ركزت الجلسة الثانية من اليوم الأول لقمة “أبوت” السنوية الخامسة
صحة جهاز المناعة وأثره على النمو: الفارق الذي يمكن للتغذية أن تصنعه.
وتحدث فيها بوب موراي /أستاذ طب الأطفال، الجهاز الهضمي والتغذية للأطفال، جامعة ولاية أوهايو، كولومبوس، أوهايو، الولايات المتحدة الأمريكية.وركز على عدة محاور منها :
- شرح كيفية تأثير صحة جهاز المناعة على النمو لدى الأطفال
- شرح الأساليب التي يمكن للتغذية المثالية من خلالها أن تدعم صحة جهاز المناعة لدى الأطفال
- تحديد الدور الذي تلعبه التغذية عالية الجودة في مساعدة الطفل في الوقاية من الأمراض أو التعافي بعد الإصابة بالأمراض
- تحديد العناصر الغذائية الأساسية المهمة لصحة جهاز المناعة
وأكد الباحث ان النمو يكون غير اعتيادي خلال الفترة ما بين الولادة وحتى الوصول إلى سن ثلاث سنوات ويبدو اكثر وضوحاً في: النمو الخطي، ونمو كتلة العضلات، ونضج الأعضاء وتحسنها، وتمدد الدماغ. حيث يعتمد كل ذلك على وجود منظومة غذائية غنية. ومع ذلك،تكون وظيفة الهضم والامتصاص في الجهاز الهضمي لدى حديثي الولادة غير ناضجة تماماً، كما يكون نظام المناعة في صورته البدائية ويكون تجويف الأمعاء خالياً من الميكروبات. ويعمل حليب الأم على إطلاق عملية إنضاج سريع للجسم بسبب ما يحويه من عناصر غذائية والعديد من العوامل النشطة بيولوجياً التي تعمل على تحفيز نمو الخلايا المناعية الفطرية الأولية وتكوين المستعمرات الميكروبية. وإذا كانت مستويات التعرض في المرحلة المبكرة من العمر مثالية، فستستقر التجمعات الميكروبية عند الوصول إلى عمر سنتين، لتكون نظاماً ميكروبياً (ميكروبيوم) تكافلياً ونافعاً يقي من مسببات المرض. والعلاقة بين المستعمرة الميكروبية والغشاء المخاطي للأمعاء والجهاز المناعي تحت المخاطي علاقة لها دور محوري في صحة الجسم حيث تقوم الخلايا الظهارية المعوية بأخذ عينات من المستضدات اللمعية لعرضها على الخلايا المناعية الفطرية في طبقة الصفيحة المخصوصة المخاطية. ومن خلال العناصر الغذائية الأساسية يتم الحفاظ على وظيفة الخلايا الظهارية والمناعية. ويعمل عنصر الأرجينين الغذائي كركيزة لمجموعة متنوعة من وظائف الجسم، بما في ذلك جهاز المناعة، ويمثل أيضاً إشارة تعمل على تنظيم النمو البنّاء من خلال نظام الهدف الميكانيكي لمركب الراباميسين 1 (mTorc1). وتعتبر أيضاً المنتجات الأيضية الميكروبية، التي تمثل المنتجات النهائية للهضم الغذائي، عناصر غذائية وإشارات. وتعمل منتجات، مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، على تغذية الخلايا الظهارية للقولون مباشرة بدلاً من الجلوكوز.
وتعمل أيضاً هذه المنتجات النهائية الأيضية على تخفيف الالتهابات، وتتواصل مع الجهاز المناعي للأمعاء، وترسل إشارات إلى الدماغ حول حالة الأمعاء، وأثناء ذلك،يتم إرسال إشارات إلى العديد من الأعضاء لتنظيم التمثيل الغذائي البشري. وغالبًا ما تشمل التهديدات التي يتعرض لها النمو في المرحلة المبكرة من الحياة إصابة الخلايا الظهارية المعوية. وتعتبر العدوى المتكررة هي المسبب الأكثر شيوعاً بين الأطفال في جميع أنحاء العالم حيث تؤدي إلى الانهيار التدريجي للاستتباب الداخلي بين المحتويات اللمعية وحاجز الخلايا الظهارية والخلايا المناعية داخل الطبقة تحت المخاطية. فبالإصابة، تنفصل الوصلات المحكمة الظهارية وتخف الطبقة المخاطية وتتدفق المستضدات في الطبقة تحت المخاطية وتصبح الخلايا المناعية محفزة ويتم إفراز السيتوكينات الالتهابية الموضعية والجهازية. ويُطلق على الحالة التشريحية لنسيج الأمعاء في الحالة المزمنة، بعد الضرر المتكرر،اسم الخلل الوظيفي المعوي البيئي،الذي يتميز بتسرب في الخلايا الظهارية وتقشر الخلايا الزغبية المعوية، وتقلص حاد في مساحة سطح الخلايا المسؤولة عن الامتصاص بالإضافة إلى التهاب مزمن للطبقة تحت المخاطية. وترسل السيتوكينات إشارة إلى الدماغ عبر المسارات الحسية للعصب المبهم ومجرى الدم،مما يؤدي إلى فقدان الشهية وإفراز الهرمونات القشرية السكرية. تضاف هذه العوامل إلى الفجوات الغذائية القائمة التي تحافظ على استمرار دورة العدوى والخلل المناعي وسوء التغذية وفشل النمو. ويؤدي سوء التغذية إلى التقزم لعدة أسباب: فقدان العناصر الغذائية الأساسية وزيادة الطلب عليها، والإشارات البيئية من خلال نظام (mTorc1) للحد من النمو الخلوي واختلال إطلاق عوامل تحفيز صفائح النمو (هرمون النمو، وعامل النمو الأول الشبيه بالأنسولين، وهرمون الغدة الدرقية، والأندروجين، والأستروجين)، والجمع بين الالتهاب الجهازي والهرمونات القشرية السكرية وكلاهما يمنع نمو العظام. وتعمل التغذية المستمرة والمتوازنة على كسر هذه الدورة وتعيد تأسيس مرحلة النمو وبناء الجسم. ومن هذا المنطلق، يجب تحديد الطفل المعرض لخطر سوء التغذية في وقت مبكر والتدخل بصورة مكثفة وتقديم المعالجة الغذائية له لفترة كافية لضمان لحاقه بمرحلة النمو وتحقيق النمو الكامل.