يعتقد الصينيون ارتباط حب الشباب بعدم كفاءة الهضم وتمامه مما يؤدي إلى عمليات أيض سمية تظهر على البشرة، ما يعني خطأ النظرية الشائعة التي تعتبر تلك الحبوب مجرد إحدى علامات البلوغ.
يعتبر المقوم الغذائي المشترك الموجود في الأنظمة الغذائية التي تتبعها شعوب إيطاليا وكوريا واليابان والأسكيمو هو الزيوت الخفيفة، مثل: زيوت الزيتون وزيوت السمك وزيوت الفول السوداني والخضراوات.
أما الشعب الأمريكي فيتناول دھونًا أكثر كثافة والموجودة في الحليب والجبن والمثلجات ولحم الخنزير المقدد وفخذ الخنزير ولحمه ودهنه والتي تستخدم في العديد من الأغذية المقلية.
ويوضح د. جستف هويهن مؤلف كتاب “إمكانية علاج حب الشباب” أن جميع الدهون ليست مضرة، إلا أن الدهون التي يأكلها المواطن العادي وخاصة المستخرجة من الحيوانات تجعله أكثر عرضة للإصابة بحب الشباب ومشاكل البشرة مقارنة بمواطني دول أخرى. فيما يتمتع الإيطاليون الموجودون في إيطاليا لا في الولايات المتحدة الأمريكية بمظهر عام (جميل).
ويرجع السبب في هذا بدرجة كبيرة إلى اتباعهم أنظمة غذائية غنية بالزيوت الصحية وبها نسب منخفضة من الدهون غير الصحية. وينطبق هذا على شعوب كوريا واليابان والأسكيمو، إلا أنه عند انتقال أبناء هذه الشعوب إلى العيش في أمريكا يصابون وذريتهم بحب الشباب مثل الأمريكيين.
ويمكن أن يسهم أيضًا شرب كميات زائدة من القهوة والمياه الغازية ولاسيما الكولا في ظهور حب الشباب.
ونظرًا لحقيقة اعتبار المراهقين أكثر مستهلكي المشروبات الغازية شراهة في أمريكا وأنهم يتأثرون فورًا بالهرمونات، تميل هذه الفئة العمرية إلى المعاناة من أكثر مشاكل البشرة انتشارًا.
كما يعتبر حب الشباب مشكلة شائعة بين المراهقين نتيجة لخليط التنشيط الهرموني وإفراز بكتيريا معينة لأحماض دهنية مهيجة والضغط النفسي واتباع نظام غذائي غير جيد.
ووفقًا لما يذكره البعض يرجع انتشار حب الشباب في الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتباع النظام الغذائي الأمريكي المعتاد، حيث يميل الأمريكيون إلى تناول كميات كبيرة من الأغذية المقلية التي غالبًا ما تكون مطبوخة باستخدام أكثر الدهون والزيوت ضررًا.
كما يعتقد الخبراء وفقًا لما ورد في “موسوعة هینزمان للاستشفاء” أن الطفح الجلدي على سطح البشرة غالبًا ما يشير إلى حالة حمضية في الدم.
وينتج هذا عن تناول كميات كبيرة من اللحوم والأغذية المقلية والحلويات ومنتجات الدقيق الأبيض وشرب كميات كبيرة من القهوة والكولا والمشروبات غير المسكرة. ويساعد عصير البطيخ على طرد مقدار كبير من هذا الحمض وتجديد الدم.
وعندما يحدث هذا فإن البشرة تبدأ في التحسن.
العلاج بالغذاء لا بالصابون
يحاول أغلب من يعاني من حب الشباب علاج بشرته المتهيجة باستخدام أنواع غسول الوجه والصابون والغسول المطهر وغيرها من العلاجات.
إلا أنه وفقًا لما ذكره العديدون من الكتاب المتخصصين في الصحة الطبيعية، يتمثل العلاج الأمثل لحب الشباب في تغيير النظام الغذائي والتخلص من المقومات الغذائية المسببة لحب الشباب مثل الأغذية المقلية.
ويعتبر اتباع نظام غذائي غني بجميع الأغذية الطبيعية مثل الخضراوات والفاكهة وجميع أنواع الحبوب والفاصوليا الوصية الأولى لعلاج حب الشباب.
