*ما الذي نعنيه بضعف السمع عند كبار السن؟
أثبتت كثير من الدراسات التي أجريت منذ أكثر من قرن من الزمان أن كبار السن لا يستطيعون التقاط الذبذبات العالية التردد من مكونات الصوت، أما الذبذبات المنخفضة التردد فيمكن سماعها بسهولة عندهم..
وبهذا يمكن القول إنهم يسمعون كل ما يقال لهم، لكنهم في الوقت نفسه لا يتمكنون من تفسير هذا الذي يسمعونه.. لماذا؟
لأن حروف الكلمة تتألف من عدة ذبذبات منها المنخفض ومنها المرتفع وهم بذلك يلتقطون حرفًا ولا يلتقطون آخر هذا وفقًا لمعدل ذبذبة هذا الحرف وبذلك يتحول الكلام في مسامعهم إلى مقاطع غير مفهومة..
* لكن ماذا نعني بذبذبة عالية التردد؟
هی الذبذبة التي تقع في دائرة بين ثلاثة آلاف إلى ستة آلاف ذبذبة في الثانية الواحدة وهي التي لا يتمكن الطاعن في السن من التقاطها بوضوح.
* هل تؤثر البيئة التي يعيش فيها كبار السن على درجة سمعهم؟
نعم.. فالمسنون الذين يعيشون في بيئة ريفية حيث الهدوء والبعد عن الضوضاء هم أقل تعرضًا لضعف السمع من كبار السن الذين يعيشون في صخب المدينة وضجيجها المستمر..
* هل هناك أمراض تساعد على إصابة كبار السن بضعف السمع؟
هناك أمراض تساعد في الإسراع من الإصابة بضعف السمع عند المسنين. أمثلة هذه الأمراض الإصابة بمرض السكر أو مرض تصلب الشرايين، وهناك أيضًا بعض العوامل الوراثية التي تلعب دورًا في المساهمة بإصابة المسن بضعف السمع في سن مبكرة نسبيًا..
* لكن كيف يمكن تفسير إصابة كبار السن بضعف السمع؟
يحدث ضعف السمع عند كبار السن نتيجة تآكل في الخلايا الحسية داخل قوقعة الأذن مما يؤدي في نهاية الأمر إلى ضمور هذه الخلايا، وعندما يحدث ذلك، فإن عصب السمع الذي ينقل ذبذبات الصوت يصاب بالضعف..
ويساعد على حدوث ذلك ما يعتري الأوعية الدموية عند كبار السن من تصلب وضمور، وهذه الأوعية الدموية تغذي الجزء من القوقعة الذي يستقبل الذبذبات العالية التردد، وهذا يؤثر على التقاطها.. وبالفعل يكشف الفحص الطبي للمصاب وجود ضمور للخلايا الحسية بالقوقعة حيث يصاحب الأذن الداخلية بضمور في العصب السمعي الذي يحمل الإثارة الكهربية الخاصة بالسمع.
* ما مظاهر ضعف السمع عند كبار السن؟
يحدث هذا الضعف في الأذنين معًا.. ويشعر المريض بطنين أو «وش» داخل أذنيه يشبه رنين الجرس.. وقد يرافق هذا الإحساس مرور المريض بأزمة نفسية أو عصبية تجعله حساسًا تجاه شعوره بهذه الأعراض. ويؤدي ضعف السمع عند كبار السن إلى ميلهم للعصبية والتوتر، كما أنهم يصبحون أقل تذكرًا للحوادث والأشياء، وهذا يسبب لهم الكثير من الإحراج..
* كيف يمكن مساعدة كبار السن للتغلب على مشكلة ضعف السمع؟
يمكن ذلك من خلال عدة نقاط، هي:
1- إجراء فحص إكلینیكي لقياس قوة السمع بدقة باستخدام مقياس السمع الكهربائي.
2- يمكن استخدام السماعة الطبية المناسبة والدقيقة لقوة السمع لدى المريض بحيث لا تسبب إزعاجًا للمريض في نفس الوقت الذي يمكنها فيه تكبير الذبذبات الضعيفة وتجاهل الذبذبات التي يمكن للأذن سماعها.
3- فحص العينين لتقدير مدى الضعف بهما، وقد يستعان بنظارة طبية لتحسين الرؤية حتى يتمكن المريض من متابعة حركة الشفاه أثناء التخاطب.
4- قد يتطلب الأمر إعطاء دروس تأهيلية بواسطة اختصاصيين لتدريب المريض على التقاط الحروف باستعمال حاسة البصر.
5۔ مراعاة الحالة النفسية لكبار السن والعمل على رفع حالتهم المعنوية من جانب المحيطين بهم. كما يجب التخاطب مع مرضى ضعف السمع من كبار السن بلغة هادئة غیر منفعلة وأن يكون الكلام مسموعًا واضحًا في تفسيره للحروف ولمخارج الكلمات.
كتاب (لا للشيخوخة المبكرة) د. سامي محمود