*الدكتور زياد بن سعيد المالكي
إن الابتكار حجر الأساس للاقتصادات التنافسية التي نعيش فيها، ولكن أي فكرة ستكون عديمة التأثير إن لم تحتضن في بيئة داعمة لريادة الأعمال والتي تحوّل هذه الفكرة إلى مشروع يُدر المال ويخلق الوظائف ويحرك الاقتصاد الوطني، وهناك الكثير من الأمثلة على رياديي الأعمال في الصناعة الدوائية، منهم على سبيل المثال “تي جي باركر” وهو الرئيس التنفيذي لشركة (PillPack)، وهي شركة قائمة على تسهيل التعامل مع الأدوية للمرضى وتقليل الأخطاء الدوائية، وهناك أيضاً رائدة الأعمال “تشونغ هويجوان” وهي رئيسة شركة (Hanosoh Pharmaceutical)، الشركة الرائدة في أدوية الأورام.
ماذا لو كان لدينا عدد من رواد ورائدات الأعمال في عالم الصيدلة؟ كيف سيكون شكل القطاع الدوائي؟، وكيف سيكون تأثيرهم في تطور المهنة؟
إن الفائدة التي يكسبها اقتصاد الدول من هؤلاء الرياديين لم تعد خافية على أحد وجعل الجميع يتسابق لدعمهم ونحن نرى في المملكة العصر الذهبي لهم، فهو الطريق إلى رؤية المملكة الطموحة.
ونتساءل هنا، هل الخطط الدراسية الحالية في كليات الصيدلة متوائمة مع الروح الجديدة للابتكار وريادة الأعمال؟
إن المملكة هي أكبر سوق للأدوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ومن الضروري أن يكون لدينا خريجين صيادلة قادرين على تحقيق مستهدفات الرؤية، لذا وجب القول هنا أن الوقت قد حان للأخذ بزمام المبادرة، وصياغة أهداف الكليات للتواكب مع التحول إلى اقتصاد المعرفة.
إن شعار المرحلة الحالية هي إنشاء منظومة ريادية لصيادلة المستقبل (pharma Entrepreneurial Ecosystem)، عبر تطويع المناهج لخدمة ريادة الأعمال والابتكار، وتدعيمها بشراكات حقيقية مع المراكز والهيئات الداعمة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وكذلك حاضنات ومسرعات الأعمال لتحول كليات الصيدلة إلى مصانع لإنتاج الشركات الدوائية الوطنية.