لا أبالغ عندما أقول أن هذا الكتاب (السر- secret the) قد يغير مسار حياتك تمامًا، فهو يحتوي على العديد من القصص الواقعية يرويها لنا بعض الذين وظفوه لصالحهم فانتقلوا من حياة إلى حياة أخرى أفضل بكل المقاييس، ومن خلال الكتاب ستتعرف على نفسك بشكل حقيقي، وستعرف الروعة التي بانتظارك.
كنز إلهي بداخلي
بالنسبة لي، عندما فرغت من قراءة كتاب (السر) اكتشفت أن بداخلي كنزًا إلهيًا كامنًا.. فقد مرت بذاكرتي مواقف سابقة بحياتي، ووجدت أن ذلك السر تحقق معي في هذه المواقف، لكن دون دراية مني بأن ذلك بسبب الجاذبية التي بداخلي والتي تجعل الظروف المحيطة بي تستجيب لآمالي وطموحاتي مهما عظمت.
وأعتقد أن هذا هو ما سيحدث معك أنت كذلك – عزيزي القارئ. لكن عندما تقرأ المعلومات التي جمعتها لك من الكتاب عن هذا السر، فعليك أن تسترجع ما تستطيع من مواقف ماضية حدثت لك، وستجد أن الجاذبية بينك وبين الظروف المحيطة بك تحققت بالفعل، لكن ربما دون أن تدري أن (السر) هو السبب.
جسدك أكبر مثال
يمكنك تطبيق قانون الجذب في مختلف جوانب حياتك، فهو يعمل في النواحي المالية والجسدية، وفي علاقاتك الاجتماعية الخاصة والعامة.
على سبيل المثال، يمكنك التأكد من تأثير قانون الجذب جسديًا عندما تقارن بين شخصين في مرحلة عمرية واحدة، ويسعى كل منهما لتخفيض وزنه بنفس الطريقة ويخضعان لنفس الظروف ويتبعان نظم تغذية واحدة، وستلاحظ أن نجاح أحدهما في تخفيض وزنه بالشكل الذي يرغب فيه كانت أقوى، لأنه ركز بتفكيره على وزنه المثالي الذي يريده، بينما ركز الآخر في تفكيره على عيوب وزنه الزائد أكثر من تركيزه على الوزن الذي يرغب في الوصول إليه.
وإليك أمثلة جسدية أخرى متعددة تتعلق بالعلاج من الأمراض التي توصف بالخطرة، فكثير من مرضى السرطان على سبيل المثال وصلوا إلى مرحلة جيدة من الشفاء الروحي والنفسي مما أدى بهم إلى الوصول للشفاء الجسدي الكامل.
تجربة فريدة
ولتأكد هذه الحقيقة، أجريت تجربة علمية على مجموعة من الأشخاص يعانون من مرض مزمن، حيث أعطي نصف المجموعة العلاج السليم، والنصف الآخر أعطي علاجا وهميًا عبارة عن محلولا ملحي مخفف لكن تم إخبارهم أنه نفس العلاج.
وبعد انقضاء الفترة الزمنية اللازمة للعلاج، وجد الباحثون أن المجموعة التي أخذت المحلول تعافت من المرض بدرجة قريبة جدًا من المجموعة التي أخذت العلاج الحقيقي. واستخلص العلماء من ذلك أن الاعتقاد النفسي في العلاج وسيلة أساسية للشفاء من المرض.
ويشير قانون الجذب إلى أن تركيز الأفكار على الصحة الجيدة يحد من المرض ويمنعه من الانتشار، حيث إن المرض يحتبس في الجسد عن طريق التفكير. بينما العلاج لن يفيد ما دام التفكير منصبًا على المرض وأعراضه، فالأفكار الأكثر سعادة تقود إلى حالة كيميائية حيوية أكثر سعادة وإلى جسد أكثر صحة.
ولقد ثبت أن الأفكار السلبية والضغوط الفسيولوجية تؤدي إلى ضرر حاد بالجسد ولوظائف العقل، لأن أفكارنا وعواطفنا هي المسؤولة عن إعادة ضبط وتنظيم وتشكيل أجسادنا.
فماذا لو عرفت السر؟
بالتأكيد النتائج ستكون أقوى، حسبما يؤكد الفيلسوف «بوب بروكز» أحد مؤلفي الكتاب الذي يقول: (قانون الجذب لا يعمل فقط عندما تعرفه، لكنه يعمل على الدوام في حياتك وحياة كل شخص آخر على مدى التاريخ، لكن عندما تصير واعيًا بهذا القانون العظيم تصير واعيًا بمدى قوتك التي لا تصدق، تكون قادرًا على أن تعيش حياتك بالطريقة التي ترغب فيها، ذلك ما دمت تفكر وتحلم، فلابد لك من مستجيب.
مع هذا الكتاب سوف تكتشف أنك مبدع مثل الحكماء والفلاسفة، لأن بداخلك طاقة إبداعية وفكرية لا حدود لها.
كيف يعمل السر بداخلك؟
إنه يعمل عندما تفكر وتحلم وتتخيل وتتمنى، لذلك ساهم السر في تحقيق أماني وطموحات معظم الذين يعلمونه، وساعد في شفاء العديد من أمراضهم المزمنة.
