مع تفشي جائحة COVID-19 عالميًا، أبدى الآباء قلقهم حول التأثيرات طويلة الأمد التي قد يتركها الفيروس على صحة أطفالهم. كانت هناك مخاوف خاصة حول ما إذا كانت الإصابة بكوفيد-19 قد تزيد من خطر إصابة الأطفال بالربو، وهو مرض رئوي مزمن يتسبب في الصفير وضيق الصدر وصعوبة التنفس والسعال. لكن الدراسات الحديثة لم تجد صلة بين الإصابة بكوفيد-19 وزيادة خطر الإصابة بالربو.
الربو يؤثر على ملايين الأطفال حول العالم، وقد أظهرت الدراسات السابقة أن بعض العدوى الفيروسية التنفسية مثل نزلات البرد والفيروس المخلوي التنفسي (RSV) قد تؤدي إلى تطور الربو. هذا يثير السؤال حول ما إذا كان فيروس SARS-CoV-2، الذي يسبب كوفيد-19، يمكن أن يكون له تأثير مماثل.
الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة طب الأطفال والتي أجريت في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، وجدت أن الأطفال الذين أصيبوا بكوفيد-19 لم يكونوا أكثر عرضة لتشخيص الربو خلال الـ18 شهرًا التالية مقارنة بالأطفال الذين جاءت نتائج اختباراتهم سلبية.
وللوصول إلى هذه النتائج، قام الباحثون بتحليل السجلات الصحية الإلكترونية لأكثر من 27,000 طفل تتراوح أعمارهم بين 1 و16 عامًا والذين خضعوا لاختبار PCR لكوفيد-19 بين مارس 2020 وفبراير 2021. قام الباحثون بتقسيم الأطفال إلى مجموعتين وتتبعوا الحالات الجديدة للربو.
وجد الباحثون أن نسبة الأطفال الذين أصيبوا بكوفيد-19 وتم تشخيصهم بالربو لاحقًا كانت 1.81% مقارنة بـ 2.13% للأطفال الذين لم يصابوا بكوفيد-19، وهو فرق لا يمثل دلالة إحصائية. بعد مراعاة عوامل مختلفة، لم يجد الباحثون أي رابط بين الإصابة بكوفيد-19 وتطور الربو.
ويقترح الباحثون أن الاختلافات في استجابة الجهاز المناعي لـ SARS-CoV-2 مقارنة بالفيروسات الأخرى قد تفسر لماذا لا يؤدي كوفيد-19 إلى الربو. يبدو أن كوفيد-19 يثير استجابة مناعية مضادة للفيروسات بدلاً من استجابات تحسسية قد تعزز الربو.
توفر هذه النتائج راحة للآباء، مشيرة إلى أن الإصابة بكوفيد-19 لا تزيد من خطر إصابة الأطفال بالربو. ومع ذلك، يستمر التوصية بالتطعيم كأفضل وسيلة لحماية الأطفال.
وتذكر الدراسة أن هناك عوامل أخرى غير الالتهابات الفيروسية التي تؤثر على خطر إصابة الطفل بالربو، مثل العرق والظروف الاجتماعية والاقتصادية والحالات الصحية الأخرى.
