وجد باحثون من كلية الهندسة الطبية الحيوية والعلوم والأنظمة الصحية بجامعة دريكسيل في فيلاديفيا، أنه يمكن إعادة تجهيز روبوتات المحادثة الذكية مثل ChatGPT طبيًا وقد تكون حاسمة في الكشف المبكر عن مرض الزهايمر.
يقول البروفيسور هوالو ليانغ أحد مؤلفي الدراسة بجامعة دريكسيل: “قد يكون هذا مفيدًا جدًا للفحص المبكر وتقييم المخاطر قبل التشخيص السريري”.
وذكرت صحيفة “ساينس ديلي” أن الروبوت الذي يبلغ من العمر أسابيع كان قادرًا على اكتشاف الإشارات من الكلام العفوي للشخص والتي كانت دقيقة بنسبة 80% في التنبؤ بمراحل الخرف المبكرة.
ويعد ضعف اللغة – ومن ضمنها التردد في الكلام والأخطاء النحوية والنطق إلى جانب نسيان معنى الكلمات – علامة حمراء مبكرة لمرض التنكس العصبي فيما يصل إلى 80% من الحالات.
وأضاف ليانغ: “نعلم من الأبحاث الجارية أن التأثيرات المعرفية لمرض الزهايمر يمكن أن تظهر في إنتاج اللغة، وأن الاختبارات الأكثر شيوعًا للكشف المبكر عن مرض الزهايمر تبدو في السمات الصوتية، مثل التوقف المؤقت والتعبير وجودة الصوت، بالإضافة إلى اختبارات الإدراك. لكننا نعتقد أن تحسين برامج معالجة اللغة الطبيعية يوفر مسارًا آخر لدعم التعرف المبكر على مرض الزهايمر”.
ويمكن لطبيعة ChatGPT المتطورة والمتكيّفة، والمعروفة أيضًا باسم GPT3، أن تجعل البرنامج أداة مفيدة في اكتشاف علامات التحذير للمضي قدمًا، وفقًا لمؤلف الدراسة الرئيسي فيليكس أغبافور.
ويقول أغبافور: “إن نهج GPT-3 النظامي لتحليل اللغة والإنتاج يجعله مرشحًا واعدًا لتحديد خصائص الكلام الدقيقة التي قد تتنبأ بظهور الخرف، وتدريب GPT-3 مع مجموعة بيانات ضخمة من المقابلات – بعضها مع مرضى الزهايمر – من شأنه أن يزوده بالمعلومات التي تحتاجها لاستخراج أنماط الكلام التي يمكن تطبيقها بعد ذلك لتحديد العلامات في المرضى في المستقبل”.
من خلال العمل جنبًا إلى جنب مع المعاهد الوطنية للصحة، قام الباحثون بتدريب الذكاء الاصطناعي بنصوص من مجموعة بيانات، بالإضافة إلى تسجيلات الكلام لاختبار قدرتها على اكتشاف التحذيرات من الخرف؛ ثم أعيد تدريب GPT ليصبح جهاز كشف لمرض الزهايمر، فأثبت أنه أكثر فاعلية من اثنين من أفضل برامج معالجة اللغة.
ووفقًا لمؤلفي الدراسة “تُظهر النتائج أن تضمين النص الذي تم إنشاؤه بواسطة GPT-3، يمكن استخدامه بشكل موثوق ليس فقط لاكتشاف الأفراد المصابين بمرض الزهايمر من الضوابط الصحية، ولكن أيضًا لاستنتاج درجة الاختبار المعرفي للموضوع، وكلاهما يعتمد فقط على بيانات الكلام.
وكذلك أظهرت النتائج أن تضمين النص يتفوق في الأداء على النهج القائم على الميزات الصوتية التقليدية، بل إنه يؤدي بشكل تنافسي مع النماذج المضبوطة بدقة. تشير هذه النتائج مجتمعة إلى أن تضمين النص المستند إلى GPT-3 هو نهج واعد لتقييم مرض الزهايمر، ولديه القدرة على تحسين التشخيص المبكر للخرف.
المصدر: هنا