(البوليميا) هي الشره المرضي، بينما (الأنوريكسيا) تعني فقدان الشهية المرضي..وهما مرضان قد يهددان حياة الإنسان. ونعرف كلاً منهما بتفصيل أكثر كالتالي:
– البوليميا: يلتهم المريض بها الكثير من الطعام دون وعي أو مراقبة، ثم يتقيأ – سريًا – باستخدام الحبوب أو بإدخال الإصبع في الفم، وذلك خوفا من السمنة، وهذه العادة تتكرر مع المريض مرات عديدة في اليوم لتصبح نمط أكل ثابتًا. ولا يكون المريض شخصًا سمينًا، بل إن وزنه – غالبًا – طبيعي، وهو ينكب على الأكل بشراهة فيلتهم الأطعمة لكن دون الإحساس بلذة ما يأكل، ويستمر في الأكل إلى درجة تفوق الشبع، إلى حد شعوره بالتخمة والاشمئزاز من نفسه والندم على ما أكل، فيهرع إلى التقيؤ.
ولهذا المرض أسباب عصبية ونفسية، مثل الانهيار العصبي أو التوتر العاطفي أو الاكتئاب. وقد يصاب شخص بعارض عصبي لأيام فيصبح بوليميا لفترة محددة، وبعد إن يهدأ يعود إلى نظامه الغذائي الطبيعي. وغالبا ما تصاب النساء بهذا المرض بين العشرينات والثلاثينات، نتيجة التغيرات النفسية والجسمية التي تمر بها خلال هذه الفترة.
ويعتمد العلاج على شقين: طبي غذائي ونفسي. ولا بد للمريض من اللجوء إلى اختصاصي تغذية وطبيب نفسي والتنسيق بينهما للحصول على نتيجة، لأن الأهم من معالجة المرض من الناحية الغذائية، معالجتها من الناحية النفسية، لمعرفة أسبابها. أما من الناحية الغذائية، فتوصف للمرضى أدوية لتخفيف الشهية لعدم الأكل دون جوع وفوق الشبع.
هناك أيضا أشخاص بدينون يصابون بهذا المرض، وتتمثل في حالة شره غير طبيعية، ولكن المريض لا يتقيأ، لأن زيادة الوزن ليست هاجسه، فهو يأكل بشره علنًا ويتلذذ بالأكل ولا يشبع، لأنه مهووس بالطعام.
وبشكل عام، يصيب المرض الأشخاص المنفتحين والمنطلقين اجتماعيًا، وأبرز أعراضه لدى المرأة عدم انتظام الحيض بسبب الضغوط والخلل في الوجبات وكثرة التقيؤ، وغالبا ما يسعى المريض للعلاج لما يسبب له هذا المرض من إزعاج، كما يصاب بحالة عارمة من الغضب والاكتئاب لفقدانه السيطرة على نفسه، فيهرب منها بتناول المزيد من المأكولات مما يجعله يدور في حلقة مفرغة.
– الأنوريكسيا: عكس البوليميا تمامًا. وتحدث عندما يمتنع الشخص بإرادته عن الطعام لأيام وأحيانًا أسابيع، فلا يتناول إلا القليل جدًا منها بدافع اضطراب نفسي أو للرغبة في إنقاص وزنه خلال فترة وجيزة، أو الخشية من السمنة.
والعوارض التي تبدو جليًا على المريض وفور الإصابة بها، وتتمثل في نحول مرضي وشخصية هزيلة وتدهور صحي بسبب ما يفقده الجسم من معادن وأغذية وفيتامينات.
وفي هذا المرض أيضا تكون الإناث أكثر عرضة للإصابة خصوصا حيال ما يبدين من قلق تجاه البدانة، في ظل الصورة المثالية التي يروجها الإعلام للمرأة النحيفة جدًا.
وعادة تصاب النساء بهذا المرض ابتداء من عمر السادسة أو السابعة عشرة حتى منتصف العشرينات، والإصابة المبكرة سببها ما تشكله النحافة من هاجس لدى كل مراهقة في مقتبل حياتها.
والعلاج طبي بحت، ويتم عبر إدخال المريض المستشفى لمده بالمصل والمقويات لتعويض النقص الحاصل في الفيتامينات والمعادن والكالسيوم، وغالبًا ما تصيب الأنوريكسيا الفتيات المنطويات على ذاتهن كثيرًا، كما يرفضن ـ إجمالاً ـ فكرة أنهن يعانين من مشكلة أو خلل ما، وبالتالي يرفضن العلاج.
د. مارتن فيشر (Martin Fisher) – أستاذ طب المراهقين