معروف أن للمرأة تكوينًا هرمونيًا خاصًا يختلف عن ذلك الموجود في الرجل، ولكل منها وظائف مختلفة، فكل ميسر لما خلق له. وقد يؤدي أي خلل هرموني في أحد الجنسين أو تباين في الأيض الكيميائي الحيوي إلى مرض أو مشكلة صحية.
وبناء على ما سبق، فإن لكل جنس ما يناسبه من أنواع الرياضة ومدة ممارستها وجرعات التدريب حسب تركيب جسمه ومنتجاته سواء الهرمونية أو الأيضية.
فالرجل يحتاج إلى أنشطة رياضية عنيفة نوعًا ما لبناء العضلات وتقوية الأنسجة والحفاظ على بعض الصفات اللازمة لجنسه مثل الخشونة والقسوة في التعامل مع الأشياء.
أما المرأة فتحتاج لتمارين رياضية خفيفة مثل المشي والأعمال الحرفية الخفيفة (والجري الخفيف…إلخ) التي تناسب طبيعتها وتساعدها على عدم المساس بتكوينها الجسدي والهرموني القائم على الأنوثة والنعومة.
امرأة مسترجلة
ولكن حينما تمارس المرأة أنشطة جسمية عنيفة فإنها تفقد بعض صفاتها الأنثوية وعاطفتها وهرموناتها ونعومتها وأنوثتها التي تميزها عن الرجل، فتكون امرأة «مسترجلة» أي تشابه الرجال في القسوة وشدة العضلات والخشونة التي تتنافى مع مهامها ووظيفتها التي أرادها لها الله وتناسب معيشتها وتركيبها الجسماني.
فقد أثبتت دراسة علمية حديثة أن المرأة التي تمارس بعض الرياضات العنيفة كالمصارعة وكرة القدم والسلة والجري السريع…إلخ، تفقد بعض صفاتها الأنثوية وتصاب بشدة في الانقباض العضلي الذي قد تحتاجه أثناء الحمل والولادة؛ لأن انبساط العضلات واشتدادها يخالف وظيفتها الفطرية.
كما قد تصاب بعض مفاصل المرأة، وأهمها مفاصل الحوض، ببعض التلف نتيجة الرياضات العنيفة؛ لأن تكوينها الذي خلقت عليه لا يهيئها لأن تقوم بهذا النوع من العنف والخشونة.
وهنا تبرز قضية العقم وإنتاج البويضات وهو أمر يعتمد على العديد من الحركات الكيموحيوية اللازمة لإنتاج البويضة ثم لسيرها إلى موقع التخصيب وإمكانية التخصيب وثبات اللقيحة بعد التخصيب فيحصل الإجهاض أو لا يحصل تلقيح أو يحدث خلل هرموني يمنع ثبات اللقيحة بعد التخصيب.
وهناك سوائل وإفرازات كيميائية أخرى تتأثر بممارسة المرأة لرياضات عنيفة حيث تتوقف بعض تلك المواد الهامة أو يزيد إفراز بعضها؛ ونتيجة لذلك تتأثر حياتها وعاطفتها وأنوثتها وسوائل جسمها.
وقد أثبت بعض الدراسات أن النساء اللاتي يمارسن رياضة العدو أو إحدى الرياضات العنيفة تتوقف لديهن الدورة الشهرية حتى ولو كانت في سن العشرين ويبدأ بعض الأعضاء وعظام الجسم بالتعامل مع هذا الوضع على أنه سن اليأس.
وينتج عن انقطاع الدورة الشهرية بعض التغيرات الفسيولوجية الأخرى تكون نتيجتها الإصابة بحالات مرضية تتزامن مع سن اليأس لدى المرأة، كما تتأثر نفسية المرأة سلبيًا وتتغير طريقة تعاملها مع المحيطين بها.
وعندها تفقد طبيعتها الفطرية وفرصتها للتكامل مع الرجل والتوافق الذي يجعل كل منهما يكمل الآخر بحيث يعطي كل منهما الآخر نصف المنهج المعيشي ويأخذ منه النصف الآخر وهو ما أراده الله لكل البشر وسارت عليه الخليقة منذ آدم عليه السلام وحتى يومنا هذا، ومن ثم العمل لاستكمال الهدف الأسمى للحياة وهو إرضاء الله سبحانه وتعالى ودخول جنته.
وهناك طرفة تداولتها وسائل الإعلام الغربية لبعض الوقت وهي أن رياضيًا تزوج إحدى زميلاته الرياضيات وهي عداءة في المسافات الطويلة وبعد أسابيع تم الطلاق؛ حيث كشف الزوج أن سبب الطلاق أنه وجدها أقرب ما تكون للرجل ولا تكاد تحمل شيئًا من صفات الأنوثة والعاطفة والدلال والأمومة والعطف والحنان.
في مقابل ذلك نجد أن المرأة لو تزوجت برجل يحمل صفات الأنثى من دلال وأنوثة وميوعة وغيره ذلك لرفضته المرأة ولبحثت عن رجل بمعنى الكلمة له مواصفات الرجل وليس رجل بمواصفات الأنثى، وهذه هي طبيعة البشر كل جنس يكمل الآخر!
د.فهد بن محمد الخضيري