هناك سبب آخر لضرورة تخلص جسم البدين من كيلوجرامات زائدة من الدهون المخزنة فيه.. وماذا عن فائدة ذلك في تقليل خطر إصابته بالسرطان؟
ذكرت دراسة علمية قام بها المعهد الأمريكي لبحوث السرطان، أن البدانة والسرطان هما موضوعان رئيسان يشغلان اهتمام الكثير من الناس، ويغيب عن أذهان الكثيرين منهم دور زيادة وزن الجسم في ارتفاع خطر إصابته بالسرطان. وأظهر استفتاء أجري على 1200 شخص، إدراك 25% منهم فقط وجود علاقة بين البدانة والسرطان.
وأظهرت الدراسات العلمية أن الدهون المخزنة في الجسم تغير حالات الاتزان الكيماوي والهرموني الطبيعية في جسم الإنسان تؤدي إلى إرسال إشارات بأن هناك حالة غير طبيعية قد تسبب حدوث السرطان، وكلما يزداد فهمنا البدانة ندرك بشكل أكبر أضرار زيادة وزن الجسم وعدم ممارستنا نشاطًا بدنيًا كافيًا في حياتنا اليومية في حدوث تغيرات كيماوية وهرمونية في الخلايا تزيد فرص حدوث السرطان. ولسوء الحظ يغيب عن أذهان الكثير من عامة الناس الأخطار الصحية لتجمع كميات كبيرة من الدهون حول أحشاء في البطن واليدين والوركين، وتقوم دهون الجسم بتشجيع إنتاج أحجام كبيرة من مركبات مثل الهرمونات الجنسية وهرمون الأنسولين، وفي الظروف العادية تتكون مركبات طبيعية تساهم في الوظائف الكيماوية الطبيعية في الجسم. لكن في الشخص البدين يشجع ارتفاع تركيز هذه المركبات نمو الخلايا وانقسامها بمعدل متسارع.
ويتنبأ بعض العلماء بأن فرط تجمع الدهون داخل جسم الإنسان يساعد في تكوين ما يسمى أورام خبيثة نتيجة الهرمونات كما في الثدي والبروستات والمبايض والرحم والخصيتين، ولا تؤثر البدانة فقط على معدل حدوث هذه الأنواع من السرطان وإنما على حدوث أمراض خبيثة أخرى، فقد أظهرت دراسة علمية أجريت على أكثر 90 ألف امرأة تراوحت أعمارهن بين 40و59 سنة تضاعف خطر حدوث سرطان القولون والمستقيم في زائدات الوزن منهن، وسكون النسيج الدهني قبل توقف طمث المرأة يكون سببًا بسيطًا فقط لإفراز هرمون الأستروجين في الجسم. لذا، يؤدي حدوث البدانة في النساء خلال مرحلتي الشباب والكهولة إلى زيادة خطر إصابتهن بسرطان الأمعاء، وبعد توقف الحيض لدى المرأة يكون النسيج الدهني في جسمها مصدرًا هامًا لهرمون الأستروجين الذي له دور وقائي ويضاد تأثيرات هرمون الأنسولين في الدم.
وخلاصة القول: إن تجنب حدوث زيادة كبيرة في وزن جسم الإنسان من أكثر الأشياء أهمية في وقايته من الإصابة بالسرطان.