الصحة والغذاء

فقدان الذاكرة: متى يستدعي القلق؟

من الطبيعي أن ينسى أي شخص بعض الأشياء أحيانًا، وقد يزداد تكرار هذه النسيانات مع التقدم في العمر. فهل يعني ذلك بالضرورة أنك مصاب بالخرف؟ كما تشير الدكتورة كارلين بول، وهي طبيبة نفسية متخصصة في الشيخوخة وأستاذة في جامعة ألاباما في برمنجهام، إلى أن “النسيان الخفيف مثل نسيان اسم شخص ما أو مكان ترك أثرًا ما، أمر طبيعي تمامًا ولا يدل بالضرورة على وجود مشكلة صحية، إلا إذا تفاقمت الأعراض”. مع التقدم في العمر، قد يزداد القلق بشأن تكرر نوبات النسيان، خاصة إذا كنت تخشى أن تكون هذه علامة على الإصابة بالخرف. ومع أن النسيان جزء طبيعي من الشيخوخة، إلا أن الخرف حالة مرضية مختلفة.

ما هي أسباب فقدان الذاكرة؟

من الشائع أن يعاني أي شخص من نوبات فقدان ذاكرة عارضة، بغض النظر عن عمره. قد يكون هناك أسباب خارجية تؤثر على الذاكرة، وغالبًا ما ترتبط بأسلوب حياتك، ويمكن التخفيف من تأثيرها بإجراء بعض التغييرات. على سبيل المثال، قد يؤدي قلة النوم، والإجهاد، والقلق، أو تناول بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، إلى ضعف الذاكرة.

ومع ذلك، قد يزداد “الضجيج” في الدماغ مع التقدم في العمر. وهذا يعني أن المعلومات الواردة من الحواس قد تختلط بضوضاء داخلية، مما يجعل من الصعب تذكرها. كما تشير الدكتورة بول، “من الصعب تذكر ما لا يتم ترميزه بشكل واضح في الذاكرة بسبب ضعف الإدراك الحسي”.

هل هو مجرد فقدان للذاكرة؟

قد يكون فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر محبطًا ومخيفًا. لكن هذا لا يعني دائمًا أنك على طريق الخرف. فيما يلي نظرة على بعض الأنواع الشائعة من فقدان الذاكرة، وما يجب الانتباه إليه:

  • أجد صعوبة في تذكر أسماء الأشخاص الذين التقيت بهم مؤخرًا، خاصة إذا لم أرهم بشكل متكرر. هذا أمر طبيعي، حيث أن أدمغتنا لم تتطور لتذكر عدد كبير من الأشخاص. يمكنك تجربة بعض النصائح لتذكر الأسماء والوجوه الجديدة.
  • أضيع أغراضي الصغيرة بشكل متكرر، مثل الهاتف أو المفاتيح أو المحفظة. غالبًا ما يحدث ذلك بسبب تعدد المهام. إذا كنت تجد صعوبة في تتبع خطواتك أو إذا كنت تضع الأشياء في أماكن غير معتادة بشكل متزايد، فقد يكون هناك سبب للقلق.
  • أواجه صعوبة في استرجاع الكلمات المناسبة أثناء المحادثة، خاصة عند محاولة سرد قصة. يعتقد بعض العلماء أن هذا يعود إلى ما يسمى بـ”ضوضاء الدماغ”. فمع تقدم العمر، يزداد حجم المعلومات المخزنة في الدماغ، مما قد يجعل من الصعب استرجاع المعلومات المطلوبة بسرعة ودقة.

ولكن هل الأمر أكثر خطورة؟

إذا كنت قلقًا بشأن مدى تأثير فقدان الذاكرة على حياتك اليومية، اسأل نفسك: هل يمنعني هذا من القيام بأنشطتي المعتادة؟ قد تكون حالات فقدان الذاكرة محبطة. ولكن إذا لم يمنعك من القيام بالأشياء التي تحبها، فلا داعي للقلق على الأرجح.

تحدث مع أصدقائك وعائلتك أيضًا. تقول الدكتورة بول: “يمكن لمعظم أفراد الأسرة معرفة متى يحدث تغيير كبير”. إذا لم يلاحظوا تغييرات كبيرة في ذاكرتك، فقد يكون الأمر طبيعيًا. ومع ذلك، إذا أثاروا مخاوف لم تكن على علم بها، فقد يكون الوقت قد حان للتحدث إلى طبيبك.

وبالمثل، من الجيد أن تراقب علامات الخرف لدى أحبائك. تقول بول إن إحدى العلامات الأكثر وضوحًا للخرف هي عندما يبدأ شخص ما في طرح نفس السؤال مرارًا وتكرارًا، خاصة إذا كان لا يتذكر طرح السؤال في المرة الأولى. وتضيف بول: “قد يكون هناك قلق عندما يتوقف الشخص عن الاهتمام بنظافته الشخصية أو عاداته اليومية، مثل تنظيف الأسنان أو تناول الطعام بشكل منتظم”. ووفقًا لجمعية الزهايمر، فإن العلامات التحذيرية الأخرى للخرف تشمل:

  • الضياع في الأماكن المألوفة.
  • المعاناة في اتباع الاتجاهات.
  • نسيان دفع الفواتير في كثير من الأحيان أو مواجهة صعوبة في تتبع الأموال.
  • صعوبة القيام بالمهام المألوفة.
  • فقدان الإحساس بالوقت أو عدم معرفة السنة أو الموسم.
  • تغيرات في المزاج أو الشخصية. على سبيل المثال، قد يكون الأشخاص المصابون بالخرف أكثر انفعالاً أو ينزعجون بسهولة.

ما الذي يمكن فعله؟

للتعامل مع فقدان الذاكرة، يمكنك اتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة لتنظيم حياتك اليومية. استخدم روتينًا يوميًا، وضع أغراضك الأساسية في نفس المكان، واستخدم أدوات التذكير مثل التقويمات والملاحظات اللاصقة. خطط لمهامك وأعد قوائم المهام.

يمكن أن يساعدك تدريب الدماغ بانتظام، مثل برنامج BrainHQ، على تحسين وظائف الذاكرة والانتباه والتركيز. هذا البرنامج يقدم تمارين مصممة علميًا وسهلة الاستخدام، وقد يكون متاحًا لك مجانًا من خلال خطة Medicare Advantage.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم