يعتبر السَمْح نباتًا حوليًا عصاريًا يرتفع حوالي 25سم، ويتميز بسيقان بسيطة أو متفرعة وأوراق حليمية طويلة، وأزهار بيضاء كريمية، والاسم العلمي له هو «Mesembryanthemum forsskalei Hochst».
وينمو هذا النبات في فصل الربيع في منطقة الجوف بالسهول الحصوية الجيرية في الجزء الجنوبي الغربي من الحماد والأضارع والجيب والطويل، وكذلك من سهول بسيطاء، وتنضج بذوره في فصل الصيف.
وقد لعب السَمْح، دورًا كبيرًا منذ قديم الأزل، في توفير جزء من الاحتياجات الغذائية لسكان شمال المملكة خصوصًا منطقة الجوف، كما كان أنيسًا لمجالسهم ومصدرًا لإكرام الضيوف. وجاء السَمْح في بعض الأشعار الشعبية، ومن تلك قول الأمير عبيدالله بن رشيد عندما أتته ظاهرة الشرارية المعروفة بذكائها فقال لها:
حظي كما سَمْح تنثر بوادي
يا من يعزل السَمْح والرمل غاطيه
فردت عليه قائلة:
يجيه من وبل الثريا روادي
يمطر ولا جا داير الحول نجنيه
وبينت دراسة أجريت في قسم علوم وتكنولوجيا الأطعمة بكلية الزراعة وعلوم الأطعمة جامعة الملك فيصل بالأحساء، تمتع حبوب السَمْح الذي ينبت في الجوف بقيمة غذائية كبيرة. فقد تم فحص التركيب الكيميائي لبذور السَمْح، وتبين أنه يماثل في محتواه من البروتين، البقوليات كالحمص والعدس حيث يحتوي على نحو 22.25% بروتين. إضافة إلى احتوائه على 5.7% رطوبة، و5.65 دهون و4% رماد، و9.7% ألياف، أما النسبة الباقية فهي عبارة عن مواد كربوهيدراتية.
كما يحتوي السَمْح على معادن رئيسية هي البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والصوديوم، إضافة إلى كميات ضئيلة من معادن أخرى هي الحديد والمنجنيز والزنك والنحاس. وتبين كذلك احتواء بذور نبات السَمْح على 14 حمض دهني، أهمها اللينولييك والأوليك من الأحماض الدهنية غير المشبعة، وحامض البالمتك من الأحماض الدهنية المشبعة، إلى جانب 17 حمضًا أمينيًا بينها 8 أحماض أساسية.
واختبر الباحثون كذلك إمكانية استخدام طحين السَمْح في إعداد الخبز، والكعك، وتأثير ذلك على الخواص الكيميائية والحسية لهذه الأغذية. في الدراسة، استخدم طحين بذور السَمْح كبديل لطحين القمح بنسب تتراوح بين 10 و20 و30%، عند إعداد الخبز، وبنسب 30 و60% عد إعداد الكعك.
وأكدت النتائج أن طحين السَمْح يمكن إضافته بنسبة 30% إلى دقيق القمح دون أن يؤثر كثيرًا على الحجم النوعي للرغيف، أو الخواص الحسية له، كما تبين إمكانية صناعة كعك من طحين السَمْح بنسبة 100%.
وتبين كذلك تحسن القيمة الغذائية بشكل كبير للخبز والكعك، وذلك راجع إلى محتوى دقيق السَمْح من المغذيات وخاصة البروتين.