سم النحل هو مادة تفرزها النحلة مع كل لدغة من لدغاتها، وقد أعيد اكتشاف أثرها الطبي حديثًا، وتم علاج العديد من حالات التهاب المفاصل الروماتويدي باستعمال لدغات النحل في مكان الإصابة، سواء كانت في مفاصل اليد أو القدم.
ومن بين هذه الحالات حالة لرجل ظل يعاني من آلام ومتاعب هذا المرض لمدة ثلاثين عامًا، تورمت خلالها يداه وقدماه، وفشلت جميع الأدوية المعروفة في علاج حالته.
وحينما عولج هذا المريض باستخدام لدغات النحل اختفت الآلام التي ظل يعاني منها لسنوات طويلة، كما اختفت تورمات اليدين والقدمين وتحسنت حالة مفاصله تحسنًا كبيرًا.
الالتهابات وسم النحل
لقد ثبت أن سم النحل المفرز مع كل لدغة يحتوي على مركبات مضادة للالتهابات، وقد تم فصل السم من النحل وأجريت عليه دراسات عديدة بينت أنه عند حقن هذا السم في مكان الإصابة فإنه يؤدي إلى تحقيق الشفاء – بإذن الله – من مرض التهاب المفاصل الروماتويدي.
وإذا كان هذا السم قد حقق نجاحًا كبيرًا في علاج المرض إلا أن صعوبة فصله من النحل والحصول عليه بمقادير كبيرة قد وقفت حجر عثرة في سبيل استخدامه على نطاق واسع.
والأمل معقود على اكتشاف المادة الفعالة في سم النحل، فحينما يتعرف العلماء على هيكلها الكيميائي سوف يتمكنون من إنتاج المادة الفعالة بكميات كبيرة يمكن تجهيزها على هيئة مستحضرات دوائية تستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي.
وأوضحت دراسات أخرى أن لدغات النحل أو حقن سم النحل في المفاصل المصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي يفيد في علاج هذا المرض، كما يفيد استخدام سم النحل في علاج آلام الأعصاب والتهابها، وبعض الأمراض الجلدية وأمراض العيون والملاريا والتسمم الدرقي.
ومما يؤكد فعالية سم النحل في علاج التهاب المفاصل والأمراض الروماتيزمية أن النحالين في روسيا ودول أخرى نادرًا ما يصابون بهذه الأمراض، إن كثرة تعرضهم للدغات النحل تكسبهم مناعة ضد هذه الأمراض، كما أن عسل النحل النقي الذي يعتبر جزءًا من غذائهم اليومي يحتوي على مقادير من سم النحل تكفي للوقاية من هذه الأمراض.
ويحتوي عسل النحل على مواد أخرى. غير أن مادة سم النحل ثبتت فعالياتها في العلاج والوقاية من العديد من الأمراض، حيث إن العسل يحتوي على مواد تقاوم الميكروبات وتعالج الكثير من الأمراض العضوية وتنشط جهاز المناعة مما يرفع مستوى مقاومة الجسم للأمراض.