يؤثر الضغط الجوي على الأذن الوسطى، وهي الجزء المسؤول عن تحويل الأصوات الخارجية إلى إشارات عصبية يمكن للدماغ فك رموزها، عندما يختل التوازن بين ضغط الهواء في الأذن الوسطى وضغط الهواء في البيئة المحيطة. ويمكن أن يحدث هذا الانحراف عند الطيران على ارتفاعات عالية، وعند الغوص إلى عمق كبير، حيث يكون هناك اختلاف سريع في الضغط الجوي.
والأذن الوسطى هي تجويف يقع خلف الطبلة ويتصل بتجويف البلعوم بواسطة قناة استاكيوس، المسؤولة عن تعادل الضغط الجوي على جانبي غشاء الطبلة. وتوجد في الأذن الوسطى عظيمات السمع الثلاث وهي (المطرقة، السندان، الركاب) التي تنقل الاهتزازات الصوتية من الأذن الخارجية إلى الأذن الداخلية.
تأثير الضغط الجوي على الأذن الوسطى
عندما يتغير الضغط الجوي بسرعة، كما يحدث عند الصعود والهبوط في الطائرة أو الغوص تحت الماء، يمكن أن يتسبب ذلك في تغيرات سريعة في ضغط الهواء داخل الأذن الوسطى. إذا لم يتمكن الضغط داخل الأذن الوسطى من التكيف مع هذه التغيرات بسرعة كافية، فقد يؤدي ذلك إلى تهيج وألم في الأذن.
هناك قناة تربط بين الأذن الوسطى والجزء الخلفي للأنف، تُعرف بقناة استاكيوس. تساعد هذه القناة في تنظيم الضغط داخل الأذن الوسطى عن طريق السماح بدخول وخروج الهواء. وعند تعرض الأذن لفروق ضغط جوي كبيرة، قد يصبح من الصعب على قناة استاكيوس أن تفتح بما يكفي لتساوي الضغط، مما يؤدي إلى شعور بالألم والضغط داخل الأذن.
كيفية التعامل مع تأثير الضغط الجوي على الأذن الوسطى
هناك بعض التقنيات والإجراءات التي يمكن اتباعها للتعامل مع تأثير الضغط الجوي على الأذن الوسطى وتجنب المشاكل المصاحبة:
– محاولة التثاؤب أو البلع أو مضغ العلكة للتغلب على اختلافات ضغط الهواء والسماح بتساوي الضغط داخل الأذن الوسطى.
– استخدام بعض سدادات الأذن الخاصة بالسفر، والتي تساعد في إبطاء عملية الإحساس بفرق الضغط، ممّا يمنح الأذن الوقت الكافي من أجل ضبط الضغط.
– الحفاظ على قناة استاكيوس مفتوحة وتجنب ضغط الأذن من خلال أخذ الأدوية، مثل: أدوية البرد والحساسية قبل ساعة من ركوب الطائرة على سبيل المثال. كما يمكن شرب الماء؛ إذ يساعد ذلك في فتح قناة استاكيوس في الأذن، وبالتالي علاج انسداد الأذن.
– تجنب السفر بالطائرة أو الغوص عند الإصابة بالبرد أو الجيوب الأنفية حتى تتحسن حالتك الصحية. إذ إن التهابات الجهاز التنفسي العلوي قد يجعل من الصعب على قناة استاكيوس العمل بشكل صحيح، مما يزيد من احتمال حدوث مشاكل في الأذن الوسطى.
في الختام، يمكن أن يؤثر الضغط الجوي على الأذن الوسطى ويسبب مشاكل في السمع والتوازن. وللتعامل مع تأثير الضغط الجوي على الأذن الوسطى، يمكن اتباع التقنيات والإجراءات المذكورة أعلاه. وإذا كنت تعاني من تكرار مشاكل الأذن الوسطى بسبب تأثير الضغط الجوي، فقد يكون من الأفضل استشارة طبيب الأذن والأنف والحنجرة للحصول على التوجيهات والعلاجات المناسبة.