يقول عالم الروحانيات مايكل بيرنارد أحد مؤلفي الكتاب: شاهدت الكثير من المعجزات المالية، ومعجزات الشفاء البدني، ومعالجة العلاقات الإنسانية.
فالسر يعمل طبقًا لقانون الجذب المتبادل بين ما نفكر فيه وما حولنا من واقع ملموس، فأي شيء تفكر فيه وتطمح له فأنت تجذبه إليك، وكلما كان تفكيرك في هذا الشيء أكثر تركيزًا وتحديدًا، كلما كان جذبك له وتحقيقه على أرض الواقع أقوى.
ومن هنا أقول- والكلام لبيرنارد- عليك أن تتأمل وتحلم وتفكر وستجد الأفكار تدمج في خيالك بشكل تلقائي. ويضيف: تأمل لتكتشف السر الأعظم.
لصالح طموحاتك وآمالك
وإليك بعض العوامل التي تساعدك- عزيزي القارئ- على تفعيل الأفكار واستخدام قانون الجذب لصالح طموحاتك وآمالك:
* اجعل أفكارك إيجابية ومصاحبة لمشاعر طيبة حتى يكون ترددها أقوى، وكلما كانت الفكرة قوية في ترددها كان انعكاسها على أرض الواقع أقوى. لذلك تحكم في أفكارك وحولها من أفكار سلبية مصاحبة لمشاعر مزعجة كالقلق أو الإحباط إلى أفكار إيجابية، وتخلص من المشاعر المزعجة بأن تفكر في شخص تحبه حبًا صادقًا أو تنظر لطفل رضيع أو تستمع لمقطوعة موسيقية، ومن الممكن وضع قائمة بالأشياء التي تحبها.
* حدد أفكارك وأكد عليها، وحدد الصورة التي تريدها في خيالك للشيء الذي تفكر فيه حتى تزيد من قوة جاذبيته للظروف المحيطة، فطبقًا لقانون الجذب فإن للأفكار قوة مغناطيسية هي التي تجذب الظروف الملائمة لتحقيقها على أرض الواقع، وكلما كانت الفكرة قوية بالتركيز عليها زادت قوتها المغناطيسية.
* شعورك بالحب والامتنان تجاه أفكارك شيء أساسي لأنه يزيد من قوة جذبها وترددها على المحيط الخارجي، فقانون الجذب لا يفرق بين تفكيرك في شيء يسعدك أو تفكيرك في شيء يزعجك، حيث ينجذب إليك أمور شبيهة لما تفكر فيه (الشبيه يجذب إليه شبيهه).
* يجب أن تكون الفكرة التي تريد تحقيقها صادقة وتحرص على تحقيقها بالفعل، ومما يدل على صدق الفكرة أو الأمل الذي تأمل به هو تكرار ترددها على خاطرك بشكل تلقائي، أو من الممكن أن يكون تكرار التفكير في شيء ما مفتعلا ومقصودا من باب الإصرار عليه لتحقيقه.
* اليقين التام في تحقيق الفكرة، يجب أن تكون على يقين تام في القدرة الإلهية التي وهبت لنا هذه القدرة العظيمة في تحقيق آمالنا والتي تسخر لنا الظروف المحيطة لتحقيق أفكارنا.
* لا تفكر مطلقًا في أي معوقات من الممكن أن تعوق تحقيق فكرة معينة، ولا تفكر في كيفية تحقيق هذه الأفكار، لأن مجرد التفكير في المعوقات يكون في حد ذاته تشكيكًا في قوة جاذبية الأفكار مما يضعف ترددها وتحقيقها، فما عليك إلا أن تفكر وتتخيل وتتأمل وكأنه قد تحقق بالفعل، وستجد استجابة الكون المسخر لك بدأت تتحقق إما في الطريقة أو الوسيلة التي تصل بها إلى هدفك أو تيسير كل الأمور حتى تصل إلى هذا الهدف، وإذا رجعت بذاكرتك إلى الماضي من حياتك ستجد بها مواقف كثيرة تدل على هذا الكلام.
لذلك عليك أن تقوم بثلاث خطوات فقط لاستخدام قانون الجذب، هي:
1- تأمل وتخيل واطلب بأن ترى الصورة في عقلك وكأنك تحظى بما تريده حقًا مما يشعرك بالسعادة.
2- كن على يقين تام من تحقيق الحلم الذي تفكر به، لا يشوب تفكيرك أي شك وامتن لما تتخيله واحمد الله كثيرًا على ما أعطاك ليعطيك الأكثر وثق بالقدرة الإلهية.
3- اشعر شعورًا طيبًا تجاه أفكارك، لأن ذلك سيجذب لك تحقيق ما تفكر فيه.
ورأيي الخاص أن قدرة الإنسان على الوصول إلى هذه الدرجة من التفكير الإيجابي في جو نفسي منتعش شيء عظيم ينعش كل أعضائه، وهذا ما يمكن تسميته الغذاء الروحي والنفسي للعقول والأجساد معًا فالأعضاء الجسدية المنتعشة المتجددة تعمل بشكل أفضل، كذلك العقول المنتعشة تفكر بشكل إيجابي أكثر.
إعداد: أماني مصطفى البحيري