يحتاج كل إنسان إلى 150 جرام بروتين يوميًا، يمكنه الحصول عليها من البروتين الحيواني وبروتين الألبان والبيض والبقول.
وحينما نتناول البروتينات الحيوانية، فمن الضروري أن نكتفي بهذه الكمية التي تشبه شريحة ككف اليد، وأن نأكل اللحم الأحمر ولحم الطيور والأسماك بالكميات التي يحتاج إليها الجسم فقط، أما الزيادة عن الكمية المطلوبة فتتحول إلى دهون، ومن ثم انتشار أمراض مثل النقرس (زيادة حمض البوليك في الدم)، وهذا المرض يؤدي مباشرة إلى إصابة الكلى.
وعلينا إذا أكلنا اللحوم في يوم ما ألا نأكل البقول والعكس صحيح، وألا نكثر من الجبن والبيض مع اللحوم والبقول، والبعد عن الوجبات الدخيلة على العادات الصحية مثل تناول البيض والخبز فوق اللحم، وهكذا.
أما النشويات المعقدة كالدقيق والقمح فهي مشكلة صحية كبيرة، لأن الدقيق يتحول عندما يختلط بلعاب الفم إلى سكر طعام، ويرفع مستوى السكر في الدم لدى مرضى البول السكري بشكل خطير كالحلويات تمامًا.
وبالنسبة للشخص الذي لا يعاني من هذا المرض، فإنه يؤدي إلى السمنة مباشرة، ولذلك يرى خبراء التغذية أنه يكفي نصف رغيف من الخبز الأسمر في الوجبة ليصبح هو نصيب الفرد اليومي من النشويات المعقدة.
إذن على كل منا أن يسأل نفسه: كيف آكل؟ وماذا آكل؟
فهذا السؤال تقوم عليه صحة الشعوب، فإذا أكلنا اللحوم مطبوخة بالسمن والزيت فلا يجب أن نأكل معها البطاطس المقلية في الزيوت، فهذه وصفة مضرة لأنها عبارة عن دهن في دهن وترفع معدل الكولسترول في الدم. ولكن نأكل اللحم المقلي هذا مع الخضراوات الطازجة والبصل، وإذا أردنا النشويات فليكن الأرز المسلوق أو المعكرونة المسلوقة بكمية صغيرة.
ومن الأجدى ألا نأكل بين الوجبات، ولكن نشرب الماء والشاي والقهوة محلاة بالعسل أو بدائل السكر، وأن تكون الفاكهة وجبة مستقلة كأن يصبح العشاء فاكهة وهو أفضل عشاء لأنه يؤدي إلى النوم الهادئ وعدم الإحساس بالتخمة ويقي من ارتجاع المريء.
لكن تناول الفاكهة عقب الغداء مباشرة يؤدي إلى ارتباك الهضم (عسر الهضم) والغازات وإحساس الانتفاخ، والحلويات وجبة واحدة أسبوعيًا ويحذر منها مرضى السكر فيأخذون أقل كمية ممكنة.
أما المشروبات الغازية فقد تتسبب في رفع سكر الدم وتؤدي إلى السمنة وعسر الهضم، أفضل منها كثيرًا عصائر الفاكهة الطازجة.
ويفضل الإكثار من شرب الماء وعصائر الفاكهة الطازجة، فهي مفيدة جدًا للمسالك البولية وتعطي نضارة للبشرة، ويشعر الإنسان معها بدرجة كبيرة من الشبع.
وتشير الأبحاث إلى أن الأسماك المشوية والمسلوقة هي أفضل البروتينات الحيوانية هضمًا وأكثر إفادة للصحة، ودهون الأسماك مفيدة جدًا في علاج الكولسترول، ولكن تمتنع عن أكل بطارخ الأسماك إلا بالقدر القليل جدًا حسب الحالة الصحية.
أخيرًا- يجب أن يكون واضحًا لمن يخطط للتغذية أن تكون الخضراوات والفاكهة وأي عنصر من البروتينات (لحوم أو بقوليات أو منتجات ألبان) هي أساس التغذية، وتجنب السكر والدقيق والسمن والزيوت، لأن هذه العناصر لا يحتاج إليها الجسم إلا بأقل قدر ممكن.
وجبة صحية متكاملة
للحصول على وجبة صحية متكاملة ننصح بتناول قطعة من البروتين (لحم حيواني – منتجات ألبان – بقول) وقطعة من الخبز الأسمر أو 5 ملاعق من الأرز، أو المعكرونة المسلوقة وقدر كبير من الخضراوات الطازجة المسلوقة أو المشوية والسلطات وثمرة فاكهة واحدة.