يعتبرها البعض من الرائدات العربيات في الغرب، فهي رئيسة لواحد من أهم المراكز الفكرية والسياسية في فرنسا وهو مرصد الدراسات الجيوسياسية.
ضيفتنا لهذا العدد دكتورة زينه الطيبي، الإعلامية والمفكرة الفرنسية ذات الأصول اللبنانية، التقينا بها خلال زيارتها الأخيرة للمملكة، وتحدثنا معها حول قضايا متعددة وكان هذا الجزء عن الغذاء والطعام.
– داخل المنزل، على طاولة الطعام، لمن تكون الغلبة: للمطبخ الفرنسي أم للمطوالبخ اللبناني؟
كوني شديدة التعلق بجذوري العربية، فإن الأفضلية هي للطعام اللبناني الذي يطيب لعائلتي.
فكلما سنحت لي الفرصة، وخاصة عندما يزورني بعض الأصدقاء، أقوم بإعداد أطعمة لبنانية كالكبة بالفرن أو الكفتة، اوالتبولة، أو الكوسى المحشي، وأحيانا الكسكسى.
إنما توخيًا للسرعة والسهولة، فإن الأطباق اليومية هي التي لا تتطلب مني الكثير من الجهد. مبدئيًا، وأرفض تناول الوجبات السريعة (فاست فود) التي اعتبرها غير صحية، وأسعى قدر المستطاع إلى إعداد الطعام من منتجات طازجة ابتاعها في اليوم نفسه من السوق.
– هل هناك فرق بين المطبخ الفرنسي واللبناني وما أهم ما يميز المطبخ الفرنسي؟
يتميّز المطبخ الفرنسي بتنوّع أطباقه، ويُعتبر من أكثر طرق الطبخ فخامة وأناقة في العالم، لا سيّما بتوفّر النوع الكلاسيك.
والنوع الأكثر بساطة. ترايوفان، لا فارين، كاريم، إيسكوفيي وبوكوز هم بعض أشهر الطهاة في العالم، والمعروفين.
المطبخ الفرنسي. بالإضافة إلى ذلك، لعبت تقنيات الطهي الفرنسي دورًا أساسيًا وغير مباشر على كافة المطابخ الغربية.
ومعظم مدارس تعليم الطهي تستخدم المطبخ الفرنسي كأساس لأنواع الطهي الغربي الأخرى.
يبدأ اليوم العادي بإفطار خفيف مؤلّف من الخبز مع المربى أو الزبدة، وغالبًا ما يُستبدل اليوم برقائق الحبوب، مشروب ساخن مثل القهوة، الشاي أو الشوكولاته بالحليب، الفاكهة أو عصير الفاكهة.
أما الغداء فيبدأ بين الساعة 12 و2 بعد الظهر، ويُقدّم العشاء حوالي الساعة السابعة مساءً. إلا أن تغيّرات عديدة تحصل وفقًا للحضارات في مختلف المناطق المحلية.
أما الوجبة العادية الكاملة فمؤلفة من مقبلات لا سيما السلطة. الطبق الأساسي يتألف عادة من اللحم أو السمك مع الخضار، المعكرونة، الأرز أو البطاطا المقلية. أما الحلويات بشكل عام فمؤلفة من اللبن، الفواكه أو قطعة كيك. وبشكل عام، يلي وجبة الغذاء خاصة فنجان صغير من القهوة.
– كيف ترين مستقبل المرأة العربية، وما هي أهم التحديات التي تواجهها؟
مستقبل المرأة العربية يبشر بالخير لأنها تحقق اليوم مكانتها في المجتمع الذي تعيش فيه. فالمرأة العربية تكافح كي تحقق ذاتها في مجتمع يحافظ على قيمه ويحتضنها ويشجعها. وأهم ما في الأمر أن هذا المجتمع يحترمها.
والتحدي الذي تواجهه اليوم هو مقدرتها على الاحتفاظ بمكانتها كامرأة محترمة ومدللة، مع بقائها امرأة عاملة، دون الوقوع في الشرك الذي وقعت فيه المرأة الغربية. وأعني بذلك التماسها لحقوقها ومكانتها وتجاهل كونها أنثى.
ومن الأهمية بمكان تحقيق الذات، من الناحية الفكرية، إنما ينبغي ألا يكون ذلك على حساب مشاعرها الأنثوية أو عائلتها.
– ما أهم ملامح التطور الذي لمسته على واقع المرأة السعودية؟
أثناء إقامتي في الرياض تبينت إلى أي حد تتمسك المرأة السعودية بحقها في التعلم، إذ إنها، من خلال هذا الميدان، تستطيع أن تحقق ذاتها على نطاق واسع.
لقد التقيت طبيبات ورئيسات مشاريع ومثقفات مسؤولات وعميدات جامعات. فلابد من تقييم تطور المرأة السعودية والتعريف بها في الغرب. إن المرأة السعودية نشيطة وواعية لقيمتها ولا تعلق أهمية على الأمور التافهة. وما يميزها عن المرأة الغربية هو أنها أكثر احتشامًا ورزانة. إنها تتقدم بخطى متسارعة، وهي شجاعة ومندفعة، إنما ضمن حدود الاحترام والحكمة. المرأة السعودية في حركة دؤوب، لكنها تتطور وفق منظومتها وترفض الخضوع لأية التزامات لا تتوافق مع عادات وتقاليد بلدها. إنها تتمسك بقيم الإسلام، وتتطور في نطاق احترامها لسنته وتقاليده. تبعًا لذلك، سوف تتوصل إلى فرض وجودها في مجتمع يتقدم دون التخلي عن قيمه الخاصة.
*مقتطفات من لقاء نشرته مجلة عالم الغذاء الورقية عام 2008م