الصحة والغذاء

دراسة: فيتامين يقلل خطر الخرف بنسبة 40%

يؤثر الخرف على ملايين من كبار السن، إلا أن الباحثين ما زالوا يبحثون عن سبل لمنع هذا المرض المدمر بشكل نهائي. وتشير دراسات حديثة إلى أن زيادة استهلاك نوع معين من الفيتامينات قد يساهم في الوقاية منه.

من المعروف أن الخرف حالة معقدة تتأثر بعوامل متعددة، لذا فإن تغيير واحد في النظام الغذائي قد لا يكون كافياً لمنع الإصابة به تمامًا. ومع ذلك، يرى العلماء أن هذه النتائج واعدة وتستحق المزيد من الدراسة.

ماذا وجدت الدراسة؟

حللت الدراسة المنشورة في مجلة  Alzheimer’s & Dementia Diagnosis, Assessment, & Disease Monitoring عام 2023 تأثير فيتامين د على تطور الخرف لدى نحو 12500 من كبار السن، حيث لم يكن أي من المشاركين يعاني من الخرف عند بدء الدراسة. أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا مكملات فيتامين د كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 40% مقارنة بأقرانهم الذين لم يتناولوا المكملات، كما كانت لديهم فترة بقاء أطول بنسبة 15% خلال فترة الدراسة التي استمرت خمس سنوات. أظهرت الدراسة أيضًا أن النساء المشاركات كن أكثر عرضة للإصابة بالخرف مقارنة بالرجال، ولكن كان لديهن استجابة أفضل لتدخل فيتامين د – النساء اللاتي تناولنه كان لديهن خطر أقل بنسبة 49 في المئة للإصابة بالخرف من أولئك الذين لم يتناولنه. ومن الجدير بالذكر أن 75% من المشاركين الذين أصيبوا بالخرف لم يكونوا يتناولون مكملات فيتامين د. واستنتج الباحثون أن التعرض لفيتامين د في جميع التركيبات كان مرتبطًا ببقاء أطول خاليًا من الخرف ومعدل أقل للإصابة بالخرف مقارنة بعدم التعرض.

لماذا يمكن لفيتامين د أن يساعد في الوقاية من الخرف؟

ولم تشرح الدراسة سبب هذه العلاقة بين تناول فيتامين د وانخفاض خطر الإصابة بالخرف. ومع ذلك، هناك بعض النظريات. يؤثر نقص فيتامين د على العديد من الوظائف الخلوية، بما في ذلك تلك المرتبطة بالدماغ، مما قد يساهم في تطور التغيرات الدماغية المرتبطة بالشيخوخة. ويشير الدكتور ديفيد ميريل، وهو طبيب نفسي متخصص في أمراض الشيخوخة يعمل في مركز بروفيدنس سانت جونز الصحي في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، وهو أيضاً رئيس مركز سينجلتون للصحة الدماغية المتكاملة، إلى أن لفيتامين د دورًا في تقليل مستويات بروتين بيتا أميلويد، وهو بروتين يلعب دورًا هامًا في مرض الزهايمر. وهذا يتوافق مع آلية عمل الأدوية الجديدة المصممة لعلاج مرض الزهايمر. كما يعتقد ميريل أن فيتامين (د) قد يبطئ أيضًا تراكم تشابكات تاو، والتي تعد من السمات المميزة لمرض الزهايمر.

ما هي كمية فيتامين د التي يجب أن أحصل عليها يوميًا؟

وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، تختلف الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين د من شخص لآخر. ومع ذلك، يجب على معظم البالغين الحصول على 600 وحدة دولية (IU) يوميًا، بينما يجب على البالغين الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا أو أكثر الحصول على 800 وحدة دولية (IU).

كيف يمكنني الحصول على المزيد من فيتامين د؟

ينتج الجسم فيتامين د بشكل طبيعي عندما التعرض لأشعة الشمس، وهو ما يجعله المصدر الرئيسي لهذا الفيتامين. ومع ذلك، هناك مكملات غذائية متوفرة في حال عدم كفاية التعرض لأشعة الشمس. (ننصح باستشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات غذائية).

يؤكد الدكتور ميريل أن تناول فيتامين د وحده لن يمنعك من الإصابة بالخرف. ويضيف: “لا يوجد عامل واحد يمكنه ضمان الحفاظ على صحة الدماغ بشكل كامل مع التقدم في السن”. بدلاً من ذلك، ينصح باتباع نمط حياة صحي بشكل عام لدعم صحة الدماغ على المدى الطويل.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم