دراسات تربط بين العمر المتوقع للإنسان وطوله
تسعى بعض الدول لتغيير الصفات الطبيعية لمواطنيها وفق برنامج مدروس طويل الأمد..
بعد أن أظهرت بعض الدراسات أن الأمريكيين يتمتعون بقامة أطول، ومتوسط عمر عند المولد 76 عامًا.
أكثر من ذلك، أشارت تقارير التنمية الصادرة عن البنك الدولي إلى وجود ارتباط وثيق بين العمر المتوقع «وطول الشخص البالغ»، وترجح بعض التقارير أن الأمريكيين وصلوا للأطوال الحديثة في منتصف القرن الثامن عشر، ووصلوا لمستويات في العمر المتوقع لم يصل لها عموم سكان إنجلترا، أو حتى طبقة النبلاء البريطانيين إلا في بدايات القرن العشرين.
أرقام تاريخية
وهناك دراسات مقارنة أظهرت التطور التاريخي في حياة الأمم ورصدت التغيرات الصحية، خاصة في القرنين الأخيرين اللذين شهدا قدرًا هائلاً من المبتكرات العلمية التي أطالت عمر الإنسان.
في العصور القديمة، كان مرض محدود يزيد نسبة الوفيات بمقدار كبير. ومن ذلك أن الكوليرا كانت وباء مخيفًا، وكان الجدري مشكلة ضخمة.. وكان الإسهال عند الأطفال وبما يصحبه من جفاف من أسباب الوفاة الرئيسية.
ففي عام (1790) اكتشف مصل الجدري وهو ما مهد للتطعيم ضد الكوليرا والتيفوئيد. وفي عام (1880) اكتشف «باستير» العلاقة بين الجراثيم والمناعة، واكتشف (فلمنج) البنسلين عام ۱۹۲۹، وبرزت تطبيقاته العملية عام 1941.. فبدأ استخدام المضادات الحيوية التي كانت نقطة تحول في التاريخ الصحي للإنسان.
وتشير بعض الأرقام إلى أن معدل الإصابة بالتدرن الرئوي من الولايات المتحدة الأمريكية عام (1939) كان (79) في الألف.. ولكن وبعد خمسين عامًا أصبح المعدل (9) في الألف فقط.
وفي الوقت الذي كان فيه التحسن – نتيجة للتقدم الصحي- هائلاً في الدول الصناعية التي تتمتع بمستوى غذائي وصحي مرتفع، فإن النتائج كانت أكثر تواضعًا في الدول النامية.
وترصد الدراسات قرنًا كاملاً من الزمان بدأ عام 1890 وانتهى عام 1990. زاد فيها متوسط العمر المتوقع عند المولودين الذكور في البلدان الصناعية بمقدار (25 – 30) سنة، وكانت الإناث أوفر حظًا والزيادة في متوسط أعمارهن أكبر.
وطوال قرن من الزمان أيضًا كانت هناك زيادة 1% في متوسط أطوال القامات.. وهو ما ارتبط في الوقت نفسه بانخفاض معدل الوفيات. وفي أسباب انخفاض الوفيات يمثل عنصر الغذاء – – خصوصًا عند الأطفال الرضع -40% من أسباب الانخفاض..
وفي محاولة للحصول على مؤشرات أخرى يأتي متوسط الدخل ومتوسط طول القامة.
وخلال ذلك يبرز الرقم المأساة، وهو أن العمر المتوقع للبلدان الأكثر فقرًا يقل عشرين عامًا عن البلدان النامية الأخرى.. وفي التفاصيل يتضح أن متوسط العمر المتوقع في بعض البلدان مثل سيراليون يهبط إلى 42 عامًا، وتشاد 47 عامًا، وبوروندي 49 عامًا.
الصورة عربيًا
وإذا كانت هذه هي الصورة عالميًا، فإنها عربيًا تقدم المؤشرات نفسها.. فمتوسط العمر المتوقع عند المولد في اليمن والصومال (48) عامًا.. والسودان (50) عامًا.. ومصر (60) عامًا.. والسعودية (66) عامًا، والكويت (74) عامًا.
وبقراءة سريعة – مع استثناءات محدودة – يمكن القول إن متوسط العمر يتناسب تناسبًا طرديًا مع متوسط الدخل أي: مع حظ الإنسان من الصحة والغذاء والرعاية والترفيه.
إنها معادلة ثابتة، وقد قفزت البشرية قفزة واسعة بالتصدي لأمراض عديدة.. ولكن بقي المستوى الصحي العام.. بل بقي الوزن والطول ودرجة الاستيعاب والذكاء.. بقيت هذه المؤشرات خاضعة لمستوى الغذاء.
أعمار الشعوب
تمكنت أبحاث علمية من التعرف على بعض العلاقات التي تحكم حياة الإنسان. فقد أصبح متاحًا التعرف ۔ مثلاً – على متوسط الأعمار المتوقعة عند كل الشعوب.. وأصبح متاحًا التعرف على العلاقة بين التغذية، والصحة، والإنتاجية.. بل درجة التحصيل الدراسي ومتوسط عمر الإنسان.