لفترات طويلة مضت، ساد اعتقاد بأن الرجال لا يصابون بمرض هشاشة العظام إلا أن الواقع خلاف هذا الاعتقاد.. ومع ذلك يمكن للرجال تلافي هذه المعاناة عن طريق اكتشاف الحالة مبكرًا من خلال اختبار كثافة العظام.
ولكن، كيف يعرف شخص ما أنه بحاجة لمثل هذا الاختبار؟
لعل ما لا يدركه الرجال هو أنه بحلول عامهم الخامس والستين تقريبًا، فإنهم يكونون عرضة للإصابة بهذا المرض. ولكن بخلاف النساء اللاتي يفقدن كثافة عظامهن سريعًا خلال سنوات ما يسمى بمرحلة اليأس فإن كثافة عظم الرجال تقل تدريجيًا منذ بلوغ سن الخمسين. وبحلول الخامسة والستين فإن جميع الرجال يحتاجون إلى اختبار كثافة.
مؤشرات الخطر..
ومن أكبر الأخطار التي تعرض الرجال للإصابة بالعظام المسامية استعمال أدوية الكورتيكوستيرويد (corticosteroid)، مثل الكورتيزون التي تستعمل لعلاج الربو والتهاب المفاصل الروماتويدي. فالاستيرويدات تحرم العظام من الكالسيوم.
كذلك فإنه عند تعرض العظام للكسر في مرحلة البلوغ وفي حوادث مثل الانزلاق والسقوط على الأرض، فإن ذلك من المؤشرات التي قد تدل على أن العظام أصبحت هشة لا تتحمل الصدمات المعتادة.
فقد توصلت دراسة إلى أن حوالي 75% من مرضى العظام المسامية من الرجال تعرضوا لكسر في الذراع أو الظهر أو الورك.
من ذلك أيضًا ضعف الرغبة الجنسية. وهو ما يدل على انخفاض كمية هرمونات الذكورة في الجسم (التستستيرون testosterone). وهو ما يجعل المرء عرضة للإصابة بالعظام المسامية.
ويندرج تحت ذلك أيضًا شرب الكحول والدخان.
إن آلام الظهر المستمرة أو فقدان الطول أو انحناء الجسم- كلها مؤشرات تدل على وجود تصدعات في العمود الفقري، وهي من عوارض العظام المسامية.
إعادة بناء العظم المفقود
وفي حالة ما إذا أشارت نتائج التحليل إلى أن كثافة العظام منخفضة فيجب اتباع أسلوب حياة يمكن عن طريقه تقوية العظام بما فيها الرياضة والكالسيوم والفيتامين د.
ورغم أن هذه الخطوات تساعد على التوقف عن فقد المزيد من العظم إلا أنها لن تعوض عما ذهب من قبل من عظام.
فعلاج الإصابة يحتاج إلى أدوية خاصة تحول بين المريض وبين التعرض لكسور، بل بإمكانها أن تستعيد بعضًا من العظم الذي فقد فعلًا وذلك بمعاونة طبيب العظام الذي يدل المريض على الطريقة الأكثر فاعلية.
هناك أيضًا عملية التعويض عن التستوستيرون (هرمون الذكورة) الذي فقده المريض، وذلك في حالة ما إذا كان غياب هذا الهرمون هو الذي تسبب في الإصابة بالعظام المسامية.
وقد يستعمل أيضًا هرمون (الجار- درقي، Parathyroid hormone) الذي يؤدي دورًا في إنتاج الكالسيوم في الجسم. والذي يحول دون قابلية العظام للكسر.
ولكن الوقاية خير من العلاج
وهنالك العديد من الخطوات التي يمكن التقيد بها لتقليل فرص الإصابة بهشاشة العظام من بينها:
– الحصول على مقدار كاف من الكالسيوم وفيتامين د، فهما يسهمان – بإذن الله – في الحيلولة دون الإصابة بالعظام المسامية.
– التمرينات، بما فيها المشي والجري بل حتى تسلق درجات السلم ، تساعد في الحفاظ على كثافة العظم.
– الامتناع تمامًا عن التدخين. فدخان السجائر يقلل من قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم. فضلًا عن الإضرار بخلايا العظام والحيلولة دون تكون خلايا جديدة.
– الكحول ضار بالعظام من عدة وجوه، فهي تحول دون بناء خلايا عظمية جديدة، وتخفض من مستويات هرمون الذكورة، وبالتالي تتسبب في هشاشة العظام. كذلك فإنها قد تؤدي إلى فقد الكالسيوم عبر البول.
– تناول الخضراوات والفواكه. فقد كشفت دراسة عن أن كبار السن الذين يتناولون كثيرًا من الخضراوات والفواكه يتمتعون بعظام أكثر كثافة.
– يحتاج الجسم إلى فيتامين ك للشفاء من الكسور والمحافظة على العظام سليمة. وهو يوجد في البروكلي والكُرُنب والسبانخ والبقدونس، وغيرها من الخضراوات الورقية الخضراء.
البروفيسور جون بيليزيكيان – مدير برنامج أمراض العظام، جامعة كولومبيا
(www.cpmc.columbia.edu)