أثبتت أبحاث أجريت على تلاميذ المدارس أن نسبة كبيرة منهم مصابون بفقر الدم، بعضه حاد جدًا، وهو شيء مؤسف جدًا، ويتطلب من الجميع، أينما كان موقعهم أن يتحركوا سريعًا لكشف تلك الظاهرة الخطيرة، من أجل إنقاذ أبنائنا من أمراض فقر الدم، فإن الغذاء هو الحياة، ولا حياة بدون غذاء صحي جيد تنشأ عليه العائلة السليمة.
كما يجب أن تتضافر الجهود لإيقاف سموم مطاعم الوجبات السريعة التي لا تفيد وتسبب الأنيميا وأمراضًا أخرى أخطرها فقدان المناعة.
إن المشكلة ليست في الغذاء الذي يخص أولادنا في المدارس، بأنه غير سليم ولكنها في الجهل بموضوع الغذاء الصحي بصفة عامة، فهو مشكلة كبيرة تتضرر منها الأسر كلها، إذ إن جميع أفراد الأسرة يأكلون الأكل الذي تقدمه ربة الأسرة، فإذا كانت ربة البيت لديها وعي صحي، كان غذاء الأسرة صحيًا، والعكس صحيح، وبالتالي يضر أسرتها وهي طبعًا لا تعلم بذلك.. فالوعي الصحي يحتاج لإعلام جيد لنشره، ويجب على المؤسسات التي لها علاقة مباشرة بالغذاء، والصحة، والأم، أن تأخذ على عاتقها أداء هذا الواجب، لأنه مطلب وطني لنسف الجهل الغذائي، والمروجين له والمتاجرين به.
وكان علماء أمريكيون يدرسون تأثير الأغذية على حالة المناعة، أعلنوا أن التمثيل الغذائي له إمكانيات كبيرة، كأداة، للإسراع بالشفاء أو منع الأمراض، ويمكن أن يصبح في المستقبل سلاحًا فعالاً لمواجهة أكثر من مرض في وقت واحد.
فقد أكد الدكتور روبرت جود، أستاذ طب الأطفال والمناعة بمستشفى فلوريدا، أن بعض المواد المغذية يمكن أن تستخدم ليس كغذاء فقط ولكن كمحفزات، ومتحكمات، ومعدلات لجهاز المناعة بالجسم.
فقد اختبرت التأثيرات المناعية لبعض المواد المغذية كدهنيات الغذاء، والفيتامينات، والمعادن، ووجد – على سبيل المثال – أن الحامض الأميني «آرجمين» يمكن أن يساعد في منع العدوى التي تحدث بعد إجراء العمليات الجراحية. ويتوقع العلماء أن تساعد هذه النتائج في تصميم نظم غذائية لمنع أمراض القلب وتعزيز قدرات جهاز المناعة ضد أمراض أخرى مثل السرطان.
أ.د. نبيل سليم علي