الصحة والغذاء

صيام الحوامل والمرضعات في رمضان!

تتعدد التساؤلات في شهر رمضان المبارك حول تأثير الصوم على صحة الحامل وجنينها، والمرضعة ورضيعها. فيما يلي نورد نصائح وتوصيات بعض الأطباء المختصين تفيد المرضعة أو الحامل – بإذن الله – في صيام كل منهن.

صيام مفيد للحامل

نشير بداية إلى أنه بإمكان الحامل الصيام بشرطين: أولهما ألا يسبب لها الصيام مشاكل صحية مثل الشعور بالهبوط العام أو الصداع المستمر. والثاني عدم معاناتها من أمراض مثل فقر الدم أو أي أمراض أخرى تحتاج إلى تناول العلاج بشكل منتظم أثناء النهار.

ونوصي أن تعتمد الحامل – في حال صيامها – على غذاء متوازن يزودها بالعناصر الضرورية مثل النشويات والبروتينات والدهنيات، مع الإكثار من الفواكه والخضراوات الطازجة المحتوية على الفيتامينات، وتناول السوائل بكميات كافية.

وفي أشهر الحمل الأولى، على الحامل تناول فيتامينات مقوية مثل فيتامين ب المركب والفوليك أسيد والحديد. والإقلال من تناول المواد الغذائية التي تسبب الغازات (مثل الفول والحمص)، والمقالي والبهارات الحارة.

فإذا التزمت الحامل بالشروط السابقة فلن يكون للصيام أي أثر ضار عليها – بإذن الله – بل على العكس يمكن أن يفيدها ويريح المعدة خاصة في أشهر الحمل الأولى حيث تشكي كثير من الحوامل من أعراض القيء. 

أما الجنين فإنه يتغذى في جميع الأحوال عن طريق الحبل السري، ولا يتأثر في حالة الصيام إلا في حالات نادرة تعاني خلالها الأم من ضعف شديد وفقر دم وتحتاج إلى علاجات يحددها الطبيب.

ونقترح النظام الغذائي للحوامل:

· وجبة الإفطار.. فور سماع أذان المغرب تتناول كوبًا كبيرًا من عصير الفاكهة، لتزويدها بالسعرات الحرارية الضرورية سريعًا بجانب الفيتامينات والأملاح المعدنية المهمة مثل: الحديد والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم.
بعد ذلك تتناول كمية مناسبة من النشويات مثل الخبز والمكرونة والأرز، في حدود رغيف من الخبز أو 6 إلى 8 ملاعق من الأرز أو المكرونة، وهذه المواد تساعد على تزويد الجسم بسعرات حرارية سهلة الهضم.
ومن الضروري أن يشمل إفطارها كمية من البروتين الحيواني قليل الدسم سهل الهضم؛ ويفضل أن يكون الطهي إما سلقًا أو شيًّا دون استخدام دهون أو زيوت.
وبعد الإفطار تحصل الحامل على طبق غني بالخضراوات الطازجة على شكل سلطة من خضراوات الموسم؛ وذلك للمساعدة على الهضم والتزود بالفيتامينات.
وعلى الحامل تجنب المأكولات صعبة الهضم كالأكل المحمر في الزيوت أو الدهون أو الأكل المسبك، وذلك حتى لا تصاب بعسر هضم أو حموضة، وهما عرضان منتشران بين الحوامل.
ولأن الحليب ضروري لكل حامل، فيفضل أن تحتوي مائدة إفطار الحامل على منتج من منتجات الألبان ونقترح سلطة الزبادي والحليب الرايب أو خالي الدسم.

· بين الإفطار والسحور.. تناول وجبة خفيفة من الفاكهة المجففة، مثل الخشاف أو قمر الدين، حيث تزود الجسم بسعرات حرارية جيدة، ولكن يجب مراعاة ألا تزيد السكريات عن المقبول حتى لا تحدث زيادة سريعة في الوزن.

· وجبة السحور.. تأخيرها قدر الإمكان، وأن تحتوي على نشويات وسعرات حرارية وعلى منتجات الألبان والفواكه والخضراوات الطازجة، ولكن بدون دهون أو زيوت حتى لا تصاب بالحموضة أثناء فترة الصيام.

صيام المرضعة

رخص الله سبحانه وتعالى للمرأة الحامل والمرضعة، أن تفطر في رمضان‏.‏ وعلى المرضعة أن تعرف أن لبنها يتكون أساسًا من ماء وكالسيوم وبروتينات ودهون بالإضافة لبعض الأملاح والفيتامينات. وتوافر هذه العناصر أثناء الرضاعة عن طريق الغذاء الصحي المتوازن‏.‏

وتحتاج المرضعة من‏2500‏ إلى‏3000‏ سعر حراري في اليوم من أجل استمرار عملية الرضاعة. كما ننصحها بتناول السوائل بوفرة أثناء الرضاعة لتعويض ما يتم فقده منها أثناء الصيام.‏

وقد يؤثر الصيام على إدرار اللبن خاصة في الثلاثة الشهور الأولى لاحتياج جسم الأم في هذه الفترة إلى التعود على التفاعل ولإدرار اللبن‏.‏ أما بعد هذه الفترة وفي حالة عدم وجود أي مشاكل من ناحية اللبن أو وزن الطفل أو ولادة طفل مبتسر فيمكن للأم أن تصوم مع الاحتياطات الآتية‏:‏

‏- شرب من ‏3‏ إلى ‏3.5‏ لترات من السوائل بين الإفطار والإمساك، وهذه السوائل تشمل الماء والشوربة والعصائر‏.‏

– تناول وجبة ثالثة بين الإفطار والسحور لتزويد الجسم بما يحتاجه من السعرات الحرارية أثناء الصيام‏.‏

‏- التعجيل بالإفطار وتأخير السحور، وتناول كثير من الخضراوات والفواكه الطازجة واللبن أثناء الإفطار والفيتامينات التي وصفها الطبيب المتخصص‏.‏

– الإفطار في حال حدوث أعراض جانبية مثل الصداع المستمر أو الدوخة‏,‏ أو الزغللة أو نقص كمية اللبن أو في حال عدم نمو وزن الطفل بالمعدل الطبيعي‏.‏

– بعد مرور نحو 9 أشهر على رضاعة الطفل ليس هناك ما يمنع من صيام الأم أثناء الرضاعة، حيث يكون الطفل في هذه الفترة قد بدأ في تناول كثير من الأطعمة‏,‏ وأصبحت رضاعته في حدود مرة أو مرتين يوميًا، وغالبًا ما تكون الرضاعة في آخر الليل أي قبل النوم أو في الصباح الباكر عند الاستيقاظ‏.‏

وفي الختام يرخص للمرضعة بالإفطار إن خافت على طفلها، إن كان يعتمد على الرضاعة وكان لبن الأم لا يكفي الطفل.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم