افترض الباحثون في دراسة حديثة أن فيتامين “د” قد يساعد في إنقاذ حياة المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد. غير أنه جرى التحذير من أن الدراسة لم تتم مراجعتها من قبل باحثين آخرين، ولم تقترح استنتاجات من تجربة سريرية فعلية بحيث يمكن مقارنة فيتامين “د” مع الدواء الوهمي. ولم يقم الباحثون بقياس مستويات فيتامين “د” في مرضى “كوفيد – 19” أيضًا، وبدلاً من ذلك بحثوا عن بيانات المرضى الأخرى واستخدام المعلومات الصحية الأخرى لتحديد المستويات المتوقعة من فيتامين “د”.
وأشار الخبراء أيضًا إلى أنه لا يجب محاولة منع أو علاج “كوفيد – 19” في المنزل بالفيتامينات أو المكملات الصحية الأخرى التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي واتباع إرشادات الطبية. إذ بعد مرور بضعة أسابيع، حذرت دراسة جديدة من أن الجرعات العالية من فيتامين “د” لا يمكن أن تمنع أو تعالج “كوفيد – 19”.
وأوضحت ورقة نشرت في BMJ Nutrition ,Prevention and Health لعلماء من العديد من الجامعات والمؤسسات الطبية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، عدم وجود أدلة علمية كافية لإثبات الآثار المفيدة لفيتامين” د” في علاج “كوفيد – 19”.
وكتب الباحثون: “أدى الانتشار المستمر لفيروس سارس- CoV-2 الجديد ومرض “كوفيد – 19″ الناجم عنه إلى نداءات بتوسيع نطاق مكملات فيتامين (د) على نطاق واسع. وهذه الدعوات لا تستند إلى الدراسات ذات الصلة بالبشر في هذا الوقت، ولكنها تستند إلى تكهنات حول آليات مفترضة”.
وأضاف الباحثون أن المزيد من الدراسات جارية ويمكن أن تقدم إجابات حول تأثير فيتامين “د” على “كوفيد – 19″، وإلى أن ذلك الوقت لا ينصح بمكملات فيتامين “د.” بيد أننا” نوصي باستخدام الجرعات المضبوطة بفيتامين “د” لتقييم آثاره على عدوى “كوفيد – 19” إلى أن يتم الحصول على أدلة علمية أكثر قوة لفيتامين “د”. ونحذر بشدة من استخدام مكملات فيتامين د العالية (أكبر من الحد الأعلى البالغ 4000 وحدة دولية / يوم (100 ميكروغرام / يوم).
ولكن، هذا لا يعني إهمال معالجة نقص فيتامين “د”. ولا يعني كذلك أن معالجة نقص فيتامين “د” أو زيادة تناوله يمكن أن يمون له تأثير على فيروس التاجي الجديد.
وقالت “كارولين غريغ” من جامعة برمنغهام، في تصريح لصحيفة “تايمز أوف إنديا”: “معظم فيتامين (د) يأتي من التعرض لأشعة الشمس، ولكن بالنسبة لكثير من الناس، وخاصة أولئك الذين يعزلون أنفسهم ولا يحصلون إلا على قدر محدود من ضوء الشمس خلال الوباء الحالي، قد يكون الحصول على ما يكفي من فيتامين (د) تحديًا حقيقيًا”.
وعلى الرغم من وجود بعض الأدلة على أن انخفاض فيتامين “د” مرتبط بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، فإنه لا توجد حاليًا أدلة كافية على أن فيتامين “د” علاج لـ”كوفيد – 19″، ويجب تجنب المكملات الزائدة لأنه قد يكون ضارًا.”
وأشار الباحثون إلى أن النظام الغذائي المتوازن يوفر الكثير من فيتامين “د”، بتناول “الأسماك الزيتية واللحوم الحمراء وصفار البيض والأطعمة المدعمة، مثل حبوب الإفطار والحليب. ويُنصح أيضًا بالتعرض الآمن لأشعة الشمس لتعزيز مستويات فيتامين “د . ويجب على المرضى طلب المساعدة الطبية إذا كانوا بحاجة إلى معالجة أي نقص محتمل في فيتامين “د”.
المصدر: New York Post
