اجتمع زملاء دراسة في منزل أستاذهم بعد مرور عدة سنوات من تخرجهم في الجامعة وقد حقق كل منهم نجاحات كبيرة في حياته العملية والوظيفية.
وبعد عبارات التحية والسلام، أخذ كل واحد من الحضور يشكو من ضغوط العمل ومصاعب الحياة وغلاء المعيشة التي أضاف لكل منهم أعباء جديدة.
مرت فترة، ثم طلب الأستاذ إبريقًا كبيرًا من القهوة ومعه أنواع مختلفة من الأكواب: فاخرة، وميلامين، وزجاج عادي، وبلاستيك، وكريستال. ثم طلب من كل منهم أن يصب لنفسه القهوة.
عندما أمسك كل واحد منهم بكوب قال لهم: هل لاحظتم أنكم اخترتم الأكواب الفاخرة فقط وتجنبتم الأكواب العادية؟
أضاف: كل إنسان عادة ما يهتم بالشكل وينسى المضمون، وهذا ما يسبب له دوام القلق والتوتر وعدم الرضا، ومع أنكم بحاجة إلى شرب القهوة وليس الكوب في حد ذاته لكنكم اخترتم الأكواب جميلة الشكل، ثم بدأ كل واحد يراقب الأكواب التي في أيدي الآخرين.
فلو شبهنا الحياة بالقهوة، فإن المنصب والمال والجاه هي الأكواب، وهي مجرد أدوات تحوي الحياة… وعندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة. ولذلك أنصحكم ألا تهتموا بالأكواب وبدل ذلك استمتعوا بالقهوة!
أسامة إبراهيم