عندي مشكلة تؤرقني، وبسببها لا أذوق طعم الراحة .. ومشكلتي تتلخص في ضعف قوة الإبصار مع صداع شديد في الجبهة، وخصوصًا حول العينين. وكشفت مرتين متتاليتين وأكد الأخصائيان أنني أعاني من قصر نظر شدید.
ويتبادر إلى ذهني عدة أسئلة: هل هناك قصر نظر يصيب الإنسان بعد سن الثانية عشرة؟ وما هي أنواع قصر النظر وأصعبها في العلاج؟ وهل ينتج قصر النظر عن المذاكرة في الضوء الضعيف أو الشديد؟ هل يوجد حل لمشكلتي علمًا بأنني أرى الكتابة على بعد 40 سم؟
الجواب: إن قصر النظر نادرًا ما یکون ولادیًا ولو أن الوراثة تلعب دورًا هامًا في حدوثه، وهو يبدأ عادة في سن الطفولة ويزداد بتقدم السن، وقد دلت الإحصائيات على أن قصر النظر يحدث غالبًا عند الأشخاص الذين تستوجب أعمالهم استخدام عيونهم في الأعمال القريبة، كالأعمال الكتابية، وهو نادر الحدوث عند الفلاحين والمزارعين.
وقصر النظر نوعان: بسيط، والآخر شديد ومتقدم، وقصر النظر البسيط لا تتعدى درجة الخطأ به 5 – 6 دیوبتر، وفي بعض الأحيان إلى ۱۰ ديوبتر ويظهر في الصبا ويتقدم تدريجيًا في سن البلوغ حتى الواحد والعشرين، حيث يثبت مقداره فلا يتغير، ولا يصاحب هذا النوع تغيرات بقاع العين، وعلاجه أساسا النظارات الطبية.
وهناك نوع آخر لقصر النظر وهو الشديد المتقدم ويبدأ في سن الطفولة، ولكن بدرجة أكبر من السابق ذكره ويصبح شديدًا في مرحلة البلوغ ويزداد ويتقدم بسرعة حتى سن ۲۰ سنة أو أكثر، ويصل الخطأ في بعض الأحيان إلى عشرين ديوبتر أو أكثر. ويشاهد عادة في هذا النوع تغيرات في قاع العين وربما أدت إلى مضاعفات خطيرة مستقبلاً.
من أهم العوامل المساعدة في حدوث قصر النظر – بعد العامل الوراثي وهو أهمها – كثرة استعمال العين للأعمال القريبة بصورة مستمرة والإضاءة الرديئة وضعف البنية، وإذا عولجت هذه الأمور مبكرًا وبصورة صحيحة، وخصوصًا في مرحلة النمو، تقل بذلك نسبة قصر النظر بدرجة كبيرة. ولذا، ننصح بفحص عيون الأطفال بصفة دورية للتأكد من سلامة العين من أخطاء الانكسار وتصحيحها إن وجدت بالنظارات الطبية واتباع الشروط الصحية وعدم التزاوج العائلي للأشخاص شديدي قصر النظر. وأصعب أنواع قصر النظر من جهة العلاج هو الشديد المتقدم.
أعتقد أن حالتك تدخل في نطاق قصر النظر البسيط، وربما حالة الصداع التي تشكو منها ناتجة عن خطأ في النظارات الطبية التي تستعملها، وأنصحك بعرض نفسك على أخصائي العيون لمعرفة مقدار قصر النظر والنظارة المناسبة لك.
من كتاب “الموسوعة الطبية” – إجابة نخبة من أساتذة كليات الطب في جمهورية مصر العربية