أعتقد أن نجاح أي حملة لمكافحة التدخين لابد فيها من تكاتف جميع جهود قطاعات الدولة، فهي قضية أمة ووطن تمس صحة وسلامة أبنائنا، وليس المنوط بها شخص أو جهة معينة، ولكن بروز دور الجمعيات الأهلية والخيرية في ذلك المجال يرجع لعدة أسباب أهمها وجود أهداف لها تنطلق من عدة مميزات، من هذه الميزات أن هذه الجمعيات يمكنها القيام بدور تنموي رائد خاصة في ظل قدرتها على استشعار وتصور حاجات المواطنين باعتبارها أقرب للقاعدة الشعبية وتمتلك القدرة على تقديم الخدمات بطريقة أفضل من الجهات الحكومية التي هي بين أطر معينة محددة، أضف إلى ذلك قدرة الجمعيات على جذب الموارد والأفكار وبها ميزة عدم البيروقراطية التي تتسم بها الإجراءات الحكومية.
جانب أخر أنها تستطيع استقطاب رموز المجتمع وبالتالي يكون تأثيرها أكبر على المواطنين، وبالتالي يكون لديها قياديون يستطيعون التأثير على كافة فئات المجتمع، كما لديها القدرة على الشراكة مع جمعيات أخرى أو هيئات دولية أو مؤسسات حكومية.
إذن ما هو الدور التي تقوم به هذه الجمعيات لمكافحة التدخين؟
هناك كثير من الأدوار، وأعتقد أن أبرزها اذكاء الجانب التوعوي والصحي، فمثلاً جمعيات مكافحة التدخين المختلفة ساهمت في اذكاء ثقافة مكافحة التدخين وخاصة في المدارس والجامعات، كما يكون لديها القدرة على إبراز المشكلة وتكوين حلقة اتصال بين المشكلة والجهات الحكومية لحلها، وتساهم في استنفار وشحذ الهمم، تبني القضايا والدفاع عنها وإيجاد الحلول لها من خلال كافة الوسائل، تقوم كذلك الجمعيات بتقديم أفكار إبداعية مثل شعار علينا الزواج وعليك الإقلاع، فمثل هذه الأفكار تساهم في غرز مفاهيم مكافحة هذه الآفة.
القيام بحملات توعوية والقيام بأبحاث ودراسات خاصة بالتدخين، تقوم كذلك بتمكين الشباب في العمل من خلالها وذلك بإسناد أعمال قيادية لهم في برامجها المختلفة.
وأخيرًا استثمار جميع الإمكانيات والوسائل لنجاح قضيتها وتخلص المجتمع من هذه العادة القاتلة.
- د. توفيق خوجة