يصر بعض الأطفال أحيانًا على المساعدة في إعداد السفرة، أحيانًا كنوع من المشاكسة وأحيانًا أخرى لاشتياقهم للمشاركة في إعداد وجبة يحبونها مثل البيتزا والدجاج والفطائر. لكن الأم قد تتضايق من عناد الطفل وشغفه لوضع يده في مكونات الطعام أثناء إعداده وتنهره، خاصةً عندما يكون صغيرًا.
استغلي طاقته
الأم هنا يمكنها أن تستثمر طاقة طفلها وحبه للاستطلاع وتستغل أيضًا حبه للوجبة التي تعدها له، وبدلاً من أن يكون عاملاً للتعطيل والمضايقة للأم يمكنها أن تشركه معها في إعداد وجبات خفيفة خاصةً تلك التي يقبل عليها الأطفال ومن ثم تجعله يتدرب على هذا العمل باستمرار حتى يصبح قادرًا على مساعدتها بالفعل لدرجة تجعلها تعتمد عليه فيما بعد.
ولكن هناك احتياطات معينة يجب على كل أم أن تطبقها أولاً على نفسها أثناء وجودها بالمطبخ ولا تقوم بتصرف خاطئ أمامه حتى لا يقلدها فيه. ثم إن هناك احتياطات خاصة يجب أن تراعيها الأم أثناء وجود الطفل بالمطبخ معها، وأخيرًا يجب ألا تشرك الطفل في إعداد كل الوجبات بل كل سن لها ما يناسبها.
احتياطات خاصة بالأم
يجب أن تظهر الأم أمام طفلها اهتمامها بالنظام والنظافة والحرص، فتجعله يقتدي بها لا شعوريًا وهي سلوكيات خاصة بالطهو يجب أن تحرص عليها أمام أطفالها ومنها:
– تغطية الشعر أثناء إعداد الطعام خاصةً إذا كان الشعر طويلاً، فإن لم يتم تغطيته يمكن رفعه جيدًا لأعلى بأي طريقة، وإذا سأل الطفل عن السبب فسرت له الأم ذلك على أساس أن له هدفًا صحيًا وهو عدم سقوط الشعر في الطعام، وأيضًا حتى لا يصاب الشعر بأذى.
– غسل الأيدي قبل طهو الطعام، وتعريف الطفل بأن الهدف من ذلك هو المحافظة على الصحة، ووقاية الطعام من انتقال بعض الجراثيم التي قد تعلق باليدين، وقص الأظافر جيدًا لأنها تمثل جيوبًا تتجمع فيها الجراثيم، ثم غسل الأيدي جيدًا بالماء الساخن والصابون.
– ارتداء مريلة مطبخ مصنوعة من الجلد حتى لا تتسخ الملابس من ناحية وللوقاية من اللهب، فعندما يرى الطفل أمه ترتديها فسوف يحب هذا الأمر الذي سيحميه ويحافظ على ملابسه.
– إزاحة الأكمام الطويلة لأعلى الذراع. والسبب طبعًا سيدركه الطفل وهو للمحافظة على الملابس من ناحية فلا تتسخ وحتى لا تعوق الأكمام حركة اليد أثناء العمل في الطهو.
– استخدام القفازات السميكة لإخراج الأطعمة الساخنة من الفرن، فإذا اعتاد الطفل رؤية أمه تستخدمها، يجعله يستخدم نفس الطريقة عندما يصل للسن التي تسمح له بإخراج شيء من الفرن وذلك للوقاية من الحروق، فقد تكون قطعة القماش التي تحاول بها الأم إخراج الأواني من الفرن رقيقة وتعرض يدها للضرر. بالإضافة إلى انزعاج الطفل وخوفه وعدم معرفته للأسلوب السليم في مثل هذا الموقف أو ما يشابهه.
– مراعاة النظافة وإبعاد القمامة وفضلات الخضراوات والخبز وغيرها عن مكان إعداد الطعام.
