عند الإصابة بنزلة برد، يتدخل جهاز المناعة لحماية الجسم ومحاربة العدوى. الأعراض الشائعة لنزلات البرد، مثل السعال واحتقان الأنف، ليست سوى ردود فعل لجسمك أثناء محاربته للفيروس. بعد الشفاء، لا يتوقف جهاز المناعة عن العمل، بل يعمل على بناء مناعة أقوى ضد الفيروسات المسببة لنزلات البرد في المستقبل. ومع ذلك، نظرًا لتعدد أنواع فيروسات البرد، قد لا يحمي الجسم من جميع الإصابات. يشرح هذا المقال آلية عمل جهاز المناعة عند الإصابة بنزلة برد، وكيف تظهر أعراض المرض، وكيف يعمل الجسم لبناء مناعة أقوى ضد الإصابات المستقبلية.
ماذا يحدث في جسمك عندما تصاب بنزلة البرد؟
عندما تصاب بنزلة برد، تلتصق الفيروسات بخلايا أنفك وتبدأ في التكاثر بداخلها. يستغرق الأمر يومين تقريبًا حتى يكتشف الجسم هذه الفيروسات ويبدأ في محاربتها. يطلق الجسم مواد كيميائية تسمى السيتوكينات لتحذير الخلايا المناعية من وجود عدوى. تستجيب الخلايا المناعية لهذه الإشارات بالتوجه إلى مكان الإصابة ومحاولة القضاء على الفيروسات. أثناء هذه المعركة، تتوسع الأوعية الدموية وتفرز الخلايا المناعية مواد تسبب الالتهاب. هذا الالتهاب هو السبب الرئيسي لأعراض البرد مثل احتقان الأنف وسيلانها والسعال. على عكس فيروسات الأنفلونزا، لا تدمر فيروسات البرد الخلايا بشكل مباشر. الأعراض التي نشعر بها هي نتيجة لاستجابة جهاز المناعة للعدوى وليس بسبب تلف الخلايا.
علامات تشير إلى أن جسمك يقاوم نزلات البرد
عندما تصاب بنزلة برد، يبدأ جهاز المناعة في محاربة الفيروس. عادة ما تظهر أعراض نزلات البرد في غضون يوم إلى ثلاثة أيام، وقد تشمل:
- آلام في الجسم: شعور بألم في العضلات والمفاصل.
- احتقان الأنف: انسداد الأنف وصعوبة التنفس.
- سعال: جاف أو مصحوب ببلغم.
- انخفاض الشهية: فقدان الرغبة في تناول الطعام.
- تعب وإرهاق: شعور بالضعف العام.
- صداع خفيف: ألم في الرأس.
- حمى منخفضة الدرجة: ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
- شعور بتدفق إفرازات الأنف إلى الحلق.
- سيلان الأنف: إفرازات مائية من الأنف.
- حكة أو التهاب في الحلق: تهيج في الحلق.
- العطس المتكرر: رد فعل طبيعي للجسم لطرد الفيروسات.
وشدة هذه الأعراض تختلف من شخص لآخر، وقد لا يعاني جميع المصابين من جميع الأعراض المذكورة.
مكافحة نزلات البرد المستقبلية
بينما تحارب الخلايا المناعية الفيروس، تتذكر شكله. هذه هي الطريقة التي يكتسب بها الجسم مناعة. بعد ذلك، ينتج الجسم بروتينات خاصة تسمى الأجسام المضادة، تلتصق بالفيروس وتساعد الخلايا المناعية على تدميره.
بمجرد شفائك، تبقى بعض الأجسام المضادة في جسمك، مستعدة لمحاربة نفس الفيروس إذا عاد. بفضل هذه المناعة، قد لا تمرض بنفس الفيروس مرة أخرى، أو قد تكون الأعراض أقل حدة.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة. هناك مئات الأنواع المختلفة من فيروسات البرد. لذلك، حتى مع وجود مناعة ضد بعض الفيروسات، قد تصاب بأنواع أخرى. هذا هو السبب في أننا نمرض بنزلات البرد عدة مرات في السنة.
أكثر الفيروسات شيوعًا التي تسبب نزلات البرد هي فيروسات الأنف. ولكن هناك أنواع أخرى مثل فيروس الزكام الشائع، والفيروس المخلوي التنفسي، وفيروسات نظيرة الإنفلونزا، والفيروسات الغدية، وفيروسات كورونا. كل هذه الفيروسات يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهة لنزلات البرد، مثل سيلان الأنف والسعال واحتقان الحلق.
هل سيكون هناك لقاح ضد نزلات البرد يومًا ما؟
تعمل اللقاحات عن طريق تقديم جزء صغير وغير ضار من الفيروس أو البكتيريا (مثل بروتينات معينة) لجهاز المناعة. هذا يحفز الجسم على إنتاج أجسام مضادة خاصة لمحاربة المرض، دون الحاجة إلى الإصابة بالمرض نفسه.
تستهدف لقاحات مثل الإنفلونزا وكوفيد-19 والفيروس المخلوي التنفسي فيروسات محددة. لكن لماذا لا يوجد لقاح شامل لنزلات البرد؟ السبب هو أن هناك مئات الأنواع المختلفة من فيروسات البرد، وكل نوع يحتوي على بروتينات فريدة. لتوفير حماية كاملة، يجب تطوير لقاح لكل نوع من هذه الفيروسات، وهو أمر صعب للغاية. بالإضافة إلى ذلك، تتغير بعض فيروسات البرد باستمرار، مما يجعل تطوير لقاح فعال أمرًا صعبًا.
باختصار، تعدد أنواع فيروسات البرد وتغيرها المستمر هما العائق الرئيسي أمام تطوير لقاح شامل لنزلات البرد