توصلت دراسة جديدة إلى طريقة غير جراحية فعالة في علاج إصابات الرباط الصليبي الأمامي والرباط الصليبي الخلفي في الركبة. ويعد الرباط الصليبي الأمامي من أهم الأنسجة في استقرار مفصل الركبة، ويمكن أن يتمزق خلال ممارسة الأنشطة الرياضية المكثفة. وعادة ما يتطلب علاج هذا الإصابة جراحة، إلا أن الطريقة الجديدة المكتشفة تسمح بتجنب الجراحة تمامًا.
بروتوكول غير جراحي
وفقًا لدراسة أُجريت في عام 2019، يُعاني 250,000 شخصًا في الولايات المتحدة الأمريكية سنويًا من تمزق في الرباط الصليبي الأمامي. ويتم إجراء إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي جراحيًا في معظم الحالات المبكرة، أو يختار المرضى الجراحة بعد فترة من العلاج التأهيلي غير الجراحي. ومع ذلك، فإن الجراحة تنطوي على مضاعفات عديدة ما بعد الجراحة، مثل الألم والتصلب وانخفاض نطاق الحركة في مفصل الركبة وعدم استقرار المفاصل.
قام باحثون من جامعة ملبورن بتطوير بروتوكول جديد غير جراحي يستخدم الدعامات والعلاج الطبيعي لتحسين عملية الشفاء بعد تمزق الرباط الصليبي الأمامي، ويساعد على تجنب الجراحة بشكل كامل.
استخدم الباحثون معرفتهم بالتشريح ووظائف الركبة كنقطة انطلاق، حيث أدركوا أن الرباط الصليبي الأمامي يحتوي على إمداد دم غني، وأن اقتراب نهايات الرباط الممزق يؤدي إلى تقليل الفجوة التي يجب سدها لإعادة الاتصال.
دعامة تثبت الركبة
وباستخدام هذه المعرفة، طور الباحثون بروتوكول متعامد جديد (CBP)، حيث جمعوا 80 مريضًا يتراوح أعمارهم بين 10 و58 عامًا ويعانون من تمزق الرباط الصليبي الأمامي الحاد. وتم إجبارهم على ارتداء دعامة تثبت الركبة المصابة بزاوية 90 درجة لمدة أربعة أسابيع، حيث كانوا ملزمين بارتداء الدعامة في جميع الأوقات، بما في ذلك أثناء النوم والاستحمام.
بعد مرور أربعة أسابيع، تم تعديل الدعامة بشكل تدريجي كل أسبوع لزيادة نطاق حركة الركبة، وتم توفير علاج تأهيلي تحت إشراف أخصائي العلاج الطبيعي، وشمل ذلك تقوية العضلات والتدريب الوظيفي لتمكين العودة إلى الرياضة والأنشطة الترفيهية. وفي الأسبوع العاشر، تم السماح للمرضى بالحركة دون قيود، مع إزالة الدعامة بعد 12 أسبوعًا.
انتقال نوعي في العلاج
وأوضحت ستيفاني فيلباي، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أنه في حال تم دعم فوائد هذا العلاج بتجربة إكلينيكية، فقد يؤدي ذلك إلى انتقال نوعي في معالجة تمزق الرباط الصليبي الأمامي، حيث يستهدف الأشخاص الشفاء بدلاً من الخضوع لعملية جراحية لإعادة بناء الرباط. وأضافت: “نحن نعتزم الآن إجراء تجربة سريرية لتقييم ما إذا كان هذا العلاج الجديد يؤدي إلى نتائج أفضل من جراحة الرباط الصليبي الأمامي”.
المصدر: هنا