تعمل الكليتان على تنظيم كمية المياه والأملاح الموجودة داخل الجسم، ودرجة حمضية وقلوية الدم، وتحافظان أيضًا على المواد النافعة لجسم الإنسان من جلوكوز وأحماض أمينية وبروتينات وأملاح يحتاجها الجسم، وفي الوقت نفسه تتخلص من بقايا عملية التمثيل الغذائي داخل الجسم، مثل: البولينا، وحمض البوليك، والكريتاتين، وأملاح الفوسفات، والسلفات، وكذلك الأدوية، والمواد السامة التي قد يأخذها الشخص في بعض الأطعمة.
وفي الأحوال الطبيعية يتراوح مقدار البول في الجسم من 800 سم3 إلى 2500 سم3 خلال 24 ساعة، وتستطيع الكلى تحت ظروف خاصة أن تركز البول حتى يصبح مقداره 80 سم3 لتفرز بوليان وحمض البوليك وبقية الأملاح التي يريد الجسم أن يتخلص منها.
ولكن عندما تصبح الكلى عليلة لا يمكنها أن تقوم بالكفاءة المطلوبة لتركيز البول في حجم الـ 800 سم3، كما في حالة الكلى السليمة، ويصبح البول في هذه الحالة حوالي لترين إلى ثلاثة؛ لكي يمكن للجسم التخلص من تلك المواد.
وهنا تكون الحاجة إلى تناول المياه بكميات كافية لتعويض ما تفرزه الكلى في حالة القصور؛ لكي تتخلص من المواد الضارة، ويصبح حجم البول أكثر حيث إن وظيفة التركيز قد اختلت.
ومن هنا قد يصبح الصيام بالنسبة للمريض عبئًا على كليتيه، خصوصًا في الأجواء الحارة؛ وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البوليان والكريتاتين داخل الجسم، وهذا ينطبق أيضًا على كل الحالات التي يعانيها مريض الكلى، وتُعرف باسم البولينا.
صحيح أن هناك تقدمًا ملحوظًا في عملية الغسيل الكلوي، ويجرى لهم مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا، وقد تنجح عملية زرع الكلى الحديثة. ولكن في حالات القصور الكلوي لا يُنصح المريض بالصيام، وهذا بالطبع في حالات قليلة.
أما مرضى التهابات الكلى والمثانة ففي أغلب الأحيان لا يحتاج المريض إلى الإفطار إلا لضرورة؛ حيث توجد حالة القصور عن الوظائف الكلوية التي تؤثر على كفاءة الكليتين، ويكون ذلك بأمر الطبيب المختص.