تخيل انسداد الأنف أو سيلانه، مصحوبًا بآلام في الجيوب الأنفية وصداع في الرأس، وسعال يصاحبه – لدى الأشخاص المصابين بالربو التحسسي – صفير في الصدر أو صعوبة في التنفس.. وقد تحمر العيون، أو تشعر بالحكة، أو تنتفخ، أو تدمع بغزارة. وقد يتسبب التنقيط الأنفي الخلفي بجفاف في الحلق، أو حكة، أو ألم. وقد يشعر الشخص بألم عند البلع. وقد تسبب بعض أنواع حساسية الربيع التهابًا في الجلد مصحوبًا بطفح جلدي وحكة، أو بثور صغيرة، أو تورم. ويحدث هذا غالبًا عند ملامسة المادة المسببة للحساسية بشكل مباشر. وقد يشعر البعض بالتعب والضبابية في الدماغ. وقد تجعل حساسية الربيع التركيز صعبًا ويشعر الشخص بالنعاس الشديد. يمكن أن تؤثر حساسية الربيع بشكل كبير على جودة حياة المرء.

يقول دكتور الحساسية والمناعة السريرية في مستشفى كليفلاند كلينيك ويستون، فرانك إيدلمان: “قد تجعل هذه الأعراض المرء يشعر بتعاسة شديدة. تحك العيون وتتورم، ويسد الأنف، ويكثر العطس، وقد يتهيج الصدر. وفي المراحل المتقدمة، قد تصبح الحالة معيقة. لا يستطيع الشخص النهوض من السرير، ولا النوم جيدًا، ولا التركيز في عمله – قد يكون الأمر مرهقًا للغاية.”
كيفية التعامل مع حساسية الربيع؟
يمكن لأدوية الحساسية وبعض التغييرات في الروتين اليومي أن تساعد في منع حساسية الربيع من إفساد هذا الجو اللطيف.
يشاركنا الدكتور إيدلمان أفضل النصائح للتعامل مع حساسية الربيع:
– اختيار الدواء المناسب لحساسية الربيع
أدوية الحساسية التي تُباع دون وصفة طبية قد تكون خيارًا جيدًا للبعض، وضرورية للبعض الآخر. ولكن ما يناسب غيرك قد لا يناسبك. وتتوفر خيارات متعددة مثل: مضادات الهيستامين. غالبًا ما يُنصح بتناولها يوميًا لعلاج الأعراض الأساسية لحساسية الربيع، مثل الحكة والعطس وسيلان الأنف. ومن الأدوية أيضًا بخاخات الأنف الستيرويدية، قد تكون هذه أفضل حل لاحتقان الأنف، ونزول البلغم خلف الأنف، والضغط على الجيوب الأنفية، ولكنها لا تعمل على الفور، والأفضل البدء في استخدامها قبل بضعة أسابيع من بداية موسم الحساسية. ويمكن لمزيلات الاحتقان مثل سودافيد® (سودوإيفيدرين) أن تساعد أيضًا، ولكنها ليست مناسبة للجميع. يقول الدكتور إيدلمان: “لا أنصح باستخدام مزيلات الاحتقان بانتظام للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب أو الذين تزيد أعمارهم على الأربعين.” إذا لم يشعر المرء بالراحة مع هذه الخيارات – أو كان يحاول تقليل اعتماده على الأدوية – فقد يكون الوقت مناسبًا للتحدث مع الطبيب بشأن حقن الحساسية. ويوضح الدكتور إيدلمان: “علاج الحساسية بالحقن هو الوحيد الذي لديه القدرة على علاج التهاب الأنف التحسسي”.
– إغلاق النوافذ
صحيح أن هواء الربيع لطيف، ولكنه يدخل معه حبوب اللقاح إلى المنزل. حاول إبقاء نوافذ منزلك وسياراتك مغلقة قدر الإمكان خلال موسم حساسية الربيع. وعندما تكون في السيارة، شغل مكيف الهواء على وضع إعادة التدوير.
– الحفاظ على نظافة الجو
اختر فلتر مكيف هواء خاصًا بالحساسية لمنزلك، واستبدله وفقًا للتعليمات المكتوبة عليه ليعمل بكفاءة عالية. هذا يساعد كثيرًا في تقليل مسببات الحساسية الربيعية في منزلك. قد يكون جهاز تنقية الهواء مفيدًا أيضًا. وهو جيد للجميع، وليس فقط لمن يعانون من حساسية الربيع. وإذا كان لديك جهاز واحد فقط، فضعه في غرفة نومك.
– تنظيف المنزل تنظيفًا عميقًا
صحيح أن الترتيب ليس ممتعًا دائمًا، ولكن التنظيف الجيد يساعد في التخلص من مسببات الحساسية. من المهم جدًا الحفاظ على نظافة شراشف السرير مع بداية الربيع. وقد يلاحظ المرء أيضًا أن تنظيف منزله يحسن مزاجه.

– الاهتمام بنظافة الحيوانات الأليفة
إذا كان حيوانك الأليف يقضي وقتًا خارج المنزل، فسوف يتجمع على فروه أو شعره أو ريشه حبوب اللقاح والتراب وجميع أنواع المهيجات الأخرى. اهتمامك بنظافة حيوانك الأليف يساعد في تقليل تراكم هذه المواد. توفر متاجر الحيوانات الأليفة مناديل لتنظيف حيواناتك الأليفة بعد عودتها من اللعب خارجًا. وهذا لا يريحك أنت فقط، بل قد يخفف حساسية الربيع أيضًا! وإذا استطعت، فمن الأفضل أيضًا إبعاد حيواناتك الأليفة عن غرفة نومك (وبالتأكيد، عن سريرك) قدر الإمكان.
– الاستحمام عند العودة إلى المنزل
الاستحمام يوميًا أمر أساسي. ولكن في موسم الحساسية، من المهم جدًا الحفاظ على نظافة بشرتك، وتبديل ملابسك بملابس نظيفة. إن “أعراض الحساسية عادةً ما تستمر طوال فترة التعرض.” لكن “بمجرد إزالة السبب، تبدأ الأعراض في التحسن”.
– بخاخات المحلول الملحي
غسولات الأنف وبخاخات الأنف قد توفر راحة إذا كنت تبحث عن طرق خالية من الأدوية لعلاج حساسيتك. تستخدم الماء المالح لتطهير تجويف الأنف. وهذا يمنع حبوب اللقاح ومسببات الحساسية الربيعية الأخرى من التجمع في الجيوب الأنفية. وينبغي الحذر من العلاجات التي لا يوجد عليها دليل. وهناك بعض العلاجات الطبيعية المشهورة للحساسية التي يثق بها الناس، مثل العسل الخام أو شاي نبات القراص. ولكن لا يوجد دليل علمي على فعاليتها وقد لا تكون أفضل خط دفاع ضد حساسية الربيع. يحذرنا الدكتور إيدلمان من الانتباه جيدًا عند استخدام العلاجات العشبية. “الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه النباتات يجب أن يكونوا حذرين عند استخدام العلاجات العشبية، فقد تزيد الأمر سوءًا.” ويضيف الدكتور إيدلمان: “مجرد أن يكون الشيء طبيعيًا، لا يعني أنه آمن ولا يعني أنك لن تعاني من حساسية تجاهه”.