نتيجة للأهمية العلاجية المتعددة للثوم، منذ بداية استعمالاته وإلى الوقت الحاضر، فقد كتبت عنه أكثر من 2500 بحث ودراسة وتجربة، في مختلف المستشفيات والجامعات في العالم، وأكدت على فاعليته في منع وعلاج وإبطاء أكثر من 90 مرضًا، فهو حقا مذخر للأدوية.. فهذا سيد الأعشاب، قد استخدم قديمًا لعلاج الضعف العام والالتهابات الجلدية والسعال. أما في الوقت الحاضر، فعادة ما نوصفه لمرضى الضغط وتصلب الشرايين، والذبحة والجلطة والنوبات القلبية، والأمراض الجلدية والديدان والطفيليات المعوية.
ووصفنا الثوم لهذه الأمراض الخطيرة، مبني على التجارب المخبرية والسريرية التي قام بها كثير من الباحثين. فقد أثبت Dersch في دراسته عام 1998وأكدها Aaron في 2001 من نورث كورالينا وAli وThomsonعام 2003 من الكويت، أن المركبات الكبريتية في الثوم، لها القدرة على إيقاف النمو السرطاني. في حين أثبت Lau عام 1991 أن الثوم من مضادات الأكسدة والالتهابات وضعف المناعة. أما Bergner فقد جرب الثوم على مرضاه عام 1996، وأثبت أنه مدر للبول والطمث. بينما أكد Jung عام 1991في دراسة سريرية، أن الثوم يخفض الضغط الانقباضي للقلب إلى 11 ملم، والانبساطي إلى 5 ملم. أما Bordia فقد أثبت في عام 1998 ما ذكره الباحثون من قبله، أن الثوم من مضادات التخثر، المهمة. ولذا، يعد من علاجات تصلب الشرايين والذبحات والجلطات القلبية. وأكد ذلك Steiner في نفس العام، أن الثوم يعد من مذوبات وطاردات الكوليسترول الفعالة. حيث إنه يقلل الكوليسترول بنسبة 16% والدهون الأخرى بنسبة11% والتخثر بنسبة 30%، وذلك خلال 8-16 أسبوعًا من تناوله.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي لعام 1999 أن الثوم من مضادات الفطريات والبكتيريا والديدان. أما قسم الزراعة الأمريكية USDA فقد أكد في عام 2003 أنه من مضادات الفيروسات المهمة. في حين أثبت Barns وآخرون عام 2002 أنه من العلاجات الفاعلة ضد الفطريات والطفيليات. وقد أثبتت Jallin عام 2000 أن الثوم مزيل للتعب والإجهاد ومنشط للكبد وجهاز المناعة والدورة الدموية. وفي دراسة سريرية قام بها كل من Anon وHowe عام 2001 و1997 أوضحت أن تناول الثوم يقي من سرطان المستقيم والقولون والأمعاء الدقيقة والمعدة والرئتين. وفي عام 1996اكتشف Agarwal أن الأنزيمات الموجودة في الثوم، تمنع تخثر الدم وتوسع الشرايين. بينما يؤكد Holladay في عام 1997 أن الثوم ينشط جهاز المناعة ويقوي الخلايا الدفاعية ضد الأمراض. وتؤكد العديد من الدراسات الحديثة أن تناول 2-3 فصوص يوميًا مع الطعام، يخفض مستوى السكر في الدم بشكل كبير، وذلك بعد أربعة أسابيع من تناوله. ومما تجدر الإشارة إليه أن استجابة النساء لعلاج الأمراض المذكورة آنفًا بالثوم، أسرع من استجابة الرجال، لأسباب غير معروفة لدينا.