احتياطات خاصة بالطفل:
كل أم تعلم جيدًا قدرات طفلها والأعمال التي يمكنه المساعدة فيها وتلك التي لا يستطيع، فإذا أصر الطفل على وضع يده فلا يجب أن تنهره بل تشرح له طريقة عمل هذا الصنف من الطعام خطوة خطوة، وتحدد له الخطوة التي يمكن المساعدة فيها ولا تخدعه وتنهي العمل دون أن تشركه بل تسمح له فعلاً بالمساعدة في الخطوة التي لن يكون فيها خطورة أو خسارة.
فمثلاً يمكنها أن تسمح له بتقليب العجين أثناء إعداد الكيك لكن لا تسمح له بإخراجه من الفرن، وعند إعداد البطاطس المحمرة مثلاً يمكن السماح للطفل بالمساعدة في تقشيرها وتقطيعها مثلاً وفي نفس الوقت لا يسمح له بإلقائها في الزيت، وهكذا حتى يتصرف الطفل في حدود إمكاناته وقدراته.
وكلما كبر الطفل أمكن تكليفه بخطوات أكثر حتى يصبح قادرًا على فعل الشيء بأكمله مثل الكبار، ولكن هذا الأمر لن يحدث فجأة بل تدريجيًا.
– يجب أن يعلم الطفل أن أدوات المطبخ الخطرة مثل السكاكين والقطع الحادة وغيرها محظور عليه لمسها، ويمكن للأم إحضار أدوات خاصة للطفل مثل السكين البلاستيك وغيرها من أدوات اللعب التي لا تحتوى على أجزاء حادة أو صغيرة فيمكن للطفل استخدامها في مساعدة الأم.
– عدم ترك الطفل وحده بالمطبخ، لأنه مولع بحب الاستطلاع وقد يعرض نفسه للخطر في أي لحظه، فلا يجب ترك الطفل وحده مثلاً والفرن مشتعل وتذهب لفتح الباب أو تـنـشغل في الحديث في الهاتف، بالإضافة إلى أخطار أخرى مثل انسكاب السوائل الساخنة والسكاكين وأدوات التنظيف.
– تحذير الطفل بشدة من إعداد وجبة بمفرده عندما تكون الأم مشغولة أو غير موجودة بالمنزل فقد يعرض نفسه للخطر.
وجبات يمكن للطفل إعدادها بمفرده:
هناك وجبات يمكن السماح للطفل بإعدادها بمفرده على طاولة المطبخ بعد أن تحضر له الأم الأدوات وتعلمه كيف يعدها، فمثلاً يمكن للطفل أن يعد ما يلي:
– شطائر الجبن بمختلف أنواعها والمربى وغيرها من الشطائر التي لا تحتاج لتسخين.
– الكاكاو البارد أو الدافئ: بعد أن تحضر له الأم اللبن الدافئ أو الماء.
– سلاطة الفواكه: خلط أنواع الفاكهة والسكر بعد أن تقطع له الأم كل شيء وتنظفه.
– كوكتيل العصائر: يضيف عدة أنواع من العصائر في الأكواب لعمل الكوكتيل وخاصةً العصائر اللزجة مثل المانجو والموز فسيفرح طفلك جدًا عندما يعد لنفسه ولأصدقائه وإخوته العصير.
– الأيس كريم: يمكن للأم أن تصنع للطفل كل شيء في طبق مستقل بعد إعداده، فالمكسرات في طبق، وأيس كريم الحليب في طبق، والشيكولاته في طبق، والمانجو في طبق، والفاكهة الطازجة، وأصابع البسكويت في طبق آخر، ثم تترك الطفل ينسق كوب الآيس كريم كما يحب، وينسق لإخوته وأصدقائه كما يحبون. فستكون هذه متعة وفي نفس الوقت تعلم ومساعدة للأم حتى لا تشغلها هذه الأمور البسيطة التي تعطلها. فقد يأتي الطفل من مدرسته جائعًا جدًا والأم مازالت مشغولة في إعداد الطعام فيمكنها أن تتركه يعد لنفسه شطيرة مع كوب من العصير مثلا بمفرده.
إعداد: د.نهاد ربيع البحيري