إن عاجلاً أو آجلاً، فإن أي مشكلة تمس العضلات أو العظام أو العمود الفقري تسبب خللاً في أحد أعضاء الجسم، كما تتعرض أعضاء الجسم لتأثيرات نتيجة إصابة أية فقرة من العمود الفقري، وتتأثر جميع العمليات الفسيولوجية في أعضاء الجسم عند تضرر العمود الفقري.
لذلك، فإن لتدليك العظام فاعلية مميزة، خصوصًا بالنسبة للأعضاء التي وظيفتها الأساسية تخليص الجسم من المواد الضارة، ولأعضاء الدفاع والمقاومة، كالكليتين والكبد والطحال.
وقد يسبب بعض العوامل والتصرفات ألمًا في الظهر، مثل تيار الهواء في السيارة أو المنزل، الذي يؤدي إلى رطوبة العضلات فتقوم برد فعل مقاوم يدوم بعض الوقت، حيث تنقبض بشدة فتمنع تحريك المفصل المرتبط بها.. وفي هذه الحالة يكون العلاج بتدليك العظام للمساعدة في تليين العضلة المتشنجة والتخفيف من انقباضها وإعادتها إلى حالتها الطبيعية، ويشعر المصاب مع أول تدليك للعضلة أن التصلب يتلاشى والتوتر يختفي والعضلة تنشط.
وتأتي فاعلية العلاج بالوسائل الطبيعية من كونه منشطًا، ويساعد الجسم والأعضاء المصابة على حصار الأوبئة والتغلب عليها دون تعريض الجسم للخطر.
ومن النتائج المحققة من تدليك عظام جمجمة الرأس تخفيف اضطرابات النظر، وتتحقق هذه النتائج لأن هناك مرونة في عظام الجمجمة، حيث تمتص هذه المرونة الصدمات والرضوض وتحميها من الكسر.
ومن الأمراض التي يساعد في علاجها النباتات الطبية وتدليل العظام ما يلي:
* الأرق: إذا بلغ المرء مبلغًا من هذا المرض فيكفيه الزيزفون وزهر الليمون، بالإضافة إلى التدليك المنتظم لعظام العمود الفقري والرقبة والجمجمة.
وإذا كان الأرق سببه سمية ما بالجسم، فإننا ننصح المريض باستخدام النباتات التي تزيل السمية من الجسم، ومنها الصعتر، والبابونج، وأوراق الزيتون.
ومن النباتات التي تساعد على النوم وتخطي مرحلة الأرق تلك الغنية بالماغنسيوم والحديد والفوسفور والبوتاسيوم؛ فهي تهدئ الأعصاب، وتساعد على النوم، ونختص منها الزيزفون، وحشيشة الهر.
* انهيار الأعصاب: يعالج بالنباتات التي تهدئ الأعصاب مثل الزعرور، واليانسون، والحبق والبابونج، وشقائق النعمان، والبنفسج، حيث يتم نقعها في الماء الفاتر أو الحار، ثم يشربها المريض ثلاث مرات في اليوم.
* الكبد: له وظائف عديدة ويؤدي دورًا أساسيًا في عملية الهضم والتمثيل الغذائي، كما يقوم بوظيفة أخرى هي تخزين فائض الحديد، وهو مضاد للسموم، وينظم سكر الجسم، وكذلك درجة الحرارة. أما العظام الواجب تدليكها في هذه الحالات فهي الفقرات القطنية جميعها. والنباتات المفيدة هي: اليانسون، والريحان، والثوم، والكرفس، والبقدونس، والنعناع.
* اليرقان: تدليك فقرتي العنق والظهر، أما النباتات المناسبة منها فهي جميع المسهلات والمساعدة على الهضم.
والنباتات المفيدة للكبد منها: الجرجير، وبقلة الملك، والنعناع، والبصل. تنقع صباحًا ومساءً قبضتان من الزيتون، وقبضة واحدة من عرق السوس وتقدم للمصاب.
* انتفاخ المعدة بالهواء: تدليك فقرتي العنق الأولى والثانية، وفقرات الظهر الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثانية عشرة.
والنباتات التي تفيد في التخلص من الانتفاخ هي الشبت، واليانسون الأخضر، والزعرور، والقرفة، والكراويا، والكمون. تنقع ثلاث قبضات من اليانسون الأخضر، مع قبضة زيزفون، وقبضة من النعناع، وتقدم للمريض بعد أن تصفى قبل تناوله وجبات الطعام.
* عسر الهضم والتهاب المعدة: تعالج باتباع نظام متوازن، مع تحسين وظائف الكبد. ولمعالجة عسر الهضم يقوم الاختصاصي بتدليل الفقرات الظهرية الثانية والثالثة والخامسة والسادسة والسابعة.
وبالنسبة لالتهاب المعدة يتم تدليك الجمجمة وفقرات الظهر جميعها، والفقرة القطنية الثانية، وعظمة الحوض اليمنى.