وهكذا توجد أكثر من الذي ذكرناه آنفًا، من تجارب ودراسات، تؤكد على فاعلية الثوم في منع وعلاج أمراض عديدة أخرى، مثل الديزنتريا وتساقط الشعر وقشرته والثعلبة والقوباء وحب الشباب والدمامل والأمراض الفطرية والخمائر، والسكر، والولادة التي تحدث قبل موعدها، والإشعاع الحر والنووي، والجروح والقروح والجرب، واللثة والأسنان، وتمدد الأوعية الدموية، والتهاب الكبد، والبروستات، والأذن، والوريد التجلطي، والجيوب الأنفية ذات الرئة، والبواسير، والاستسقاء، والتهاب المثانة، والأنفلونزا، والصرع، والصداع والحمى، والهستريا، والطاعون، وطارد للبلغم، ولسعات ولدغات الأفاعي والعقارب، والسكتة الدماغية، وداء الأورام الشحمية الصفراء، وتسمم الجسم بالنيكوتين والتلوث البيئي، والإمساك، والروماتيزم والنقرس والتهاب المفاصل، والإجهاد والتوتر والتشنجات والشلل والرعشة، والسعال الديكي، وحمى القش، والربو والتهاب الحنجرة، والمهبل، والطفرات الوراثية، والإشعاع والأكسدة.. ويطول عد الأمراض التي يعالجها الثوم إلى الحد الذي نتذكر فيه الآية الكريمة (فإذا مرضت فهو يشفين)، إذ لا يرسل الباري – عز وجل – للمريض أطباء وأدوية لعلاجه، فقد أنبت في الأرض 33000 عشبة ذات تأثيرات علاجية فاعلة، سيدها الثوم. ولذا، يجب أن نستبدل المقولة الإنجليزية: تفاحة في اليوم، تبعد عنك الطبيب، إلى فص ثوم في اليوم، يبعد عنك الطبيب (A clove aday,keeps the docter away). ولذا، سمي في روسيا بالبنسلين الأخضر، وفي دول أخرى إكسير الحياة وعسل الفقير.
ميكانيكية العلاج بالثوم
عند كسر فص الثوم، يتحلل الـ Alliinالموجود فيه بواسطة إنزيمAlliinase إلى Allicine وهو المادة العلاجية الفعالة في الثوم، تعمل كمضاد حيوي، ضد الكثير من الأمراض الالتهابية التي تسببها البكتيريا والفطريات والفيروسات والديدان والطفيليات والخمائر. كما أن احتواءه على Methylallyltrisulphide وAjoene تعطيه خاصية منع التصاق الصفائح الدموية والتخثر. وبكلمة أخرى، يعمل الثوم على تخفيف كثافة الدم وزيادة سيولته، وبالتالي إزالة الرواسب من جدران الشرايين، وأخيرًا يعالج تصلبها وعدم حدوث الذبحات والجلطات الدموية. كما أن لهذه المركبات خاصية توسيع الشرايين، مما يؤدي إلى تخفيض الضغط. هذا فضلاً عن أن وجود Arginine الذي يخلق أوكسيد النتريك، ويعمل على توازنه في الجسم. علمًا إن هذا المركب يمنع من التصاق الصفائح الدموية مع بعضها ويقلل الضغط. وتجدر الإشارة إلى أن قلة إنتاج أوكسيد النتريك في الجسم، يؤدي إلى زيادة الضغط والضعف الجنسي، كما أن زيادته تؤدي إلى الصدمة الدموية الدورانية والسكتة الدماغية والالتهابات وتشنج الرحم/ الإجهاض. واحتواء الثوم على Diallyl sulfide يؤدي إلى تقليل الأكسدة العالية للشحوم، وبالتالي منع الإصابة بداء الأورام الشحمية الصفراء. كما أن وجود الفلافونات وS-allylcysteine,S-allylmercapto-L-cysteine في الثوم، يعطيه خاصية طرد تأثيرات الإشعاع في الجسم ومقاومة الأورام. واحتواؤه على الجرمانين والسلينيوم، يضفي له خاصية تنشيط الأنزيمات المضادة للأكسدة. ووجود Allinine في الثوم، يمكنه من مقاومة الأمراض المعدية، التي تساهم في موت نصف الوفيات الكلية في المناطق المدارية. كما أن احتواءه على iallyltrisulfide,S-allylcysteine، يجعله من مضادات النمو السرطاني. وتعزى فاعليته في منع وعلاج البواسير، إلى خاصيته في تنشيط الكبد وطرد سمومه.
أ.د.داود الربيعي