الصحة والغذاء

دراسات: 99% معدل الشفاء من التهابات الكبد الوبائي

أكد أخصّائي وخبير طبي في أمراض الكبد من مستشفى «كليفلاند كلينك»، أن جميع حالات الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد (C)، قابلة للشفاء تقريباً، مع ضرورة الالتزام بالتشخيص المبكّر للمرض ومعالجة الأضرار التي يمكن أن تصيب الكبد، بعد علاج الالتهاب الفيروسي، نظراً للتأثير السلبي الذي يمكن أن يخلقه الفيروس بصحة الكبد، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية.

ويشير مرض التهاب الكبد إلى إصابة الكبد بعدوى التهاب الكبد الفيروسي، الذي ينتج عن إحدى السلالات الخمس لفيروسات التهاب الكبد المسمّاة من A إلى E.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعيش نحو 354 مليوناً في جميع أنحاء العالم، مع التهاب الكبد B أو C اللذين ينتقلان عن طريق الدم، ويُعدّان السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بتليّف الكبد، وسرطان الكبد، والوفيات المرتبطة بالتهاب الكبد الفيروسي وفي الوقت الذي يوجد فيه لقاح للوقاية من التهاب الكبد (B) لا يوجد حتى الآن لقاح لالتهاب الكبد (C).

وقال الدكتور عمر مسعود، رئيس قسم أمراض الكبد في المستشفى، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الذي يصادف 28 يوليو، إن علاجات التهاب الكبد الفيروسي (C) شهدت تحسناً ملحوظاً خلال العقد الماضي، حيث إن الأدوية المضادة للفيروسات، وذات المفعول المباشر، أثبتت فعاليتها في القضاء على فيروس التهاب الكبد (C) في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر فقط.

وأظهرت الدراسات، أن معدّل الشفاء الذي تحققه هذه الأدوية يصل إلى 98% – 99% كما أنه يمكن بشكل عام للذين يتناولونها تحمل تأثيراتها جيداً.

ولفت إلى أن التحدي يكمن في أن مرضى التهاب الكبد الوبائي (C) لا تظهر عليهم أعراض في كثير من الأحيان، ومن ثم لا يزورون الطبيب لإجراء الاختبارات التشخيصية اللازمة، أو العلاج، ولهذا السبب من المهم للغاية أن يخضع كل شخص فوق 18 عاماً لفحص التهاب الكبد (C)، ولو لمرة واحدة على الأقل، وإلا قد يؤدي التأخر في الكشف المبكر عن المرض إلى فوات الأوان ولا سيّما بعد أن تبدأ الأعراض بالظهور وتتطور الحالة إلى الإصابة بتليّف الكبد، ويحتاج الأفراد المعرضون للخطر بشكل أكبر، مثل العاملين في الرعاية الصحية، إلى الخضوع للاختبارات بشكل متكرر.

وشدّد على أهمية أن يدرك المرضى أن رحلة العلاج لا تنتهي بالأدوية المضادة للفيروسات، بل يتعين عليهم إجراء المزيد من اختبارات الدم، بعد ثلاثة أشهر، للتأكد من القضاء على الفيروس تماماً، وأهم من ذلك يجب أن نتذكر دائماً أن هذه الأدوية في حين يمكنها القضاء على فيروس التهاب الكبد (C)، إلا أنها لا تستطيع علاج الضرر الذي يحدث بالفعل في الكبد.

وأضاف الدكتور مسعود «كلما كانت المدة التي لا يكتشف فيها المرض أطول، زادت احتمالية أن يتعرض الكبد للضرر، لذا بينما قد لا يعاني الشاب الذي أصيب بالتهاب الكبد لمدة عام، من أي أضرار في الكبد، فإن الذي يعيش مع الالتهاب لعقود، قد يُصاب بمرض كبدي خطر. وفيما يتعلق بتقييم شدة الضرر الذي يلحق بالكبد، يمكن تصنيف تندب أو تليّف الكبد، ابتداءً من المرحلة الأولى الأقل خطورة، إلى المرحلة الرابعة الأشد خطورة وهي تليّف الكبد».

وتابع: تتطلب المرحلتان، أقصر أوقات المتابعة، ويمكن خلالهما علاج الأضرار التي تلحق بالكبد، وعادةً ما يُنصح المرضى المصابون بتندّب أو تليّف الكبد في المرحلتين الأولى والثانية، بتعديل أنماط حياتهم، بتجنّب المشروبات الكحولية، وتناول الطعام الصحّي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحّي. أما في المرحلتين الثالثة والرابعة، فقد لا يكون الضرر الذي يصيب الكبد قابلاً للعلاج، وقد يحتاج المريض إلى مراقبة مستمرة مدى الحياة، للتحقق من مضاعفات أمراض الكبد، وسيحتاج كذلك، إلى تبنّي خيارات نمط حياة صحية على الدوام.

ولفت إلى أن «المرضى الذين تشخّص إصابتهم بتليّف الكبد من المرحلة الرابعة، يجب أن يعرفوا أن هذا التشخيص لا يعني نهاية العالم، حيث يعتقد الكثير من الناس، خطأً أنه إذا شخّصت إصابتهم بتشمع الكبد، فهذا يعني أنهم سيحتاجون تلقائياً إلى عملية زرع كبد، وهذا ليس صحيحاً، لأنه حتى مع الإصابة بتليّف الكبد من المرحلة الرابعة، لا يزال بإمكان المريض أن يعيش حياة طبيعية لمدة من الزمن».

وبيّن الدكتور مسعود، أن هناك مجموعة قليلة من مرضى التهاب الكبد الفيروسي (C) الذين تشخّص إصابتهم بتليّف الكبد المتقدم أو المعقّد، المعروف باسم مرض الكبد في المرحلة النهائية أيضاً، وسيحتاجون إلى زراعة كبد، إلى علاج التهاب الكبد (C).

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم