أوضح مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض أن علاج الإدمان للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية يتم عبر عدة مراحل، تبدأ بالتقييم وتنتهي بالتأهيل ودعم الاستمرار في التعافي.
وقال استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان بالمجمع الدكتور فيصل بن تركي البيشي: “إن مرحلة إزالة السموم هي إحدى أهم المراحل في العملية العلاجية وتتم من خلال تخليص جسم المدمن من المادة الإدمانية التي يتم تعاطيها، مشيراً إلى أن هناك فهم مغلوط لهذه المرحلة، حيث يعتقد البعض أن إزالة السموم تتم عبر تنقية الدم أو تغييره وهذا غير صحيح، وما يحدث في هذه المرحلة هو توقف المدمن الكامل عن تعاطي المادة المخدرة ومساعدته عبر التدخلات العلاجية والسلوكية حتى يتخلص جسمه منها”.
إزالة السموم
وأضاف: “تختلف مدة مرحلة إزالة السموم من جسم المدمن حسب المادة التي يتعاطاها والعوامل الأخرى المؤثرة، ويتم من خلالها علاج الأعراض الانسحابية الناتجة عن التعاطي أو التي قد تنتج عند التوقف عن التعاطي، وذلك باستخدام العلاجات اللازمة سواءً الدوائية منها أو السلوكية والتي يتم تحديدها حسب الأعراض وقت التقييم”، مؤكداً أن هذه العلاجات تتوافق مع الأدلة العلاجية والمراجع العلمية الموثوقة والمتبعة عالمياً، وقد تستخدم لفترة مؤقتة ويتم إنقاصها تدريجياً حتى يتم إيقافها، أو تكون بأدوية تستمر لفترة حسب تقييم الأعراض والتي قد تكون جسدية أو نفسية.
وتابع: مرحلة إزالة السميّة قد تتم في أقسام التنويم، وقد تتم من خلال المتابعة في العيادات الخارجية للحالات التي لا يرى الطبيب المعالج حاجتها للتنويم، وقد شهدت العيادات الخارجية نجاحات لمرضى توقفوا عن التعاطي بعد الالتزام بالخطة العلاجية المحددة لهم، مشيراً إلى أن هذه المرحلة يتم فيها تهيئة المدمن لأهم خطوة في علاج الإدمان وهي مرحلة التأهيل التي تعد أهم مرحلة من مراحل تعافي المرضى من الإدمان والعودة للمجتمع بصحة وعافية.
أعراض انسحابية
وعن الأعراض الانسحابية التي قد تظهر نتيجة التوقف عن التعاطي، ذكر أنها “تنقسم ما بين أعراض جسدية مثل الرجفان وتسارع نبضات القلب والصداع وآلام البطن وتغير في درجات الحرارة وضعف الشهية للأكل وصعوبة في النوم وارتفاع ضغط الدم، وأعراض نفسية مثل: تقلبات المزاج والقلق والتوتر والخمول واضطرابات النوم والاكتئاب الذي يظهر في الإحساس بانعدام الرغبة في ممارسة الحياة العادية أو ممارسة الأنشطة المعتادة، إضافة لوجود الهلاوس والضلالات”.
ودعا الدكتور البيشي، المدمنين إلى سرعة طلب العلاج واتباع الخطة العلاجية المقررة من الفريق الطبي، مؤكداً أن الإدمان على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بأي نوع منها يشكل ضرراً جسيماً على صحة الإنسان وقواه العقلية والنواحي النفسية والسلوكية، ومشيراً إلى أن الطوارئ تعمل على مدار الساعة لخدمة المرضى النفسيين ومرضى إدمان المخدرات.