تعدُّ الخطوات الأولى للطفل من أهم الأحداث التي يترقبها الأهل بفارغ الصبر، ويختلف وقت المشي لدى الأطفال، حيث من الطبيعي أن يبدأ من عمر تسعة أشهر حتى السنة والنصف، ولا يعتبر الطفل متأخرًا إلا بعد هذا العمر، كما أنه لا يصح مقارنته بأقرانه لأنه من المهارات التي تختلف من طفل إلى آخر.
يتعلم الطفل المشي خلال نموه ويطور هذه المهارة حتى يتقنها بشكل كامل بعمر خمس أو ست سنوات، فيبدأ بالجلوس ثم الزحف لتقوية العضلات المساعدة على المشي، ثم يبدأ بالوقوف، وبعدها المشي متمسكًا بشيء للمساعدة، ثم المشي وحدَه عندما يكون جاهزًا له. ويعتقد الكثيرون أن “المشاية” تساعد الطفل على المشي مبكرًا، وهذا الاعتقاد غير صحيح، فإنه من الأفضل أن يمشي الطفل حين تكون عضلاته قوية وجاهزة لذلك. كما أننا لا ننصح أبدًا باستخدام “المشاية” لكثرة المخاطر المرتبطة بها، ومن أهمها أنها قد تسبب شدًا في أوتار الكاحل الخلفية، كما أنها أحد العوامل التي قد تؤدي لتقوس الساقين، وقد تؤدي إلى سقوط الطفل فتسبب الكسور أو الوفاة – لا قدَّر الله.
تعتبر مشاكل المشي عند الأطفال من أبرز أسباب مراجعة الأهل لعيادة عظام الأطفال، وتتفاوت بين ألم مصاحب للمشي، وعرج في المشي، وعدم استقامة في الأرجل تؤدي إلى الالتفاف أو التقوس، أو المشي بوضع أحد أجزاء الطرف السفلي بشكل غير طبيعي. ولعلاج هذه المشاكل لا بدَّ أولاً أن نعرف السبب عن طريق تقييم طبيب عظام الأطفال الذي يبدأ بأخذ التاريخ المرضي، ثم الفحص الشامل والدقيق، ويليه تحديد الأشعة والفحوصات المخبرية المطلوبة.
كما تجدر الإشارة إلى أن بعض المشاكل قد تتطلب استشارة وتدخل التخصصات الأخرى بحسب توصية طبيب عظام الأطفال، حيث قد يكون اختلال المشي بسبب أمراض أخرى مرتبطة بالجهاز العصبي أو العضلي، وتختلف طريقة العلاج باختلاف السبب، حيث قد يكتفي بالملاحظة، أو العلاج الطبيعي والجبائر، أو التدخل الجراحي حسب حالة الطفل.
وختامًا، راقب حركة طفلك دائمًا ولا تتردد باستشارة طبيب عظام الأطفال عند الحاجة، فكلما كان التشخيص بعمر أصغر يكون العلاج أسهل وتقل الحاجة للتدخل الجراحي.
د. عمار بن خالد العمران – استشاري جراحة عظام الأطفال – مستشفى جاما بالخبر