أما النباتات المفيدة لهاتين الحالتين فهي: الأفسنتين، وحشيشة الملاك، واليانسون الأخضر، والحبق، وزهر أبو صفير، والبابونج، والكراويا، والقنطريون، والهندباء البرية، وزهر الليمون الحامض.
* القرحة: يمكن تجنب أنواع كثيرة من القروح بتفادي مسببات الانسدادات في بعض فقرات العنق والظهر، وهذه تنتج عن عادات سيئة في أوضاع الوقوف والجلوس.
ولتجنب حدوثها يتم تدليك فقرات الظهر العليا، وفقرات الظهر السابعة والثانية عشرة. وتعالج القرحة في المعدة أو في الأمعاء بطريقة التدليك ذاتها.
والنباتات اللازمة لمعالجة القروح هي الشمرة، والبردكوش، والصعتر.
* الإمساك: يعالج بتدليك العمود الفقري السفلي؛ أي الفقرات القطنية والفقرتين الظهريتين الثالثة والثامنة، وفقرة الرقبة السابعة، وعمل تمرينات رياضية مقوية لعضلات البطن لتسهيل عملية الإخراج.
والنباتات المفيدة في حالات الإمساك هي الأفسنتين، والثوم، واللوز، والبابونج، والشمرة، وبقلة الملك، والتفاح، والراوند، والنخالة.
* الإسهال والزحار: لمعالجتهما يتم تدليك الفقرة العنقية السابعة والفقرة الظهرية الحادية عشرة، والفقرة القطنية الأولى.
والنباتات المفيدة هي الأفسنتين، والأخيليا، وزهر القناديل، والسنديان، والسفرجل، والبربريس.
يغلى في ربع لتر ماء خمس قبضات من الزيزفون، وخمس قبضات من الصعتر، أو تنقع ثلاث قبضات من أوراق الفريز «الفراولة»، وثلاث قبضات من الصعتر، وقبضة من الورد، ويقدم هذا الشراب للمصاب بالإسهال أو بالزحار.
* السكري: التدليك يؤدي إلى التخفيف من ارتفاع نسبة السكر في الدم. والعظام الواجب تدليكها هي: الفقرات الظهرية الثانية والثالثة والسابعة والثامنة والتاسعة، والفقرة القطنية الثانية.
أما النباتات المفيدة لهذه الحالة فهي الأفسنتين، والزيزفون، والقرطب ، والفجل، وتوت العليق، والعرعر، وقشرة اللوبيا، والزيتون.
* الحساسية: يصاب الإنسان بالحساسية نتيجة حدوث تغير بسيط في توازن الجسم. هذا التغير في مولدات المضاد بمجرد وجودها في الجسم تكون قادرة على تكوين أجسام مضادة، فترتفع حساسية الجسم وعدم توازنه، وتضعف مقاومته للأجسام الغريبة. وهو ما يحدث مع الربو، والإكزيما، والتهاب الجيوب الأنفية، وبعض أنواع الهرش المزمن، والتهاب المعدة، والصداع.
إن تدليك الجمجمة هو علاج مفيد في حالات الإصابة بالحساسية، أما النباتات التي ننصح بها فهي: القرطب، وإكليل الجبل، والصعتر البري، والصعتر.
* الربو: إذا أخذ الربو شكل حساسية، فإن تدليك العظام يفيده، وخصوصًا الجمجمة، والفقرات العنقية الأولى والرابعة والسابعة.
* حساسية الجلد: يفيد في علاجها تدليك جانبي الجمجمة، كما تفيده النباتات المخصصة لمعالجة الحساسية. تنقع قبضتان من الصعتر، مع قبضتين من العرعر، وقبضتين من القويسة، وقبضتين من الورد، وتقدم للمصاب مرتين في اليوم.
* التهاب الأنف والجيوب: لعلاجها يتم تدليك الجمجمة وفقرتي العنق الأولى والسابعة، وفقرات الظهر الأولى والثالثة والرابعة، والأضلاع الأربع الأولى.
تنقع النباتات التالية وتقدم للمصاب مرتين في اليوم: ثلاث قبضات من الصعتر، وقبضتان من الأوكالبتوس، وقبضتان من الخزامى، مع قبضتين من النعناع، ويفيد المريض أن يستنشق زهر البابونج.
* الصداع النصفي: نوع من آلام الرأس يصيب عادة نصف الجمجمة، ويدوم عدة دقائق أو يومًا بكامله، ويأخذ شكل نوبات متفاوتة الشدة.
يتمركز الألم وراء عين واحدة أو كلتيهما، وفي أعلى الجمجمة، وفقرات العنق الأولى، وفقرات الظهر السفلى، والفقرات القطنية، وعظام الحوض من الجهة اليمنى.
تنقع النباتات التالية لتهدئة الألم وتقدم للمصاب مرتين أو ثلاثًا بعد تناول الطعام: قبضتان من النعناع، مع قبضتين من الزيزفون، وقبضتين من الصعتر، وقبضة من إكليل الجبل.
* أعصاب الرأس: مجرد تعرض أي عصب لحادث يمكن أن يسبب الألم والنوبات الحادة، وتتم معالجة هذا الألم بوساطة تدليك الجمجمة، وفقرات الرقبة، والأضلاع الثلاث الأولى. تنقع في الماء الساخن النباتات التالية وتقدم مرتين أو ثلاث مرات في اليوم: ثلاث قبضات من إكليل الجبل، مع قبضتين من الخزامى، وقبضتين من زهر أبو صفير، مع قبضة من القويسة.
* آلام الورك والفخذ: ينطلق عصب الورك من الفقرتين الأخيرتين من العمود الفقري ويمر داخل الجهة الخلفية للفخذ؛ ليصل إلى القدم. أما الألم في عصب الورك فينتج عن كون هذا العصب عالقًا بين عظمتين تضغطان عليه. وبالإضافة إلى المشكلات الميكانيكية، فإن جميع آلام الأعصاب تنتج عن عامل التهابي يدوم حتى زوال الضغط عن العصب إذا لم تعالج بالشكل المناسب.
لمعالجة آلام عصب الورك والفخذ يتم تدليك الفقرات القطنية، ووضع أوراق الكرنب المسلوقة والساخنة على جذور العصب المصاب.
يتم نقع النباتات التالية وتناولها مرتين يوميًا: ثلاث قبضات من البردقوش، مع قبضتين من النعناع، وقبضتين من الصعتر، وخمس أو ست قبضات من زهر البابونج.
* آلام أعصاب العنق والذراع: لمعالجتها يتم تدليك فقرات العنق السفلى. ولمعالجة آلام أعصاب الأضلاع يتم تدليك فقرات الظهر من العمود الفقري، ونقع الأرجل واليدين في الماء الساخن مع أعشاب البردقوش مع الخزامي، والصعتر البري، والزيزفون «قبضة من كل نوع في لتر ماء مغلي».
* انقطاع الطمث: يحدث بسبب اضطراب هرموني، أو بسبب اتباع حمية قاسية، أو بسبب صدمة نفسية أو عاطفية. والأدوية الأكثر استعمالاً في هذه الحالة هي الهرمونات، لكن مفعولها لا يدوم ولا يلغي أسباب المرض.
وتتم معالجة هذه الحالة بالوسائل الطبيعية بتدليك جانبي الجمجمة والفقرة العنقية السابعة والفقرة الظهرية التاسعة، والفقرات القطنية الثانية والثالثة، وعظمة الحوض من جهة الشمال.
تنقع النباتات التالية وتقدم للمريضة مرتين يوميًا: ثلاث قبضات من القويسة، وقبضتان من إكليل الجبل، وقبضتان من البابونج، مع قبضتين من زهر القنديل.
* الطمث المؤلم: الألم في فترة الطمث، خصوصًا لدى الفتيات الشابات، يرجع إلى كون بنية الحوض غير متوازنة مع العمود الفقري، أو بسبب تشنجات في الأغشية التي تغلف الأعضاء. ويمكن معالجتها بتدليك جانبي الجمجمة والفقرة الأولى والسابعة، والفقرة الظهرية العاشرة، والفقرات القطنية، وأعلى الحوض على مدار الخصر.
تنقع النباتات التالية وتتناول مرتين أو ثلاث يوميًا من أيام الطمث: قبضة من الحبق، وقبضتان من الزيزفون، مع قبضتين من القويسة، وقبضتين من البردقوش، وأربع أو خمس من زهرات البابونج.
* تقرح الجلد: البشرة تعكس الاضطرابات التي تطرأ على الجسم، وسبب تقرح الجلد وحب الشباب قد يكمن في الهرمونات أو الكبد، أو توتر الأعصاب. والعلاجات الموضعية لها غير فعالة إلا إذا رافقتها علاجات داخلية.
وبالإضافة إلى النباتات المطهرة التالية: الأرقطيون وعنب الذئب، وبقلة الملك، والقريص، والفشاغ «زنبق»، يتم في حالة الاضطرابات الهرمونة إضافة ما يلي: زهرة القنديل، وإكليل الجبال، والقويسة. وفي حالة الاضطرابات الهضمية النباتات المفيدة هي: الجنطايا، والعرعر، والصعتر البري، والصعتر.
والتدليك ينشط الدورة الدموية، وتبادل السوائل داخل الجسم، كما أنه ينظم مختلف وظائف الأعضاء والغدد، مما ينعكس إيجابًا على مستوى الجلد.
أ. د. عبدالباسط السيد – أستاذ الكيمياء الحيوية والطبية