تشتكي الأم عادة من تذمر طفلها الدائم من تناول بعض الأطعمة، وبعضهن تقلق لاعتقادها أن طفلها لا يحصل على كفايته من العناصر الغذائية نتيجة لذلك.
هؤلاء الأطفال المتذمرون يقسمهم الخبراء إلى نوعين مختلفين هما: أطفال يكرهون تناول الطعام لأنهم لا يحبون تجربة أي طعام جديد. والنوعية الثانية أطفال يكرهون تناول الطعام لأنهم لا يحبون تجربة أنواع مختلفة منه وإن كان طعامًا مألوفًا.
المجموعة الأولى: الأطفال الممتنعون الذين يصنفون على أنهم يعانون من مرض الخوف من تجربة الأطعمة الجديدة (Neophobic)، في العادة يعانون درجات أعلى من القلق مقارنة بالأطفال الآخرين. كما أن أمهاتهم في العادة يخفن من تجربة أنواع جديدة من الطعام.
أما الأطفال الممتنعون الذين يخافون فقط من تناول أنواع مختلفة من الطعام المألوف، فإن طبيعتهم هذه راجعة إلى تجارب خاصة مروا بها أكسبتهم ميولاً معينة، وليست طبيعتهم راجعة إلى خصائص مطبوعة في شخصياتهم، وكما الطائفة الأولى. وإن هذا الميل قد يعكس كره حقيقي لطعام معين أو رد فعل على محاولات الآباء أن يفرضوا عليهم سيطرتهم.
وهناك أمور قد تساعد الأم في التعامل مع الطفل الممتنع عن تناول الطعام، من الفئتين، وربما التغلب عليه:
– لا تفترضي أن الطفل سيتخلى عن الامتناع مع مرور الوقت، فأنواع الطعام التي يحبها الأطفال لا تتغير كثيرًا بين السنة الثالثة والثامنة من عمرهم.
– لا تمتنعي عن تجربة أنواع مختلفة من الطعام، على افتراض أن الطفل دون السن المطلوبة، فقط أظهرت النتائج أن الطفل قد يقبل على تناول الطعام الجديد بشكل أسهل ما بين الثانية والرابعة، مما قد يقبله بين الرابعة والثامنة.
– قدمي له أنواعًا مختلفة من الطعام الصحي حتى تؤسس فيه حبًا للطعام الجيد.
– ابحثي عن طريقة سريعة سهلة لتحضير الخضراوات. فالغريب في الأمر أن الأطفال يأكلون كمية أكبر من الخضراوات عندما يكونون رضعًا مما يأكلون عندما يبدؤون المشي. وبعد المشي يتم تقييد تناول الخضراوات تمامًا بسبب عدم حب أفراد العائلة لها أولاً، وثانيًا لأن تحضيرها يستغرق وقتًا ، وبسبب أن الأم تظن خطأ أن الأطفال لا يأكلون أطعمة معينة ثالثًا، ومنها الخضراوات.
– اجعلي الطفل يشاهدك تستمتع بتناول أنواعًا مختلفة من الطعام الصحي. ففرصة اتخاذ قرار من جانب الطفل بأن يحب طعامًا معينًا، ستكون أكبر إذا شاهد ذويه يأكلون هذا الطعام.
– إذا رغبت أن تجعل طفلك يقبل على تناول الطعام عمومًا بشهية أكبر، فحاول جهدك ألا تتحول أوقات تناول الطعام إلى صراع من أجل السيطرة. فعلماء السلوك يرون أن هذا الصراع من أجل فرض الرأي يروج للامتناع عن تناول أطعمة معينة، في بعض الأطفال على الأقل. فعلى ولي الأمر إذن أن يحدد أنواع الطعام وأوقات تناولها، ولكن الطفل وحده يتحمل مسؤولية كمية الطعام التي سيتناولها.
– أخيرًا، كوني صبورًا. فإذا نفذت هذه الوصايا فقد تستغرق وقتًا حتى تؤتي نتائجها. وننبه إلى أن بعض سلوكيات تناول الطعام أو عدم تناوله ربما تعود إلى اختلاف حقيقي (مقبول) عند الطفل نتيجة عدم استساغته لبعض الطعام، وأحيانا يكون جزءًا من عملية نمو شخصيته، ويتخلص منها بمرور الوقت.
مجلة الاتحاد التغذوي الأمريكي
www.eatright.org