مليون طفل في الدول الغربية لا يتناول السمك أو الدجاج
قرر المدعو (جون ستوفمان John Stofman)، ولأسباب أخلاقية في وجهة نظره، التوقف عن تناول لحوم البقر أو الخراف أو الدجاج..
أطفال نباتيون
يبدو ذلك أمرًا طبيعيًا وشائعًا بين كبار السن في المجتمعات الغربية، لكن غير الطبيعي هو أن «جون» هذا، ليس سوى طفل أمريكي لا يزيد عمره عن 6 سنوات.
والأكثر دهشة، أن حالة هذا الطفل ليست فريدة من نوعها، فمنذ عدة سنوات تنتشر تقليعة (النباتية) بشكل واضح بين صفوف طلاب المدارس في الدول الغربية، حيث تظهر إحصاءات حديثة أن حوالي مليون طفل لا يتناولون السمك أو الدجاج البتة، وأن حوالي ۲٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و17 سنة من النباتيين الذين لا يتناولون اللحم أو الدجاج في مقابل تناول البيض ومشتقات الحليب.
ورغم شعور الآباء والأمهات بالخوف والقلق حيال هذا الأمر، إلا أن بعض خبراء التغذية يتعامل مع الظاهرة بخليط من الرأي والتحليل. وتفسر خبيرة التغذية (جان هانغان JAN HANGEN) هذا الميل النباتي، بأن الأطفال في المرحلة العمرية التي تتراوح بين السادسة والسابعة يكونون أكثر ميلاً لاختيار الحياة النباتية، بغض النظر عن رأي آبائهم في ذلك.
فخلال هذه الفترة من عمر الأطفال، يبدأ في الربط بين الحيوانات الأليفة في الحدائق والغابات وبين ما يأكله من قطع اللحم.
ودائمًا ما يذكر خبراء التغذية بأن الأطفال في مرحلة النمو يحتاجون إلى البروتين، وأن برنامجًا غذائيًا نباتيًا منخفض المحتوى من البروتين يؤدي إلى إعاقة نمو الطفل.. ويضربون مثالاً على ذلك برنامج نباتي يشمل فقط البطاطس المقلية وحبوب الإفطار ومشتقات الحليب، قد يؤدي إلى ضعف نمو جسم الطفل ومخه معًا.
أسرة نباتية
من هذه الحالات، أسرة (رید مانغيلس REED MANGELS) استشارية تغذية في مجموعة الموارد النباتية (WWW.VRG.ORG)، وفي الوقت ذاته فإنها نباتية وتربي طفلين نباتيين خالصين، أي أنهما لا يأكلان حتى الحليب أو البيض. تقول: نحاول أن ننوع من الغذاء النباتي، فنجمع مثلاً بين الحبوب والبقول والفواكه والخضراوات والبيض ومشتقات الصويا.
وليس من الضروري أن يحصل الطفل على كفايته من البروتين في وجبة واحدة، من الأرز أو الفول مثلاً، فهذه يمكن توزعها على وجبات اليوم كلها. وعند إلغاء اللحم من قائمة الطعام يجب استبداله بطعام نباتي مثل التوفو والفول والبيض في الوجبات الرئيسة، مع إضافة وجبات سريعة من الزبادي والبندق، والحلوى التي يتم الحصول عليها من المحلات الصحية كمصدر للطاقة. مع إضافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل مثل الكالسيوم والزنك والحديد، وهي توجد عادة في المنتجات الحيوانية.
من ناحية أخرى، يوصي بعض خبراء التغذية بأن يتناول الطفل الأطعمة النباتية المحصنة بهذه المغذيات، مثل حبوب الإفطار المدعومة بالحديد أو الحليب المدعوم بفيتامين (د)، فهذه إذا تم تناولها بحساب فإنها توفر متطلبات الطفل اليومية من المغذيات، خصوصًا إذا حصل عليها كإضافة إلى منتجات نباتية طبيعية تحتوي على هذه المغذيات بكميات معتدلة، مثل الفاكهة المجففة والبيرغر النباتي اللذين يعتبران من مصادر الحديد الجيدة.
وبالنسبة للأطفال النباتيين الذين لا يتناولون مشتقات الحليب ويأكلون البيض، فلا بد من حصولهم على مصدر خارجي من فيتامين “ب۱۲” الذي يوجد طبيعيًا في المنتجات الحيوانية، وفي حليب الصويا المدعم بهذا الفيتامين.
لأمهات الأطفال النباتيين
هناك نصائح يسديها خبراء التغذية لأمهات الأطفال النباتيين نوجزها في التالي:
تنويع الوجبات وعدم التركيز على نوع واحد من الطعام. ولتحقيق ذلك يمكن مثلاً الخلط بين الحبوب الكاملة والبندق والبقول والخضراوات والبيض ومشتقات الصويا، وهكذا.
تشجيع الطفل على تناول البروتين في مأكولاته.
يمكن أن يحصل الطفل على الكالسيوم والزنك والحديد من حبوب الإفطار المدعومة والبيرغر النباتي والفواكه المجففة، وفيتامين (ب12) النباتي الخالص.
التحاور بين أفراد الأسرة حول الغذاء الصحي بين الحين والآخر، واستشارة خبير غذائي كلما سنحت الفرصة.
تشجيع الطفل على تجنب الأغذية المدرسية غير الصحية، وتوفير أغذية صحية له يأخذها معه إلى المدرسة.
في حالة الخوف من تدهور صحة الطفل، يفضل تزويده بجرعة يومية من الفيتامينات الخارجية.
ترجمة: د. سعود السيد