبين أن هذا الطفل مصاب بفقر دم شديد بسبب شرب الحليب فقط.
ويعتبر نقص الحديد من الأمراض الشائعة وهو نوع من سوء التغذية ومرجع ذلك عدم الاهتمام بتغذية الطفل الرضيع، فلابد من إعطاء الطعام المناسب للطفل الرضيع في الشهر الرابع من العمر وبالتدريج حتى نهاية العام الأول من عمره، والتركيز على الأطعمة المفيدة للجسم والفيتامينات والأملاح والحديد والعناصر الأساسية للجسم، ولو شرب الحليب بعد سنة فيكون بالكوب مع الطعام الجيد المتوازن.
أما الطفل الذي يبلغ من العمر عامين، فيجب فطمه من دون تردد وإعطاؤه الطعام العادي وعرضه على طبيب تغذية لإعطائه بعض الأدوية الضرورية.
عليك الاهتمام بتغذية طفلك وإعطائه الغذاء المتوازن بعد الشهر الرابع من العمر، وبعد سنة أعطيه الطعام والغذاء أكثر من الحليب، فالأكل في هذا العمر أهم من شرب الحليب فقط. والأطعمة المحتوية على الحديد كثيرة وسهلة الحصول عليها، هناك مصدر نباتي ومصدر حيواني مثل اللحوم والكبد والطحال ومشتقات اللحوم، وهناك الخرشوف وعصير قصب السكر والعسل الأسود والموز والتفاح والمشمش والسبانخ والعنب.