قد تكون الأنفلونزا مرضًا يستمر لمدة أسبوع ويسبب إزعاجًا لكثير من الناس، ولكن قد يكون له عواقب وخيمة على كبار السن.
“إنها ليست مجرد زكام أو أعراض تشبه أعراض البرد. بل يمكن أن تتحول إلى التهاب رئوي أو مرض أكثر خطورة بالنسبة لكبار السن والذي يمكن أن يؤدي إلى دخول المستشفى، ولسوء الحظ، في بعض الأحيان إلى الوفاة”، كما قالت الدكتورة ليزلي راميريز، وهي طبيبة في برنامج Senior Advantage التابع لمركز Cedars-Sinai ، والذي يتخصص في رعاية مرضى Medicare Advantage المعقدين طبيًا والذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر.
وقالت راميريز إن الفيروسات مثل الأنفلونزا يمكن أن تسبب أمراضاً أكثر خطورة لدى كبار السن لأن جهاز المناعة في الجسم يضعف مع تقدم العمر. وبمجرد دخولهم المستشفى، يصبحون أكثر عرضة للإصابة بقرح الفراش والتهابات الجلد بسبب قلة الحركة. وعلى عكس الشباب الذين تتحسن حالتهم بسرعة بمجرد اختفاء المرض، قد يستغرق الأمر أسابيع حتى يستعيد كبار السن قوتهم.
“إذا كانوا في المستشفى لفترة من الوقت، فعند عودتهم إلى المنزل، قد يواجهون صعوبة في الدخول والخروج من السرير، أو الوصول إلى الحمام أو الجلوس والوقوف”، كما قالت راميريز. “هذا يعقد رعايتهم ويزيد من العبء على أفراد الأسرة الذين يحاولون مساعدتهم”.
ما الذي قد يسبب حاجة كبار السن المصابين بالأنفلونزا إلى الرعاية في المستشفى؟
يمكن أن تؤدي الأنفلونزا إلى التهابات مزمنة في رئتي كبار السن الذين قد لا يتمكنون من مواصلة التنفس من تلقاء أنفسهم. وقد يحتاجون إلى الأكسجين والسوائل التكميلية لأننا نميل إلى تناول كميات أقل من الطعام والشراب عندما نكون مرضى. ويمكن أن يكون الجفاف ضارًا جدًا للمرضى الأكبر سنًا، مما يتسبب في انخفاض ضغط الدم لديهم، فضلاً عن ضيق التنفس.
كما أن كبار السن أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية مزمنة متعددة – أمراض القلب والرئة والكلى – ويمكن أن تؤدي عدوى الأنفلونزا إلى تفاقم كل هذه المشكلات.
إذا أصيب شخص مسن بالأنفلونزا، فكيف يمكنه تجنب الإصابة بمرض خطير؟
يتعين على المرضى الاتصال بمقدمي الرعاية الصحية بمجرد ظهور أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا – الحمى والقشعريرة وآلام الجسم وربما التهاب الحلق أو الإسهال – أو إجراء اختبار الأنفلونزا في مركز رعاية قريب. مع تأكيد التشخيص، قد يكون المرضى مؤهلين للحصول على علاج مضاد للفيروسات يمكن أن يساعد في تقصير مدة المرض وتقليل شدته. ولكن يجب البدء في تناول الدواء في غضون خمسة أيام من ظهور الأعراض.
من المهم أيضًا الراحة وشرب الكثير من الماء. ويمكن أن يساعد حساء الدجاج أوالمعكرونة أيضًا في ترطيب الجسم. يمكن أن يساعد الأسيتامينوفين او الإيبوبروفين في تقليل الحمى، وتخفيف آلام الجسم، وقد تساعد أدوية السعال التي لا تستلزم وصفة طبية في تخفيف السعال. ولكن استشر مقدم الرعاية الصحية دائمًا قبل تناول دواء جديد للتأكد من أنه لن يتفاعل مع أدويتك الحالية أو الحالات المزمنة.
هل لديك أي نصيحة لمقدمي الرعاية أو أحباء كبار السن؟
من المهم التعرف على أعراض الأنفلونزا مبكرًا مثل : ارتفاع درجة الحرارة ، وقشعريرة، وإرهاق، وآلام في الجسم، وحكة في الحلق. إذا لاحظت أن أحد أفراد أسرتك الأكبر سنًا المصاب بالأنفلونزا بدأ يصبح أكثر خمولًا أو ضعفًا أو ارتباكًا، فهذه علامات كبيرة على أن شدة مرضه تتزايد. اصطحبه إلى قسم الطوارئ أو اتصل بمقدم الرعاية على الفور.
كيف يمكن لكبار السن تجنب الإصابة بالأنفلونزا؟
اغسل يديك، خاصة إذا كنت ستتناول الطعام أو كنت في بيئة قد لا تكون نظيفة. وتجنب الأماكن المزدحمة مثل الأحداث الرياضية الضخمة خلال موسم الإنفلونزا. وفي الأحداث المهمة مثل حفل الزفاف أو التجمع مع العائلة، ينبغي ارتداء الكمامات أو الحفاظ على مسافة. ولا يزال بعض الناس يختارون عدم المصافحة.
وبالطبع، يجب الحصول على لقاح الإنفلونزا. بالنسبة لمن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، هناك لقاح إنفلونزا بجرعات عالية لأن جهاز المناعة لديهم ليس بنفس رد الفعل الذي كان عليه في الماضي، وهم بحاجة إلى جرعة أقوى لتكوين استجابة مناعية ناجحة. يجب على أفراد الأسرة الأصغر سنًا أيضًا التفكير في الحصول على التطعيم لتقليل خطر الإصابة بالإنفلونزا ونقلها إلى أقاربهم الأكبر سنًا. لكن تذكر أن الأمر يستغرق أسبوعين حتى تصبح محميًا بالكامل. ضع ذلك في اعتبارك إذا كنت تريد تحديد موعد لقاح الإنفلونزا قبل العطلات أو السفر .