سوف يشعر بعض قرائنا بالملل من كثرة ما سمعه عن السمنة ومشاكلها ووسائل علاجها، لكن- قارئنا العزيز- سيغير رأيه ربما بعد الاطلاع على تفاصيل هذه التجربة الواقعية مع السمنة، وكيف استطاعت صاحبتها العبور بأمان من شريحة البدناء إلى شريحة أصحاب القوام المعتدل.
المعاناة
تجربتي الطويلة مع البدانة جعلتني غير راضية عن كوني كذلك، وكنت دائمًا أبحث عن وسائل تساعدني في القضاء على هذه المشكلة.
من هنا، لجأت إلى كثير من الوسائل لتحقيق غايتي في إنقاص وزني، لكن بعضها لم تكن سليمة، وكانت مكلفة للوقت والمال وأثرت بشكل سلبي على حالتي النفسية.
لم يقتصر الأمر على ذلك، فقد سببت زيادة وزني كثيرًا من المشكلات الصحية التي أثرت علي بدنيًا ونفسيًا، وجعلتني أفكر كثيرًا وجديًا في إيجاد طريقة مثالية تساعدني في إنقاص وزني بسرعة، مثلي في ذلك مثل الكثير من النساء.
فقد تسببت بدانتي في شعوري بآلام شديدة في الظهر والركبة وكعب القدم وعدم القدرة على المشي لمسافة طويلة، وعدم القدرة على صعود الدرج، إضافة إلى ارتفاع في نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية ونسبة اليوريك أسيد.
والمحصلة أنني لم أكن أستطيع القيام بالأعمال المنزلية اليومية المعتادة إلا بصعوبة شديدة، وفوق هذا الحالة النفسية غير الجيدة التي كنت أشعر بها.
البداية
من هنا، قررت الوقوف وقفة جدية مع نفسي، وصممت وعزمت أن أبدأ – بإذن الله-في إنقاص وزني، وكانت البداية من خلال تغيير نمط معيشتي اليومي، واتبعت مجموعة من الحميات التي تركت آثارها إلى حد ما لكن لم تؤت ثمارها كما توقعت.
فمن المعروف لدى المختصين أن إنقاص الوزن السريع يتبعه زيادة سريعة في الوزن أيضًا عند إيقاف الحمية، لذلك قررت أن يسير إنقاص وزني في اتجاهين:
– الاتجاه الأول، هو تغيير نمط معيشتي، فأصبحت حياتي اليومية أكثر نشاطًا بقليل من الرياضة.
كانت البداية بتقليل كميات الأكل اليومية المتبعة، فمثلاً الإفطار، وهو من الوجبات الرئيسية والضرورية، كان يشتمل على طعام خفيف وقليل، وهو خال من السكريات قليل الكربوهيدرات.
أما وجبة الغداء فتشتمل على الأكل المعتاد للعائلة، ولكن بكميات صغيرة، وعدم الإكثار من الخبز والأرز، وابتعدت تمامًا عن الأكلات المحمرة والمقلية والمشروبات الغازية والعصائر.
وعند شعوري بالجوع خلال فترات النهار وبين الوجبات، كنت آكل خضراوات وفواكه طازجة مثل الخيار والجزر والطماطم والبرتقال واليوسفي.. مع تجنب العنب والموز والمانجو والسكر في المشروبات الساخنة مثل القهوة والشاي والنسكافيه.
أما وجبة العشاء فكانت وجبة خفيفة تحتوي على الزبادي وحبة فاكهة واحدة، على أن تكون قبل الساعة السابعة مساء.
– الاتجاه الثاني، مع النظام الغذائي كنت أمارس تمرينات رياضية خفيفة اشتملت على المشي لمدة نصف ساعة يوميًا، زادت إلى أن وصلت إلى ساعة واحدة.
وعلى مدى ثلاثة أسابيع، التزمت الانتظام الصارم بالنظام الغذائي وممارسة التمرين، ثم التزمت في نفس الوقت مع نفسي على ألا أتناول أي أطعمة من بعد الساعة السابعة مساء.
مقاومة المغريات
في بداية اتباعي للنظام السابق، واجهت صعوبات في الامتناع عن كل ملذات الطعام والمغريات التي أعدها بنفسي لأفراد أسرتي.
ولكن بدافع الرغبة الداخلية في أن أنقص وزني بشكل يجعلني راضية عن نفسي، دفعني إلى الإصرار والتمسك بتطبيق النظام بالشكل الذي يجعلني أصل إلى هدفي.
وفي خلال الثلاثة أسابيع الأولى من البرنامج الذي وضعته لنفسي لمست فرقًا شاسعًا عن المرحلة التي سبقت البدء في البرنامج.
كان أول ما لاحظته هو اختفاء آلام الظهر بصورة واضحة، كما أصبحت أشعر بخفة في الحركة ورشاقة لم أكن أعهدها أيضًا، خفّت كثيرًا آلام المفاصل (الركبتين على وجه الخصوص) بشكل ملحوظ.
في هذه المرحلة أيضًا، بدأت أشعر بصغر حجم البطن إلى حد جعلني أصمم على الانتظام والاستمرار في البرنامج.
ومما زاد من قوة إصراري وعزيمتي نتائج التحليلات الطبية لدهون الدم ووظائف الكلى التي بشرت بتحسن ملحوظ كان له أثر كبير في تحفيزي على الاستمرار.
خلاصة التجربة
وهنا أود أن ألخص نتائج تجربتي لكل من ترغب في إنقاص وزنها بشكل حقيقي وغير وهمي في النقاط التالية:
– غيري أسلوب حياتك من الألف إلى الياء، وامتلكي العزيمة وضعي لنفسك هدفًا محددًا بالكمية التي تريدين أن تخسريها من وزنك أسبوعيًا.
– لا تبالغي في تحقيق هذا الهدف، واجعلي نسبة إنقاص وزنك بسيطة أسبوعيًا ولتكن مثلاً كيلو جرام واحد.
– لا تبالغي في إنقاص كميات طعامك بشدة مرة واحدة، ولكن انقصي ما تتناولينه كل أسبوع بمقدار الربع على الأكثر.
– حددي موعد ممارسة التمارين الرياضية ولا تهمليه مهما كانت الأسباب.
– احرصي على تكرار التدريب وحاولي التغيير في مكان وطريقة المشي.
– قبل التدريب وبعده وأثناء اليوم، لا تنسي شرب الماء لأهميته في جعلك تشعرين باستمرار بالامتلاء وعدم الجوع.
– كافئي نفسك كل أسبوع وبعد أن تحققي التخسيس المحدد بكوب من العصير الذي تحبينه.
– لا تنسي أن يكون لك مقياس للوزن مرة كل أسبوع على أن يكون الميزان في الصباح الباكر وقبل تناول وجبة الإفطار.
– تأكدي أنك بهذا الأسلوب سوف تحققين الهدف المرجو دون مبالغة أو حرمان، وأنك بالفعل ستخسرين الكيلوجرامات بشكل متدرج سيدوم معك طويلاً لأن أسلوب البرنامج الغذائي والرياضي الذي اتبعتيه سيكون أسلوب حياة اعتقد أنك ستتمسكين به، وسيصبح أسلوبك الخاص لما ستلمسينه من تحسن وراحة لامثيل لها.
عزة حسن
أخصائية رياضية