أظهرت تجربة سريرية أن مكملات فيتامين (د) لا تعزز قوة العظام ولا تمنع كسور العظام لدى الأطفال. ووفقًا للتقديرات، يعاني حوالي واحد من كل ثلاثة أطفال من كسر واحد على الأقل في العظام قبل بلوغهم سن 18 عامًا. ويحذر الأطباء من أن هذه الكسور يمكن أن تؤدي إلى إعاقة طويلة الأمد وانخفاض نوعية الحياة. وبالتالي، ازداد الاهتمام في السنوات الأخيرة بفوائد مكملات فيتامين (د) المحتملة لتعزيز قوة العظام وتقليل خطر الكسور لدى الأطفال، ومع ذلك، لم تتوصل الدراسات السابقة إلى استنتاج قاطع بشأن هذه الآثار.
استجابة لذلك، قام فريق من الباحثين في جامعة كوين ماري في لندن وكلية تي إتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد بإجراء تجربة شاملة. في هذه الدراسة، تم إعطاء الأطفال المنغوليين الذين تتراوح أعمارهم بين ستة وثلاثة عشر عامًا مكملات فيتامين (د) أسبوعيًا لمدة ثلاث سنوات. تم اختيار منغوليا لهذه الدراسة بسبب ارتفاع معدلات كسور العظام ونقص فيتامين (د) في هذه المنطقة.
أظهرت النتائج، التي تم نشرها في مجلة “لانسيت للسكري والغدد الصماء”، أن العلاج بالمكملات الغذائية زاد بشكل كبير من مستويات فيتامين (د)، ولكنه لم يؤثر على خطر الكسور أو قوة العظام.
من المتوقع أن تحث هذه التجربة، التي تعد أكبر تجربة عشوائية حول مكملات فيتامين (د) لدى الأطفال حتى الآن، العلماء والأطباء وخبراء الصحة العامة على إعادة تقييم دور مكملات فيتامين (د). وفي الوقت نفسه، يجب علينا عدم تجاهل أهمية تناول كمية كافية من فيتامين د للوقاية من كسور العظام. يجب على الأفراد اتباع التوجيهات الحالية التي تنص على تناول 400 وحدة دولية من فيتامين (د) يوميًا، ولا سيما فيما يتعلق بالوقاية من هشاشة العظام.