بقيت الفواكه والخضراوات الطازجة ولمدة طويلة مصدرًا غنيًا للعناية بالبشرة والجسم. وكأي شيء في هذه الحياة كان هناك فريقان، الفريق المهاجم لطريقة وضع الأقنعة المضحكة التي كانت فيها حواء مثل رسومات (سلفادور دالي) العبثية، بدوائر الخيار حول عينيها وعجينة الزبادي بالخميرة أو الفراولة المدهونة على وجهها مثل الطلاء، وبين المؤيدين لاستغلال الطبيعة والتأكيد على فعاليتها وأهميتها على المدى البعيد.
لكن يبدو أن معركة الجمال قد انتقلت بعيدًا عن المطبخ وسلال الفاكهة، وانتقلت لمنطقة أكثر أهمية بالنسبة للمرأة وهي علبة المجوهرات، فقد اكتشف المتخصصون في مجال الصحة والجمال مدى فاعلية المجوهرات والأحجار الكريمة وأهميتها في العناية بالجسم والبشرة ومكافحة التجاعيد وإزالة التوتر وإعادة الشباب والتمتع بجمال نادر وغير عادي.
كنوز المناجم الموجودة في باطن الأرض، تحتوي على سر الحياة والشباب والجمال، من الألماس وحتى الكوارتز فقد اكتشف العلماء أن الأحجار الكريمة ونصف الكريمة تحتوي على مكونات مفيدة للغاية لو استخدمت كمستحضرات للتجميل وكريمات أو تونيك للعناية بالجمال.
ويستفاد من المجوهرات والأحجار الكريمة إما عن طريق تفتيتها وتحويلها إلى قطع صغيرة للغاية، هذه القطع تعكس نوعا نادرا من الضوء، يتم تسليطه بواسطة الأجهزة على البشرة لتختفي التجاعيد في جلسة واحدة، أو عن طريق ضغطها ورفع درجة حرارتها وتسليطها على الجسم لإكسابه نعومة خالية من الشوائب.
هناك طريقة أخرى توصل إليها العلماء أيضا كإحدى وصفات الجمال بالمجوهرات وهي الطريقة البيولوجية وفيها تتحول الأحجار الكريمة إلى سائل سميك ويتم وضع إضافات خاصة لها ليتحول إلى كريم.
ويعد الألماس سيد المجوهرات من أكثر الأحجار الكريمة استخداما في هذه النوعية الحديثة من مستحضرات التجميل، فعندما يتم تكسيره إلى جزيئات ويوضع على البشرة، يقوم بعملية فرد فورية للتجاعيد وتنعيم عميق للغاية وليس للطبقة السطحية فقط.
ويتم ذلك عن طريق انزلاق الجزيئات داخل التجاعيد وشدها، أما بالنسبة لصنفرة الوجه فتقوم الجزيئات الألماسية بتمليس البشرة بنعومة شديدة.
ويؤكد العلماء أن عملية تكسير الألماس والحجارة الكريمة يجب أن تتم بعناية ورقة بحيث لا تتعدى الجزئية الواحدة (5 میكرون) حتى لا يحدث التهابا في البشرة وتهيجا في الأنسجة. وقد بدأ عدد كبير من مراكز التجميل الراقية بالتعاون مع مراكز أبحاث ا التجميل باستخدام هذه الطرق الحديثة والمكلفة.
فجلسة تنعيم وإزالة تجاعيد البشرة بالألماس تحتاج للفرد قيراطين في المرة الواحدة. أما الكريمات الحديثة التي تتكون من الألماس النيوزيلندي الوردي والماء البيولوجي المضاد للتجاعيد فسعر الأنبوب الرفيع منه (154 يورو). أما كريم تجدد خلايا البشرة الذي يعطي نتائج فورية فسعر الأنبوب منه (۲۳۲ يورو).
ويؤكد المتخصصون في مجال التجميل أن الأحجار الكريمة الخضراء تعد كنا للجمال بسبب احتوائها على النحاس المضاد للتأكسد الأمر الذي يساعد الجسم على محاربة التجاعيد ومكافحة الشيخوخة.
كما أن الأحجار الكريمة الخضراء مثل الزمرد تعمل على إعادة البريق والشباب إلى البشرة المجهدة أو المتهيجة بفعل التعرض للشمس أو التدخين.
ويتم استخدام خلاصة هذه الأحجار الخضراء للعناية بالجسم أيضا، ويحتاج الجسم إلى حوالي (100 قيراط) من هذه الأحجار من كريمات أو مستحضرات تستخدم أثناء الاستحمام أو ماسكات لوجه، ويستخدم معها بعض المرطبات ومستخلص زهرة اللوتس.
أما اللؤلؤ فهو من المجوهرات النفيسة التي تساعد على إعادة الشباب للبشرة وتجديد خلاياها، وذلك لاحتوائه على عنصر الكالسيوم المضاد للشيخوخة، الذي يعمل على تحفيز خلايا البشرة وطرد الشوائب والخلايا الميتة وإفراز الكولاجين. وينصح الخبراء باستخدام المستحضرات التي تحتوي على خلاصة اللؤلؤ بدءا من سن الأربعين، وهي سن بداية ظهور التجاعيد الرفيعة التي يقضي عليها تماما، وتتراوح أسعار مستحضرات اللؤلؤ ما بين (45 يورو و95 يورو وحتى 254 يورو) حسب حجم العبوة والماركة.
ويعد الذهب معشوق النساء للزينة صيدلية خاصة للجمال؛ فالجزيئات الصغيرة عيار 24 التي تعكس ضوءا غير عادي تعطي البشرة لونا ورديا هو حلم بنات حواء جميعا.
أما الياقوت فهو مقاوم للتجاعيد، ويمكن استخدام خلاصة هذه الأحجار الثمينة ابتداء من سن الثلاثين. والكوارتز الوردي يستخدم كصابون منعش للغاية، ويعطي البشرة رونقا وانتعاشا.
وأخيرا فإن التورمالين والأوبسيديان وهما حجارة نصف كريمة، يحتويان على نسبة عالية من الصوديوم والبوتاسيوم، وهما رائعان للعناية بالشباب لكل الأعمار وفي كل الأوقات.