ويتعين تجنب تناول الأغذية التي تحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة مثل الحليب ومنتجاته والسمن الصناعي النباتي وغيرها من زيوت الخضراوات المهدرجة الصناعية بالإضافة إلى الأغذية المقلية.
ولما كان حب الشباب يظهر نتيجة لزيادة إفراز الزيت تحت البشرة، يوصي عدد من الأطباء بشرب كميات أكبر من الماء واستبعاد الأغذية المقلية والدهون المهدرجة من النظام الغذائي، وتناول مقدار أكبر من فيتامين A والزنك للحد من تفشي حب الشباب.
ولا يعتبر حب الشباب المشكلة الجلدية الوحيدة التي يمكن أن تتحسن باتباع نظام غذائي صحي، حيث يمكن معالجة الأكزيما وجفاف الجلد وتشققه من خلال تناول أغذية صحية ومكملات غذائية.
وتعتبر فيتامينات A، B، C،E ضرورية لصحة البشرة. كما يوصى أيضًا باستخدام زيوت الخضراوات التي تعصر على البارد مثل زيت دوار الشمس وزيت العصفر، بالإضافة إلى الخضراوات والفاكهة وعصير الجزر وعشب البحر.
أما عن الأغذية التي ينبغي تجنبها فتتضمن الأغذية المقلية والوجبات الجاهزة والكحول والأغذية والمشروبات السكرية التي بها الألوان ونكهات صناعية.
جذور المشكلة
ولا يمكن علاج حب الشباب فعليًا باستخدام الكريمات والصابون لأن جذور المشكلة تقبع تحت البشرة.
ووفقًا لما ذكره د. جاري نول في الموسوعة الكاملة للاستشفاء الطبيعي “تتكون البثور بسبب البكتيريا وغيرها من العوامل المهيجة الموجودة تحت الغدد الدهنية للبشرة وجريبات الشعر. وهي عمومًا نتيجة لعدم اتباع العادات الصحية السليمة والنظام الغذائي غير الجيد، أي تناول كميات هائلة من الأغذية المطبوخة والدهنية والمقلية، بالإضافة إلى منتجات الحليب المجفف واللحوم والسكر”.
ويؤدي تقليل كميات الأغذية المقلية والدهون المشبعة إلى علاج الشعر داخليًا، وهو بدوره ما يجعله صحيًا في مظهره.
وينبغي أن يشتمل النظام الغذائي الصحي للبشرة على تناول خضراوات نيئة أو خفيفة الطهي، ولاسيما الخضراوات الخضراء المورقة التي تشتمل على معادن نباتية قيمة وغنية بالألياف.
وتعتبر الخضراوات الخضراء الطازجة عاملاً أساسيًا، وينبغي أن يتضمن النظام الغذائي أيضًا مصادر البروتين منزوع الدسم والكربوهيدرات المركبة مثل الأرز والخبز المصنوع من جميع الحبوب والبطاطس والبقول (ويمكن الاستغناء عن البقول إذا كانت تسبب مشاكل في الهضم).
وتساعد هذه الأغذية الغنية بالألياف في ضمان نظافة الجهاز المعوي الذي له أهمية خاصة في ظهور حب الشباب.
ويجدر تناول ثلاث وجبات صحية يوميًا بغية تزويد الجسم بالعناصر الغذائية الهامة وتقليل الرغبة في تناول الأغذية المقلية الدهنية أو السكرية.
وبالرغم مما سبق لا تعتبر البشرة المستفيد الوحيد من استبعاد الأغذية المقلية من النظام الغذائي حيث تعتمد صحة الشعر على مقدار ما يتم تناوله من الأغذية المقلية والدهنية.
ويوصي جوسيف ماريون مؤلف “دليل مقاومة الشيخوخة” بتجنب تناول الأغذية المقلية والزبدة والمحار وجوز الهند والشوكولاته والملح المعالج باليود والكحول من أجل التمتع بشعر صحي.
وبناء على ما سبق فمن أجل التمتع ببشرة وشعر صحيين، ينبغي الامتناع عن تناول الأغذية المقلية والدهنية والتحول إلى نظام غذائي غني بالفاكهة والخضراوات والزيوت الصحية والحبوب.
من كتاب (الأسرار الآسيوية للصحة)